|
هل بايدن قادر على استعادة الاحترام الدولي المفقود وترميم روح أمريكيا ؟
نشر بتاريخ: 17/11/2020 ( آخر تحديث: 17/11/2020 الساعة: 18:53 )
خلال عهد الرئيس السابق دولاند ترامب الذي دام أربعة أعوام تغيرت علاقة الولايات المتحدة بدول العالم بشكل كبير،وخلال عهده المشؤوم فقدت أمريكيا الإحترام الدولي وفقدت قدرتها على إدارة الساحة الدولية بسبب الممارسات العنصرية التي كان يمارسها خارج الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في دول الشرق الأوسط "القضية الفلسطينية وسياسات الضم والتطبيع وصفية القرن والوجود العسكري" ودول الأتحاد الأوروبي وكذلك السياسات العنصرية الداخلية الممارسة على أبناء الشعب الأمريكي ما بين البيض والسود،والعنصرية ما بين مؤيدي الحزب الدمقراطي ومؤيدي الحزب الجمهوري فكانت سياساته الداخلية والخارجية تعتمد على العنصرية بشكل كبير."الإرث السياسي لترامب"، بعد أن أعلنت وسائل الاعلام العالمية أن الرئيس الجديد المنتخب للولاليات المتحدة الامريكية هو جو بايدن،في هذا الوقت رفض دولاند ترامب الإعتراف بهزيمته في الإنتخابات الرئاسية على الرغم من إعلان بايدن رئيسًا منتخبًا وهذا الرفض بالهزيمة سيؤثر حتمًا على الإرث السياسي لترامب الذي دام أربع سنوات خلال فترة حكمه،وهو مصدر إحراج له كما صرح بايدن وكذلك أنه يتوخى اللباقة بالقول وهذا الأمر لن يخدم الإرث السياسي لترامب. "كيف ستكون السياسة الخارجية أثناء فترة حكم بايدن؟هل سيسير على خطى ترامب في إدارته للسياسات الخارجية أم سيغير الكثير من القضايا وموقف أمريكيا منها؟". أرى بوجهة نظري السياسية إذا أراد بايدن كسب العالم وترميم روح أمريكيا وإستعادة الإحترام الدولي عليه أن لا يرى العالم كما كان يراه عندما إنتهت ولايته مع الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما في عام 2016 وليس كما هو العالم الآن وأن لا يكتفي بالعودة الى الوضع الطبيعي وانما عليه أن يفتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول كبرى مثل روسيا والصين الأتحاد الأوروبي إذا أراد أن يستعيد زعامة بلاده على العالم. مصداقية وتأثير الولايات المتحدة تراجعت وبايدن يريد أن يقود أمريكيا لزعامة العالم مجددًا،عليه أن يتوصل إلى إتفاق مع باريس حول المناخ الذي أنسحب منه الرئيس الجمهوري السابق، وإعادة العلاقات مع منظمة الصحة العالمية التي تم التخلي عنها في أوج وباء كوفيد_19، وعليه أن يقوم على تنظيم قمة للدمقراطيات لتلميع وتحسين صورة الوليات المتحدة وتأكيد تمسكها بالتعددية من جديد بعدما هوجمت لأربع سنوات والتقرب من حلفاء غربيين أساءت دبلوماسية ترامب معاملتها. بعد وقت من الإنتظار قالت صناديق الاقتراع كلمتها الأخيرة بإختيار الدمقراطي جو بايدن رئيسًا للبلاد، وأرى أن على جو بايدن رأب صدع بلاده ولم شمل الشعب الامريكي عن طريق تجميع الولايات المتحدة لا تقسيمها وجعل بلاده محترمة في العالم مجددًا، وعليه أن يعي خطورة وباء كورونا على الشعب الامريكي تحديدًا وأن يقوم على تشكيل خلية أزمة لمواجهة كوفيد_19. "حان وقت الشفاء واستعادة روح امريكيا"،تعهد بايدن أن يكون الطبيب لترميم جراح بلاده وأن يكون رئيسًا لا يسعى الى التقسيم بل الى توحيد الشعب الأمريكي وصرح بأن أنصار الحزب الجمهوري هم ليسوا أعدائنا بل أنهم أمريكيون "فلتبدأ هنا اليوم نهاية عصر الشيطنة في أمريكيا"وصرح أيضًا سعيه إلى هذا المنصب لاستعادة روح أمريكيا وإعادة بناء هيكلة العمود العمود الفقري لهذه الامة ألا وهي الطبقة الوسطى وجعل أمريكيا محترمة في العالم مجددًا،وتحدث عن الأمريكيين المنحدرين من أصول إفريقية وكيف كان دورهم في فوزه ويعود السبب في دعم الأمريكيين من أصول أفريقيه له؛ لأنه كان النائب السابق لباراك أوباما كأول رئيس أمريكي من أصول افريقية. "وقت الشفاء لأمريكيا"،يرى بايدن أن بلاده تنزف وجعًا جراء تفشي وباء كورونا كوفيد_19 لذلك سيعمل على وضع إستراتيجيات صحية لمواجهة هذا الوباء،وسيتم تشكيل خلية أزمة تتكون من الخبراء والعلماء لمواجهة التحدي الأبرز لأدارته ولعهده وعليه مواجهتها والتصدي لها. "بخروج شبيهه نتنياهو(ترامب) عن عرش بلاده ماذا تنتظر اسرائيل(العدو الصهيوني) والفلسطينيين من جو بايدن؟" أثناء عهد دولاند ترامب عرفت إسرائيل "العدو الصهيوني" موقعها وأين تقف دائمًا بعهده ومن أجل اسرائيل ومصالحها قام على ضم هضبة الجولان وشرقي القدس ومنح إسرائيل الحق في ضم مناطق في الضفة ناهيكم عن صفقة القرن البائسة وسياسات التطبيع ما بين العدو الصهيوني والدول العربية ضد الشعب الفلسطيني وسياسات الضم والانتهاكات الإسرائيلية التي حدثت في عهده. ترامب كان يدعي دائمًا أنه محب للسلام لنفسه وبذات الوقت فرض إلى الآن على ثلاث دول عربية التوقيع على إتفاق تطبيع مع إسرائيل وسياسة بيع الأسلحة دون شروط،وللأسف حوّل الولايات المتحدة دولة تابعة سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا وأمنيًا لإسرائيل. "بايدن يرتسم كتهديد"،بدأ بايدن يرتسم كتهديد لأمن ومصالح إسرائيل ويبدو أن تحالفًا يضم إسرائيل والسعودية ومصر وتركيا،وللأسف كلها دول فقدت الدعم والدرع الأمريكي مع ذهاب العنصري ترامب، يبدو أن لا مناص لنتنياهو في الإستمرار في الحكومة ومن سواه يمكنه أن ينقذ إسرائيل من جنون بايدن غير المتوقع؟ جو بايدن متلزم بالعقيدة التي كان يعتنقها باراك أوباما حيث نصت العقيدة أن الولايات المتحدة لن تعطي الضوء الأخضر لإيران بالحصول على سلاح نووي وبالمقابل له تصريح آخر أن في نيته إعادة الولايات المتحدة إلى الإتفاق النووي، كيف يتم هذا التعارض في تصريحاته وكيف يمكن الإعتماد عليه كرئيس قادم مبشر بالخير للقضية الفلسطينية تحديدًا أي من تصريحاته نصدق؟جو بايدن هو السهل الممتنع والخوف الذي يصاحبه الشك المقلق فهو كالطائرة المحملة بالخيرات لكنها لا تجد مسارا محددًا للهبوط في اسرائيل، وعندما نجد ذلك المسار حتمًا ستهبط طائرة بايدن على أرض إسرائيل،وقبل أن نصفق له ونذرف دموع الفرح بذهاب ترامب وانتصار بايدن بأنه ليس مقالًا للوسط او اليسار ولا حتى الفلسطينيين لكن ما علينا إلا الإنتظار والتريث قليلاً. جو بايدن من أجل تعزيز واسترجاع علاقاته الدولية ودول شرق آسيا تحديدًا لأمريكيا واسترجاع الإحترام الدولي المفقود وإحياء روح أمريكيا، قد يصرخ في وجه إسرائيل بسبب بناء المستوطنات ويطلب منها إنهاء الإحتلال مبدئيًا ويقودها لعقد جلسات مع محمود عباس، بالمقابل ستشتعل نارًا لدى إسرائيل إذا تم الإتفاق بين بايدن وإيران فيما يتعلق بالملف النووي،طالما أن الإسرائيليين أنفسهم لم يغّلفوا إسرائيل فأن أي بايدن لن يساعدها وخلال فترة قصيرة سيصبح الرئيس المكروه كنوع أبيض من اوباما. في كل الاحوال قد يكون بايدن وسيطًا او منظمًا في مفاوضات إسرائيل مع الفلسطينيين بشرط أن توفر له إسرائيل الشريك الذي لا يكون هنالك أهمية لرئاسته بدونه. "ازاحة نتنياهو أولًا"،الأمل والتجديد الذي يجلبه بايدن هو الوقوف ودعم محبي عملية السلام في إسرائيل، فمحبي السلام داخل إسرائيل لم يكن لديهم أي فرصة مع ترامب،ولم يقدروا على الإفصاح أنه اذا أستمر نتنياهو في أعماله ولم يتصرف جيدًا سيأتيه الشرطي الأمريكي الذي يحاسبه،وكان هذا الشرطي جزءًا من نظام التصدي والتدمير الذي استخدمته إسرائيل ضد أي احتمالية للسلام مع الفلسطينيين، ونلاحظ أن بايدن يقدم فرصه من ذهب للأسرائليين فرصة لا يتم تحقيقها إلا بإزالة الصهيوني نتنياهو. في نهاية حديثي أقول للعرب لا تفرحوا كثيرًا بجو بايدين، فإن أي رئيس أمريكي للأسف في بداياته يظهر لنا تحديدًا نحن العرب في الشرق الأوسط أنه داعم لعملية السلام في المنطقة وسيدعم القضية الفلسطينية وينهي الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي وينهي الصراع في سوريا والعراق واليمن وسيعمل على سحب قواته الامريكية من الدول العربية وبعد تغوّله في السلطة والضغط عليه من الدول الخارجية المؤيدة لسياسة إسرائيل العنصرية وتقديم الدعم له والتأييد والعمل على استمراره في السلطة وتوفير بيئة مناسبة لإعادة علاقات العالم مع أمريكيا وإحياء روحها وما يضمن استمراره وتحقيق أهدافه في المنطقة سيصبح ترامب ونتنياهو آخر للأسف.
* باحثة ومحاضرة جامعية |