الاحتلال نقيض التطبيع....
نشر بتاريخ: 29/11/2020 ( آخر تحديث: 29/11/2020 الساعة: 18:55 )
الكاتب: صلاح الزحيكه
رسالة مفتوحة الى من يهمه الأمر
حكومة، وزارات، مؤسسات شبه رسمية، جمعيات ومؤسسات اهلية، رجال أعمال واصحاب رؤؤس الاموال.
اخسروا ، ادفعوا من جيوبكم وميزانياتكم ابذلوا جهدا قليلا ، اتعبوا فالأمر يستاهل العناء بدل ان تخسروا وتتحسروا على وطن يضيع لم تحافظوا عليه كالرجال ....
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ ايام قليلة مشاهد لمنتجات " إسرائيلية " معروضة في احد اسواق دبي بالإمارات العربية ومقدم الفيديو يمدح الاقبال الشعبي على المنتجات الزراعية المعروضة في نشوة متحديا حملات المقاطعة العربية والدولية التي تدعوا لمقاطعة بضائع الاحتلال ومنتجاته في المستعمرات المقامة على الارض الفلسطينية .
ونحن استنكرنا وادنا وشجبنا التطبيع العربي مع الاحتلال وكاننا ادينا واجبنا تجاه هذه المسألة واكتفينا بالخطابات الطنانة والرنانة ورفعنا شعار التطبيع خيانة في كل مؤتمر او هاشتاج او بوست ...
وكتبنا المقالات والتحليلات ضد التطبيع واهله ، ونمنا .......ذهبنا للانشغال بقضايانا الاخرى الكثير ة اجتماعية واقتصادية ومواجهة " كورونا " وغيرها وغيرها ......
مع الاسف لم ننجح في تقديم حل عملي ولم نبادر لبذل جهد ولو بسيط في مواجهة هذا الأمر الداهم " التطبيع " الذي نجح فيه الاحتلال باختراق عمقنا العربي ......
وكرد عملي على هذا الاختراق وجهت رسالتي لمن يهمه الامر ...
لم نحسن نحن التطبيع مع عالمنا العربي المحيط .
نسينا او تناسينا اننا اصحاب قضية مشوارنا امامنا ما زال طويلا، اصطففنا مع دول عربية ضد اخرى اصطففنا مع دول عربية ضد دول اسلامية ،سقطنا في تحالفات على حساب قضيتنا ، خسرنا معارك دبلوماسية ، لم نعد مقنعين لعمقنا العربي.... لم ننجز استقلالنا ،ضحكنا على انفسنا وعليهم مع الاسف .......
اخذتنا العزة بالاثم ،قلنا لهم نحن دولة مستقلة لها قراراتها تتحالف مع من تشاء ان تتحالف وتخاصم من تشاء ان تخاصم .......!!!
صاحب القضية بحاجة الى مؤازرة الجميع من حوله يجند ،يعمل من اجل التحرر لايخاصم احدا ولا يحابي احدا على حساب احد
يسعى ويجتهد من اجل الحصول على دعم وتاييد محيطه وعمقه العربي والإسلامي بعيدا عن التجاذبات والخلافات ، ينتهج سياسة تحافظ عل مسافة واحدة من الكل العربي والإسلامي لحاجتنا لمن يدعمنا في التخلص والتحرر من الاحتلال وانجاز الاستقلال واقامة دولة ذات سيادة وحقوق معترف بها وعلى راس ذلك القدس عاصمة لنا .
ان لنا ان نبدأ بخطوات عملية لوقف اثار " التطبيع" بتطبيع مضاد من اجل كسب معركة الراي العام العربي من جديد .
باختصار علينا تكثيف التطبيع مع شعوبنا العربية عبر شتى المناحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية من خلال تكثيف اقامة المعارض والمشاركة في الانشطة الاقتصادية المختلفة الزراعية والانتاجية الاخرى ....
ورسالتي هنا لكل من ذكرت ان يبادروا ويدعموا كل جهد يبذل في سبيل اعادة جسور الثقة وزيادة الفعاليات والبرامج مع عالمنا العربي والخليج بشكل اساس.. والدعم اللازم والمطلوب في اقامة معارض تسويقية زراعية وغيرها في مواجهة الاحتلال ومحاولاته الاختراق .....
"بالمناسبة كلمة التطبيع لها معنى ايجابي وايجابي جدا" ، لكن الاحتلال زرع في العقول النظر الى هذه الكلمة بشكل سلبي ...
فالتطبيع هو من الطبيعة ، طبيعة الاشياء البدهية في الحياة التي يرتاح لها كل انسان متعايش معها ......
اما نقيض التطبيع فهو هذا الاحتلال الطارىء الجاثم على ارضنا يحاول اقتلاعنا ، والذي لايحق له التعايش مع الطبيعة لان الطبيعة تشبهنا نحن ولا تشبهه.... فهو النقيض لطبيعة الزمان والظرف والمكان .....!!