ندوة تناقش الإجراءات الوقائية لتعامل المزارعين مع الأجواء الاستثنائية

جنين- معا- ناقشت ندوة نظمتها جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) ووزارة الإعلام في جنين، ضمن برنامج (استدامة، عدالة، تكافؤ، استهلاك محلي، استهلاك فلسطيني)، الإجراءات الإرشادية والوقائية للمزارعين للتعامل مع الأحوال الجوية الشتوية الاستثنائية.

وشارك في الندوة، التي استضافها مركز الطفل الثقافي التابع لبلدية جنين، راعت شروط السلامة والتباعد، ممثلون عن مديرتي الزراعة في المحافظة وجنوبها، ومركز العمل التنموي / معاً، وتجمع منتجي العنب ومهندسون زراعيون، ومزارعون في مرج ابن عامر وسهل ميثلون.

واستهل ميسر الحوار ومدير وزارة الإعلام في جنين، عبد الباسط خلف، الندوة بالإشارة إلى أهمية الإعلام التنموي في توجيه رسائل توعية للمزارعين، وإرشادهم على الطرق المتاحة للتخفيف من تداعيات الأحوال الجوية على حقولهم.

وأوضح منسق الإغاثة الزراعية في جنين، محمد جرادات أن التغيرات المناخية التي بات تهدد دول العالم، وصارت تفرز فترات استثنائية كتركز الأمطار الغزيرة في وقت قياسي، وتدني الحرارة بشكل كبير، ما يخلق أزمات اقتصادية لقطاع الزراعة الهش أصلاً.

وبيّن مدير الخدمات في وزارة الزراعة بجنين حكم صلاح، أن الوزارة تواكب حصر أضرار الظروف المتطرفة، والتي تتسبب بتكبد المزارعين لخسائر فادحة.

ودعا الفلاحين إلى الاستعداد المبكر للشتاء والأجواء العاصفة والانجماد والصقيع، وهي خطوات لا تكلف كثيرًا.

واستعرض إجراءات هامة يتحتم تنفيذها في الحقول وحول الدفيئات، كفتح قنوات المياه، وتفقد الدفيئات، وصيانة الأضرار، وتجهيز شبكات لرش المياه فوق أسطح الدفيئات، وتبادل التجارب الناجحة في مكافحة الانجماد، التي نفذها مزارعون كالري المكثف، والتدفئة أوقات الصقيع.

وذكر صلاح أن تعويض المزارع تمر بين مد وجزر، وفق الظروف المالية، وتتصل بجهود تطبيق صندوق درء المخاطر. وأشار إلى ضرورة الاستفادة من الميزة النسبية لحقول محافظة جنين، التي تختلف طبيعة المحاصيل الأنسب لكل منطقة.

وشرح ممثل مديرية زراعة جنوب جنين، عبد الرحيم صعيدي آليات عمل صندوق درء المخاطر وأهدافه، والتأمينات الزراعية، والشروط الفنية المطلوبة.

وأكد أن الصندوق يجري تجارب على محاصيل الخيار والبندورة والعنب، ولم ينجز بعد. وتوقع أن يساعد المزارعين ويخفف كثيرًا من الصدمات التي يتلقونها.

وذكر المهندس الزراعي في شركة مقدادي المهندس ناصر عابد بأهمية التخطيط الزراعي وخاصة للدفيئات قبل تنفيذها، كمعرفة حركة الرياح، وتفادي الاقتراب من الوديان، والتفقد المستمر للبيوت البلاستيكية وهياكلها المعدنية، وتغطية المحاصيل داخل الدفيئة في ليالي الشتاء بشاش سميك.

وشرح منسق مركز العمل التنموي / معًا في جنين، المهندس حسن أبو الرب سلبيات عدم اختيار الموقع المناسب للدفيئات أو اختيار محاصل حساسة وزراعتها في غير موعدها في الحقول المكشوفة خلال الشتاء.

وأكد أن الإجراءات الوقائية، وتفقد الحقول مسألة ضرورية ومستمرة، وتخفف من وطأة الخسائر، وبخاصة في الدفيئات التي تضم جنين نحو 6000 آلاف دونم منها.

وركز رئيس تجمع منتجي العنب، صادق نزال على أهمية تفعيل الإرشاد الزراعي على أوسع نطاق ممكن، ودعا إلى التفكير الجديد في إطلاق قناة فضائية متخصصة بالإرشاد والتوجيه. وأكد أن صندوق درء المخاطر يواجه بتعقيد الشروط الفنية، وبخاصة الدفيئات القائمة.

وقدم المزارع عمر عابد تجربة حماية محاصيله في دفيئات مرج ابن عامر من الصقيع، من خلال تغطية الحقل بالشاش السميك، والصيانة المستمرة للدفيئات وقنوات تصريف المياه.

وسرد المزارع معروف ربايعة تجربة مالكي الأراضي السهلية في ميثلون، وما يواجهونه من خطر الغرق لمعظم أراضيهم، وبخاصة في سنوات الشتاء المطيرة.