|
ترامب والثلاثاء الكبير
نشر بتاريخ: 03/11/2020 ( آخر تحديث: 03/11/2020 الساعة: 17:15 )
ان الحفاظ على وَهم الوحدة الأمريكية بات اليوم صعبا ان لم يكن ذلك مستحيلا مع ما يجري اليوم الثلاثاء الكبير كما يسمونه لحسم التصويت للانتخابات الأمريكية بعد مشاركة واسعة مع بدء الانتخابات لم تشهدها الولايات المتحدة سابقا وفي ظل تزاحم كبير بين المرشحين مع ضرورة خروج النتائج وفق احد ثلاث سيناريوهات منطقية مختلفة، اما فوز ترامب او بايدن او التعادل واللجوء حينها الى الآليات المطلوبة لحسم ذلك بالكونغرس، مع الاخذ بعين الاعتبار وجود قضايا حول آليات الانتخابات سيتم تقديمها الي المحكمة المختصة، إضافة للتداعيات المراقبه في حال عدد من السيناريوهات. سيسعى ترامب في حال إعادة فوزه لاستكمال بناء جبهة داخلية تعتمد على تفوق العنصر الأبيض و المسيحين الصهيونين وتحالفات خارجية تكون قادرة في رأيه على مواجهة الصين وروسيا والحفاظ على إدارته اليمينية الشعبوية المتطرفة التي يحاول بناء مثيلاتها في أوروبا وأمريكيا اللاتينية بالتحالف مع إسرائيل لتمرير رؤية الحركة الصهيونية العالمية وقوى الرأس مال المتوحش للصناعات العسكرية و الانتقال بأمريكا الى مراحل الفاشية السياسية. ان الدولة العميقة في أمريكا لم تعد تؤدي دورها لرسم سياسات استراتيجية كما كان سابقا بعد فشل مكوناتها في تقديرات وتقيم مستقبل سياسة أمريكا الخارجية بل والداخلية حتى مع بروز التناقضات ، وهذا برأي احد اهم الأسباب الذي سيدفع ترامب الى محاولة افشال نتائج الانتخابات في حال سقوطه وعدم التسليم بالأمر ، مما سيؤدي الى تفاقم الازمات الداخلية وصولا الى ردود فعل جماهيرية شعبية تكون غير قابلة للسيطرة عليها وتصعيد الاحتجاحات الجارية اليوم في عدد من الولايات ، مما سيؤدي بالضرورة الي تسارع التغيير القادم بالولايات المتحدة وبروز ظاهرة الانفصال لبعض الولايات وتراجع الدور الأمريكي في معادلة النظام الدولي الذي يشهد متغيرات متسارعة، فالولايات المتحدة لن تبقى كما كانت قبل هذه الانتخابات المثيرة خاصة مع تداعيات انتشار جائحة الكورونا وإلاعداد الهائلة للمصابين بها خاصة بالولايات المتحدة ، هذه الجائحة التي لا نعرف عنها الكثير، سوى ما يرافقها من تداعيات اقتصادية و سياسية واجتماعية، تساهم أيضا في عملية الإسراع في هذا التغير بالولايات المتحدة وباقي العالم. |