|
كيف علقت الفصائل الفلسطينية على عودة التنسيق مع اسرائيل
نشر بتاريخ: 18/11/2020 ( آخر تحديث: 18/11/2020 الساعة: 08:27 )
بيت لحم - معا- اعربت اغلب الفصائل الفلسطينية عن رفضها لعودة التنسيق بين السلطة واسرائيل واعتبرته تفردا بالقرار وخطوة ستؤدي لفشل المصالحة والانتخابات بحسب البيانات الصادرة عن الفصائل. وأدانت حركة حماس واستنكرت قرار السلطة الفلسطينية العودة إلى العلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي، ضاربةً عرض الحائط بكل القيم والمبادئ الوطنية، ومخرجات الاجتماع التاريخي للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.
من جانبه، أكد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" في تصريح أصدره مساء اليوم الثلاثاء رفضه القاطع لقرار إعادة العلاقة مع الاحتلال كما كان عليه الحال قبل 19/5/2020، وقال "إن هذا القرار قرار متسرع ويمثل هدية مجانية لحكومة المستوطنين وأقصى اليمين المتطرف في "إسرائيل"، تلك الحكومة الائتلافية التي نصت صراحة في أحد بنود اتفاق تشكيلها على تنفيذ مخطط يشمل ضم مناطق الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات الاستعمارية التي تجثم على أراضي الضفة الغربية المحتلة، فضلا عن كون قادتها أسقطوا من كل حساباتهم مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية وحصروا أسس الحل المقبولة لديهم بالأسس التي حددتها الخطة الأحادية - (خطة ترامب-نتنياهو) – المسماة "صفقة القرن" والتي هي عمليا وصفة فعلية لتصفية القضية الفلسطينية". وقال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" "إنه وبينما لم تعلن تلك الحكومة الاسرائيلية عن تخليها عن مخطط الضم الذي يمثل عدوانا شاملا على شعبنا الفلسطيني وقضيته، فإنها لم تتوقف لحظة واحدة عن مخططاتها الاستيطانية بما يشمل بناء مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة، إضافة إلى استمرارها في ممارسة كل أشكال العدوان على أرضنا وشعبنا من حملات اعتقال يومية، ومصادرة للأراضي، وجرائم إعدام ميدانية، وهدم للمنازل، وتنكيل بالأسيرات والأسرى والتضييق عليهم، وتكثيف أعمال التهويد لمدينة القدس والتهجير القسري لسكانها ..الخ". وأضاف "فدا" "أن الوقائع على الأرض، وكل تصريحات الغطرسة والاستعلاء الصادرة عن قادة كيان الاحتلال، تؤكد أن لا شيء تغير في سلوك حكومة المستوطنين وأقصى اليمين المتطرف في إسرائيل ما يستدعي تقديم هدية مجانية لها بإعادة العلاقة معها، وهو قرار يعد مخالفة صريحة وفظة وتراجعا غير مبرر عن القرار الذي اتخذته القيادة بتاريخ 19/5/2020 عندما أعلن الأخ الرئيس أن "دولة فلسطين ومنظمة التحرير أصبحتا في حل من جميع الاتفاقيات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها بما في ذلك الاتفاقيات الأمنية". وأكد "فدا" "أن هذا القرار المرفوض والمتسرع سيلقي بظلاله السلبية على الأجواء الايجابية التي أشاعها اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي عقد بتاريخ 3/9/2020 والقرارات التي اتخذها، وكذلك على الحوارات التي تجرى من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية".
وختم حزب "فدا" تصريحه بالقول: إن موقفه هذا جاء بناء على المخاطر السياسية التي يرى أنها ستترتب على القرار، ولا شأن للموقف بأموال المقاصة التي كان يرى الحزب منذ البداية ضرورة استلامها لأنها أموال فلسطينية خاصة.
اما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فقد وصفت قرار العودة إلى العلاقات مع دولة الاحتلال بأنه انقلاب على القرار القيادي في 19/5/2020 الذي قضى بالتحلل من الاتفاقات والتفاهمات مع دولة إسرائيل والولايات المتحدة، فضلاً عن كونه انتهاكاً لقرارات المجلس الوطني في دورته الأخيرة، وبخاصة وقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال. وأضافت الجبهة أن "قرار العودة إلى العلاقات مع إسرائيل صدر بشكل منفرد دون العودة إلى الإطار القيادي الذي اتخذ قرار 19/5، ودون العودة إلى اللجنة التنفيذية، وبما يخالف اتجاهات العمل ومخرجات اجتماع الأمناء العامين بين بيروت ورام الله في 3/9/2020". وقالت الجبهة إن "العودة إلى العلاقة مع دولة الاحتلال تتم في الوقت الذي مازالت فيه حكومة إسرائيل تقوم على برنامج 17/5/2020 الذي أجازه الكنيست الإسرائيلي، ومحوره توسيع مشاريع الاستعمار الاستيطاني وتطبيق خطة الضم بالأشكال والأساليب المختلفة، وهو ما تؤكده الوقائع اليومية وأخرها بناء آلاف الوحدات الاستيطانية لفصل القدس، عاصمة دولة فلسطين، عن محيطها الفلسطيني، وتحويل الضفة الفلسطينية إلى إقليمين منفصلين عن بعضهما البعض، تهيمن على كل منهما المستوطنات والطرق الالتفافية والمواقع والحواجز العسكرية". ودعت الجبهة السلطة الفلسطينية إلى مراعاة شروط العلاقات الوطنية القائمة على مبادئ الائتلاف الوطني والشراكة الوطنية، والتراجع عن قرارها بالعودة إلى العلاقات مع دولة الاحتلال، وإعادة الاعتبار إلى هيئات العمل الوطني الجماعي، مما يخدم مصالح شعبنا وقضيته وحقوقه الوطنية.
من جانبها ادانت حركة الجهاد الإسلامي بأشد العبارات الإعلان عن عودة العلاقات المحرمة والمجرمة بين السلطة في رام الله وبين الاحتلال الإسرائيلي فيما اعتبرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين إعلان السلطة عن إعادة العلاقات مع دولة الاحتلال كما كانت عليها، هو نسفٌ لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بالتحلّل من الاتفاقيات الموقّعة معها، ولنتائج اجتماع الأمناء العامين الذي عُقد مُؤخرًا في بيروت، وتفجير لجهود المصالحة التي أجمعت القوى على أنّ أهم متطلباتها يكمن في الأساس السياسي النقيض لاتفاقات أوسلو. واعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية إعلان السلطة عودتها للتنسيق الأمني والتزاماتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي هو استخفاف بكل الشعب الفلسطيني وقواه الحية والإجماع الوطني. واعلن رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ مساء اليوم عودة العلاقات مع اسرائيل. وقال الشيخ في تغريدة على تويتر "إنه على ضوء الاتصالات الدولية التي قام بها الرئيس محمود عباس بشأن التزام اسرائيل بالاتفاقيات الموقعة معها واستنادا إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبة وشفوية بما يؤكد التزام اسرائيل بذلك ، فإنه سوف يتم إعادة مسار العلاقة مع اسرائيل كما كان عليه الحال قبل 19/5/2020"
|