حكاية سجى خلة التي تجاوزت بذاكرتها ظلام العينيين

غزة_معا- منذ ولادتها لم تبصر الطفلة سجى خلة التي تبلغ 11 عاما النور، ولدت كفيفة لكنها منذ الصغر تظهر عليها ملامح الذكاء، ما دفع والدها لمساعدتها بحفظ القرآن الكريم في الرابعة من العمر، كأصغر كفيفة في غزة تحفظ القرآن.

سجى واصلت حفظ ألفية ابن مالك في النحو والصرف وعددا من الكتب الدينية والمعلقات السبع.
وتقول سجى لمعا إنها بدأت بحفظ القرآن الكريم بعمر أربع سنوات وأربعة أشهر، وأتمت حفظه كاملا في عمر سبع سنوات، وبعد ذلك انتقلت لحفظ ألفية ابن مالك في النحو والصرف ومن ثم حفظ ثلاثة كتب في النحو وشرحهم".
وتتابع، حفظت الآجرومية وهي تتحدث عن النحو والأربعين النووية وهي تتكون من 42 حديثا والمعلقات السبع المكونة من 600 بيت وتتحدث عن حياة العرب في زمن الجاهلية وعن عاداتهم وتقاليدهم، وحفظت أيضا المواريث في متن الرحبية مع الشرح، وحفظت الرحبية عن طريق التلقين والتي أنجزتها خلال فترة الحجر المنزلي، ومنظومة الجزرية أيضا.
وتضيف :" الأمر سهل في حفظ هذه الكتب وذلك بوجود الأهل، ومساعدتهم لي بحفظ كل ذلك".
وتدرس سجى في مدرسة مركز النور الخاصة للمكفوفين، ومتفوقة في دراستها، حيث تحصل في كل عام المرتبة الأولي.
ووجهت سجى رسالة للأهالى الاهتمام بأولادهم تحديدا إن كانوا من ذوي الإعاقة، وتدريسهم حتى يضمنوا نجاحهم من الضياع.
وتحلم سجى أن تصبح داعية إسلامية باللغة الإنجليزية، لترفع رأس والدها ووالداتها.
من جهته، يتحدث دكتور سعيد خلة والد سجى عن تميز ابنته وتمتعها بقوة الذاكرة وسرعة الحفظ والفهم، قائلا عنها:" سجى هي من الحالات النوادر على مستوى العالم وربما سبقت أقرانها وعمرها بعقد أو يزيد من الزمن".
ويوضح أنه اكتشف قوة الذاكرة لدى ابنته سجى عندما بدأ في تحفظيها القرآن الكريم، ما دفع والدها إلى الاهتمام بها وتوسيع دائرة الحفظ معها حتى أنجزت حفظ القرآن والعديد من الكتب الدينية والمتون التي تخدم القرآن الكريم، وتحفة الأطفال في علم التجويد.
ويضيف،"سجى ولدت كفيفة ودعوت الله، هذا الدعاء، اللهم علمها، اللهم بصرها، اللهم أعني على تعليمها، فاستجاب الله تعالى لذلك".
ويشير إلى أنه لا مستقبل لسجى إلا بالعلم، معبرا عن فخره بإنجازاتها والجهود التي بذلها مع سجى منذ 6 سنوات والتي أصبحت الآن نموذجا يقتدي وتُضرب مثلا للأصحاء في الحفظ والفهم والقراءة.