وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قيمتها نحو 500 مليار دولار.. كيف يمكن للحرف اليدوية أن تنعش الاقتصاد مستقبلا؟

نشر بتاريخ: 14/09/2020 ( آخر تحديث: 14/09/2020 الساعة: 18:45 )
قيمتها نحو 500 مليار دولار.. كيف يمكن للحرف اليدوية أن تنعش الاقتصاد مستقبلا؟

بيت لحم- معا- في حال كنت لا تزال تعتقد أن الحرفيين مجرد زينة للسياحة أو الصناعة المنزلية، فقد يكون حان الأوان لإلقاء نظرة فاحصة على قيمتهم وإمكانات النمو التي يتمتعون بها في الاقتصاد العالمي.

وفي تقرير نشره موقع "إنتروبنيور" (Entrepreneur) الأميركي، قال الكاتب جاريد بوليتس إنه على الرغم من أن الحرفيين أصبحوا وسيلة سهلة لجذب جيل الألفية وإثارة فضولهم، فإن التحول نحو إحياء سلاسل التوريد الحرفية هو أكثر بكثير من مجرد اتجاه عابر.

إن الحرفي هو الذي ينتج سلعة باليد دون استخدام الآلات الحديثة، سواء كانت منسوجة أو إكسسوارا، غير أن صوفيا ديفا مؤسِّسة "ذيس سايم سكاي"(This Same Sky) -وهي علامة تجارية تركّز على أسلوب الحياة الحرفي- توسعت في تعريف الحرفية، ورأت أنها تشمل عنصرا للأجيال يربط حرفة معينة بالتراث الثقافي، وغالبا ما كان الحرفيون الذين تتعامل معهم علامتها التجارية قد انتقلت إليهم الحرفة عبر أجيال متعددة.

وتساعد الشركات الحرفية على الصعيد العالمي في توظيف مئات الآلاف من الأشخاص، وهي ثاني مُشغّل في العالم النامي، ولقد ثبت على نطاق واسع أن دعم الحرفيين من شأنه أن يساعد في تحقيق التوازن في مسألة عدم المساواة بين الجنسين، ودعم الاقتصادات المحلية في الاقتصادات المتقدمة والنامية على حد سواء، فضلا عن الحفاظ على الثقافة والاستدامة وتعزيزها.

ومن أجل تسليط المزيد من الضوء على تطور الحرفيين وإمكاناتهم، تقدم ديفا 3 أسباب تجعل الحرفيين يلعبون دورا مهما للغاية في الاقتصاد الجديد.



1. دعم الحرفيين يحافظ على الثقافات المعرضة للاندثار
على الرغم من صعوبة تحديد القيمة الكبيرة للمجتمع الحرفي، سواء على صعيد التقنيات أو التقاليد، فإننا نعلم أنه بمجرد فقدانه يصبح من الصعب جدا استرداده.

تولّد قدرة المجتمع على توفير سبل العيش من خلال تقاليده الحرفية قدرا أعظم من التماسك والفخر والمعنى، مقارنة بالهجرة الريفية الشائعة نحو المراكز الحضرية المزدحمة والملوثة للحصول على أجور. وعلى نطاق أوسع، فإن التنوع الثقافي يجعلنا أكثر ثراء وأكثر قدرة على التكيف، سواء مع قدرتنا على التعبير عن أنفسنا أو التعاون بشكل هادف مع الآخرين.

ومن خلال علامة "ذيس سايم سكاي"، اكتشفت ديفا أن التجارة الحرفية تعد أكثر من مجرد عملية آلية مبتكرة جديدة، فهي تمثل فهما عميقا للمواد والإبداع، تمتد جذوره إلى الشعور بالمكان والتاريخ المشترك، وأوضحت قائلة: "أن تكون حرفيا يعني أن تكون مشرفا على تلك المعرفة العميقة، وتحافظ على استمراريتها من خلال الحوار والتكيف".

2. الحرفيون يوفرون بديلا مستداما
وفي ظل الانتقادات التي تواجهها "الموضة" السريعة بسبب انبعاثات الكربون الثقيلة وإهدار المياه والمعاملة السيئة التي يتلقاها عمال الملابس، فإن المستهلكين متعطشون لطراز جديد يقدم أساسيات وإكسسوارات أنيقة.



ومن خلال اختيار العلامات التجارية التي تركز على دفعات صغيرة وأجور عادلة ومنتجات فريدة من نوعها، فإننا نبدأ في وقف موجة الاستهلاك القهري وإقامة علاقات أكثر جدوى مع الأشياء الموجودة في حياتنا، ناهيك عن تقليل التأثير البيئي.

وتوضح ديفا أن نموذج أعمالها مع علامة "ذيس سايم سكاي" يستند إلى علاقة مختلفة تماما مع قاعدة عملائها، وفي حين أن الكفاءة والجودة لا يزالان مهمين، فإن القيم المشتركة والقصص تضمن وجود روابط أقوى وشفافية أكبر مما يمكن أن يكسبه معظم بائعي التجزئة الكبار.

دعم الحرفيين يساعد في تحقيق التوازن في مسألة المساواة بين الجنسين (الأوروبية)
3. سوق الحرف اليدوية ينمو بسرعة
عندما أدت الأزمة المالية العالمية عام 2008 إلى تراجع قيمة الأسواق بنحو الربع تقريبا، استمر الطلب على المنتجات الحرفية في النمو، حيث تضاعفت قيمتها مقارنة بالأعوام الستة الماضية.

وفي عام 2017، وصلت قيمة سوق الحرف اليدوية العالمي إلى 526.5 مليار دولار، ومن المقرر أن تتضاعف قيمته مرة أخرى خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

في الحقيقة، لقد حفزت هذه الأرقام الواعدة ديفا على المضي قدما في مسار إطلاق الأوشحة المطبوعة يدويا، حتى في خضم جائحة كورونا والركود الوطني.

ونظرا لتطور تفضيلات المستهلكين والمخاطر البيئية الملحة المترتبة عن معايير الإنتاج الحالية والقيمة المتأصلة في العمل الحرفي، فإننا قد لا نتمكن من التغاضي عن قوة الحرفيين في الاقتصاد الجديد، وسواء كان عملهم بمثابة استثمار سليم أو مشروع ريادي، فإن الحرفيين يمثلون المستقبل، بينما يعيدون ربطنا مع جذورنا بشكل أعمق، وفق الموقع الأميركي.

المصدر: الجزيرة