وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الانتخابات الأميركية: تداعيات كبيرة على إسرائيل

نشر بتاريخ: 05/11/2020 ( آخر تحديث: 05/11/2020 الساعة: 17:06 )
 الانتخابات الأميركية: تداعيات كبيرة على إسرائيل

بقلم: مايكل أورون


للانتخابات الأميركية تداعيات كبيرة على دولة إسرائيل، ويمكن أيضاً أن تكون مصيرية. نائب الرئيس السابق، جو بايدن، الذي عرفته جيداً، هو شخص مؤيد لإسرائيل بصورة واضحة وملتزم بالحلف الاستراتيجي بيننا وبين الولايات المتحدة.
كذلك السيناتور كاميلا هاريس، التي عملت معها أيضاً، هي مؤيدة لإسرائيل. هي وبايدن كانا المرشحيْن الديمقراطييْن الوحيديْن اللذين عارضا ممارسة ضغط أميركي على إسرائيل من خلال تقليص المساعدة الأميركية.
مع ذلك، فإن إدارة بايدن يمكن أن تشكل مستقبلاً تحدياً كبيراً لإسرائيل بسبب خلافات في الرأي إزاء موضوعيْن جوهريين. الأول، المسار السياسي الذي ستتخلى الإدارة من خلاله عن خطة القرن لترامب، وتعود إلى مخطط أوباما وكلينتون؛ أي حل الدولتين على أساس حدود 1967، والقدس الشرقية هي عاصمة فلسطين.
ستفتح الإدارة مجدداً مكتب منظمة التحرير في واشنطن، الذي أغلقه ترامب، وكذلك القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، التي استُخدمت قبل ترامب سفارة أميركية للفلسطينيين. كما ستجدد الإدارة المساعدة الأميركية لـ «الأونروا» ومؤسسات فلسطينية أُخرى أوقفها ترامب. وستعود الإدارة إلى معارضة البناء الإسرائيلي في الضفة الغربية، وستصبح «القدس الموحدة» في نظرها «عائقاً للسلام».
وفي الواقع فإن الأكثر إشكاليةً في نظرنا هو نيّة بايدن المعلنة في انضمام الولايات المتحدة مجدداً إلى الاتفاق النووي مع إيران ورفع العقوبات. هذا الأمر سينقذ النظام الإيراني من انهيار اقتصادي ويساعده على العودة إلى احتلال أجزاء كبيرة في الشرق الأوسط، واستخدامها كمواقع متقدمة ضد إسرائيل. المقصود تهديد استراتيجي حقيقي.
بخلاف ذلك، إذا انتُخب الرئيس ترامب وحظي بولاية ثانية فإنه بالتأكيد سيواصل سياسته التي تُعتبر أكثر سياسة مؤيدة لإسرائيل حصلنا عليها من رئيس أميركي منذ قيام الدولة. المقصود ليس فقط بادرات طيّبة رمزية، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان، بل أيضاً خطوات جوهرية من نوع الوقوف بقوة إلى جانبنا في الأمم المتحدة وفي كل المؤسسات الدولية.
خلال أربع سنوات من ولاية ترامب - ولأول مرة في التاريخ - لم تسجَّل أي إدانة أميركية لأي عمليات عسكرية أو سياسية إسرائيلية. مع ذلك لم يُخفِ الرئيس ترامب نيته الدخول في مفاوضات مع إيران. إذا انتُخب ثانية، يتعين على إسرائيل أن تكون مستعدة أيضاً لمثل هذا الاحتمال.
لا يغيّر في الأمر مَن سيفوز، يجب على إسرائيل أن تعرض علناً مصالحها وتوقعاتها من أي اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وإيران. لم نفعل هذا في سنة 2015 في أثناء إعداد الاتفاق، الأمر الذي سمح لأوباما بالادعاء بمكر أنه لا يوجد اتفاق جيد بما فيه الكفاية لإسرائيل.
أيضاً إذا حظي ترامب بولاية ثانية، من المفيد جداً لإسرائيل أن تدرس عدم تكرار تفويت الفرصة في الولاية الأولى، و»أن تعالج» «حماس» و»حزب الله»، وربما أيضاً إيران، بينما تحظى إسرائيل بكل الدعم العسكري والسياسي والقانوني.
في هذا السياق، من المهم أن نسأل ماذا سيكون مصير اتفاقات السلام الحديثة العهد بيننا وبين الدول العربية. ثمة شك في أن بايدن سيوظف فيها، مثلما فعلت إدارة ترامب - هذا الأمر سيكون حاسماً في موضوع السودان الذي يحتاج كثيراً إلى مساعدة أميركية. من جهة أُخرى، انضمام الولايات المتحدة مجدداً إلى اتفاق نووي مع إيران، سيجبر دولاً عربية كثيرة على الدخول في حلف استراتيجي علني مع إسرائيل ضد إيران. على ما يبدو سنضطر إلى أن نكون أكثر مرونة، وأن نذهب نحو الدول العربية التي لا تحصل على حوافز أميركية، واحتضان دول عربية بحاجة إلينا في موضوع إيران.
لا يغيّر [في مجريات الأمور] مَن سيفوز، سيضطر الرئيس إلى معالجة أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية داخل الولايات المتحدة. وستواصل الولايات المتحدة عملية الانسحاب الأميركي من المسائل الخارجية، وستواصل خطواتها الانفصالية. وسنضطر نحن الإسرائيليين إلى الوقوف على أقدامنا والمحافظة على مصالحنا الحيوية كدولة قوية وذات سيادة، يمكننا أن نفعل ذلك.