|
العقيد خليفة: فريق القوات باق ولن يتم حله
نشر بتاريخ: 12/09/2020 ( آخر تحديث: 12/09/2020 الساعة: 22:03 )
أحرار جبريني- بعدَ تجربةٍ قصيرةٍ في دوري المحترفين، استمرت لموسمٍ واحد، هبطَ فريق القوات الفلسطينية، إلى مصافِ الدرجة الأولى –الاحتراف الجزئي-، بعد احتلال المركزِ الأخير على سلم الترتيب العام، برصيدٍ خالٍ من الانتصارات، الأمـر الذي تركَ آثاراً سلبية للغايةِ، على مجلس الإدارة، والجهاز الفني، وكذلك اللاعبين.
الخلل الذي حصلَ بالفريق، وأدى إلى الإطاحةِ به من مصافِ الأضواء، تطلب تدخلاً علاجياً عاجلاً، لئلا يتواصل السقوط، وتُهدر الإنجازات التي تحققت بشقِ الأنفس على مدار السنوات الماضية، بدءاً من التأسيس واللعب في دوري المناطق، وصولاً إلى أعلى مراتب كرةِ القدم الفلسطينية، هناكَ حيث النجوم، قبل تلقي صفعة العودة درجةً واحدةً إلى الوراء.
الأزمة التي مرَّ بها القوات الفلسطينية، أدت إلى انتشار أنباء صادمة، تفيد بحلِ الفريق، مما استدعى ضرورة الحصول على المعلومات من مصدرها الرئيس، ولذلك، التقينا مدير الاتحاد العام للرياضة العسكرية، العقيد أمل خليفة، ودار الحوار التالي:
أسباب هبوط فريق القوات: لم يتمكن فريقُ القوات من البقاء في دوري المحترفين، ولم يقدم المستوى المأمول، وقالت العقيد خليفة: إن الأسباب كثيرة ومتعددة، ومنها: انقطاع الرواتب، وتوقف منحةِ الرئيس للصاعدين، بالإضافة إلى توقف الدعم من الاتحاد نفسه، مما انعكس سلباً على أداء الفريق بسبب تراجع الحالة المعنوية للاعبين. ولم تُخف خليفة أن من أهم الأسباب أيضاً، عدم متابعتها المباشرة للفريق كونها اعتبرت نفسها قد أوصلتهم لأعلى مكانة يمكنهم التواجد فيها على المستوى المحلي، بالتالي قررت الابتعاد لإفساح المجال للجهاز الإداري والفني لممارسة مهامهم، وجاء ذلك لمنح الاهتمام لبقية فرق القوات كفريق الطائرة، والفنون القتالية والعسكرية، وتعترف خليفة أن هذا القرار كان خاطئاً وتشعر بالندم عليه، لأنها اكتشفت مؤخراً أن هنالك تقصيراً واضحاً من قبل الجهازين الفني والإداري لعدم استطاعتهم مجاراة متطلبات مرحلة الاحتراف، رغم أنهم صعدوا بذات الطاقم الذي صعد بالفريق لدوري المحترفين.
مبررات حل فريق القوات: أوضحت العقيد خليفة بأن الهبوط انعكس بطريقة سلبية على اللاعبين الذين لا زالوا تحت تأثير الصدمة، إضافة لانقطاع الرواتب عنهم لمدة ثلاثة أشهر، في المقابل فإن لاعبي الفرق الأخرى لا يوجد لديهم معوقات، ويتقاضون أجرهم بالكامل، وللأسف قامت بعض الأندية باستغلال أوضاع اللاعبين وما جرى معهم بطريقة سلبية.
وأضافت: “كنت أعتبر الجميع كأشقاء وزملاء وجزء أصيل من المؤسسة الرياضية، وكان من المفروض أن نقف صفاً واحداً نقدم الدعم لبعضنا البعض، لكنهم استغلوا احتياجات اللاعبين لتوقف الرواتب دون أن يكون دليلهم أدنى وأعز بالتفكير بأن هذا الفريق يمثل وطناً بأكمله، واستغربت العقيد خليفة كيف يكون للبعض هذا المستوى من الأخلاق ولا يملكون مشاعر الوفاء والانتماء، وكيف لهم أن يستغلوا حاجة العسكري بدلاً من مساعدته على الاحتراف؟
فريق القوات باق في دوري الاحتراف: وأكدت خليفة، الملقبة بالمرأة الحديدية، على أن فريق القوات الذي يمثل الفئة المهمة والمميزة بالوطن، سيستمر رغم كل الضغوط والظروف المالية الصعبة والسلبية المفروضة عليه والمؤامرات التي تحاك ضده.
وأضافت “أعد الجميع أن هذا الفريق سيستمر حتى ولو لم يصعد مرة أخرى للاحتراف، سيستمر لإثبات وجوده على الساحة الرياضية الفلسطينية، لأنه لا يمثل مخيم ولا محافظة، بل وطناً بأكمله”.
مصير لاعبي فريق القوات: أشارت العقيد أمل إلى أن هنالك بعض اللاعبين العساكر منتسبين من خلال الرياضة العسكرية وإذا كانوا غادروا فإن ذلك من خلال اتفاقات مسبقة مع الأندية، وتابعت: “هناك للأسف الشديد بعض الأندية قدمت عروضاً للقسم الثاني من اللاعبين، وقالت لهم بكل بساطة: قدموا استقالتكم من العسكرية ونحن نعطيكم المال”، وهذا الذي أتحدث عنه بشأن استغلال حاجة اللاعب، حين يقدم اللاعب استقالته من العسكرية لا يصبح لنا سلطة عليه، وبعد ذهابه للعب مع نادٍ آخر يأتي البكاؤون وأصحاب الواسطة من أجل إعادته للعسكرية، وللأسف قلوبنا كبيرة وحنونة، فالقائد ليس أمامه الا إعادة هذا اللاعب وهذه المشكلة عملت خلل في فريق القوات، حيث تم استغلال اللاعبين واستغلال تفكير القيادة بطريقةٍ وطنية”.
وأضافت ” للأسف هذا ما يجعلنا نتراجع، وبعض اللاعبين ليسوا من ضمن جهاز الأمن الوطني وسيادة اللواء نضال أبو دخان رئيس الاتحاد الرياضي العسكري لا يملك أيّ سلطة بشكل مباشر على باقي الأجهزة، فعندما يكون اللاعب عسكرياً ويحصل على موافقة رئيسة المباشر للعب في أي ناد لا يمكن منعه، لكننا نسعى إلى إستصدار قرارٍ بمنع اللاعبين العسكريين من اللعب في النادي دون الرجوع للرياضة العسكرية، لأجل تنظيم عملية الانتقال، ومن أجل بناء فريق قوي قادر على تمثيل الوطن في المناسبات الكبرى”.
الدرس المستفاد هو رسالة للجميع: وأكدت خليفة بأن ما جرى مع الفريق هذا الموسم درسٌ قاسٍ تعلموا منه الكثير كآلية التعامل مع اللاعبين والاهتمام بالفريق الكروي وقرار تجميد فريق القوات أو استمراره، هو قرارهم هم وليس قرار أي أحد، ولكن هذا القرار جعل كل من حولهم يقول: انتظروا الى أين أنتم ذاهبون، وانتبهوا الى أن ما تفعلونه سينعكس سلباً ويسبب إرباكاً، وأضافت: “يجب وقف الآخرين عند حدودهم” وهذه هي رسالتنا للجميع بكل وضوح.
ضخ دماء شابة وأهمم المعايير: أعلنت خليفة عن تعاقد الفريق مع أربعة لاعبين شباب تتراوح أعمارهم ما بين تسعة عشر وعشرين عاماً، مشيرةً إلى انه سيتم ضخ الدماء الشّابة في الفريق سنوياً. وشددت خليفة على أن هذه المرة لن تتعامل بتهاون مع اللاعبين الذين تم التعاقد معهم لمدة اربعة مواسم، موضحة بأن أي لاعبٍ يريد الانتقال لنادٍآخر لن توافق على استقالته دون مفاوضات مع النادي الراغب في ضمه ويجب أن تكون المفاوضات مع إدارة فريق القوات وليس مع اللاعب نفسه، كما تنص أنظمة وقوانين الاتحاد الدولي بما أن اللاعب ما يزال ضمن مدة العقد.
وأكدت خليفة أن عملية اختيار اللاعبين تمت على أساس حاجة الفريق لمراكز اللعب، بحيث يكون قادراً على خدمة الفريق لأطول فترة ممكنة، والأهم بالنسبة لها كعسكرية هو انها لمست بهم الوفاء والانتماء وعدم الجحود والانضباط والأخلاق، وتابعت قائلة: “من الممكن أن تتدرب وتصبح رياضياً جيداً ولكن ليس من الضروري أن تحصل على الأخلاق”.
عن مصير الطاقم الاداري والفني: ” الفريق باقٍ ولن يغادر الساحة وقد تعبنا كثيراً من أجل بنائه، ولن نسمح لأي ثغرة جديدة بحله أو هدمه، ولزيادة الروح فقد تمّ استبدال الطاقمين الفني والإداري والغاية مصلحة الفريق وتحقيق حلم العودة للأضواء”. ونوّهت خليفة إلى أنها لن تتخلى عن الفريق حتى لو عاد وبدأ من نقطة البداية، مؤكدة أنهم قد شكّلوا فريق شبابٍ بوقت سابق، والآن أصبح لديهم فريق أشبالٍ وفريق نساءٍ للقوات كما وعدت سابقاً، وهي إن وعدت صدقت.
رسالتها للاندية: قالت خليفة: “إن رسالتها للاندية هي اختيار أسلوب سلس في التعامل، والتصرف انطلاقا من حسهم الوطني، وأن مصلحة النادي تخصهم ولكنها ليست محور الكون، فلسطين هي الأهم، ومن يريد الخير لناديه عليه أن يتمنى الخير لباقي الأندية”.
الخطط المستقبلية: أشارت العقيد إلى أن فريق القوات لولا جائحةُ كورونا لكان بصدد تمثيل فلسطين بالدوري العربي العسكري، الذي كان من المقرر إقامته في جمهورية مصر العربية، وتم دعوتهم لأكثر من بطولةٍ على المستوى الآسيوي والعربي، ولكن الوضع المالي للسلطة كان عائقاً أمام مشاركتهم، بالإضافة إلى أن هذه المشاركات توقفت بسبب كورونا، ولكنّهم سيعملون على تهيئة هذا الفريق من أجل تمثيل فلسطين في جميع المحافل الدولية.
الوضع المادي للفريق: أوضحت خليفة أن خطتهم القادمة التوجه لاتحاد كرة القدم لتوفير الدعم المالي، ومن ثم التوجه للقيادة العسكرية التي عليها أن تقفَ معهم، والأخذ بعين الاعتبار أن راتب العسكري غير كافٍ لتوفير حياة مناسبة للاعبين، كون نفقات الاحتراف على اللاعبين مرتفعة، وكذلك احتياجاتهم، وقالت: “لا بدّ أن ندعم اللاعب العسكري بأكثر من طريقة مما نقدمه حالياً، كأن نمنح له مكافأة ونثريات”.
وأضافت أنهم لم يتوجهوا في السنوات الماضية لطلب الدعم من الأجهزة الأمنية، ولكن بالفترة القادمة من الممكن التوجه لذلك، لأنّ الفكرة من الأساس هي الارتقاء بالمستوى الفني لنادي القوات بطريقته العسكرية وليس بطريقته المدنية بالبحث عن رعاة، وهذه سمة مميّزة، فهم لا يريدون مالاً من أي أحد، لأن انتمائهم الوطني ووفائهم للمؤسسة يمنعهم من التوجه للقطاع المدني، وهدفهم الأساس يرفعُ اسم المؤسسة وهي عنوانهم الأكبر.
وبّينت خليفة أنه بعد ظهور الاحتراف تغيرت الأمور، فالعائد المادي استبدل بالانتماء عند جزءِ من اللاعبين، الذين بدأوا يقارنون نفسهم بغيرهم في الأندية، وينظرون إلى أنهم ليسوا مثلهم، وهم على حق في هذه المقارنة، ولكنهم نسوا ما هي العسكرية، فنادي القوات لم يبن على المال وإنما على الانتماء والوفاء وتمثيل اسم فلسطين واسم المؤسسة الأمنية والعسكرية.
الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم: على الاتحاد أن يقوم بواجبه والتزماته اتجاه نادي القوات رسمياً، فالفريق لا يستطيع جلب أي أموال كباقي الأندية، لانه بالنهاية نادٍ له مكانته الوطنية، وعلى القيادة أن تقوم بواجباتها.
وأشارت إلى أنه تم إبرامُ عدة اتفاقيات مع الاتحاد كتصويب الأوضاع بشكلٍ عام، إن كان الوضع المادي او الإداري.
وختمت العقيد خليفة حديثها بتقديم الشكر الخاص للواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي لمست فيه قمة الوطنية، مشيدة بموقفه المليء بالانتماء والعطاء، كونه رأى نادي القوات على حقيقته كحالة وطنية، كما وجهت شكرها لقيادة الأمن الوطني وعلى رأسهم اللواء نضال أبو دخان سند الرياضة العسكرية. |