وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال ندوة عقدت في النجاح: الدعوة إلى ضرورة سن تشريعات وقوانين تلزم الفحص الطبي قبل الزواج

نشر بتاريخ: 05/03/2006 ( آخر تحديث: 05/03/2006 الساعة: 19:28 )
نابلس - معا- دعا أخصائيون ومحاضرون وباحثون في مجال مرض الثلاسيميا إلى ضروة سن تشريعات وقوانين تلزم الأفراد القيام بالفحص الطبي قبل الزواج، جاء هذا خلال ندوة نظمها قسم الصحافة في جامعة النجاح الوطنية وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان حول "زواج الأقارب والفحص الطبي قبل الزواج" حاضر فيها كل من: الدكتور خالد المصري من وزارة الصحة، والأستاذ خالد يونس من جامعة القدس، والدكتور علي السرطاوي من كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية.

وأدار الندوة الدكتورة سمر الشنار رئيس قسم الصحافة التي رحبت بالحضور وأكدت على الاهتمام المشترك بين قسم الصحافة وصندوق الأمم المتحدة للسكان في تناول قضايا المجتمع والصحة، مشيرة إلى أن هذا النشاط يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي يعقدها القسم للمشاركة في التوعية المجتمعية.

وتحدث الدكتور خالد المصري عن تشكيل الهيئة الوطنية للفحص الطبي قبل الزواج ومهامها وأهدافها واللجان المنبثقة عنها، مشيراً إلى أن زواج الأقارب لا يحمل الصفات السلبية فقط بل من الممكن أن يحمل بعض الصفات الإيجابية منها الجمال والذكاء مؤكداً أن نسبة 20-50% من المجتمعات المسلمة تفضل زواج الأقارب، كما نوّه إلى الدور الذي تلعبه وزارة الصحة والهيئة الوطنية للفحص الطبي في نشر الوعي من خلال تأهيل الكوادر العاملة في هذا المجال، ودعا إلى وجود قانون ملزم للفحص الطبي قبل الزواج إضافة لضرورة عمل قائمة بالأمراض الوراثية في فلسطين.

واستعرض الأستاذ خالد يونس من مؤسسة فلسطين المستقبل تجربته في إجراء فحص الثلاسيميا التي بدأت في التسعينات منوهاً للدور الريادي لجامعة النجاح خلال تلك الفترة حيث استضافته الجامعة لإجراء فحص الثلاسيميا 1994 للطلبة، ثم تحدث عن إحصائيات وأعداد المصابين في مرض الثلاسيميا في فلسطين، حيث قال: قبل عام 2000 كان معدل ولادة أفراد مصابين بمرض الثلاسيميا هو 30 حالة، لكن مع تطور الوضع وبفضل الفحص الطبي قبل الزواج انحدرت النسبة إلى 5 حالات في العام 2004 (وجد منها حاليتين من زواج جديد والحالات الثلاثة هي من زواج قديم)، وأفاد بأن مؤسسة فلسطين المستقبل أصدرت ما بين عام 2000-2004 (60 ألف عقد زواج) وأصدرت 50 الف شهادة خلو من مرض الثلاسيميا، وتحدث عن إنقاذ 105 حالات ثبت أن الطرفين حاملين للصفة الوراثية ولم تصدر المؤسسة لهم شهادة خلو أمراض، وفي هذه الحالة الأمر يعود لقاضي القضاة.

وتناول الدكتور علي السرطاوي من كلية الشريعة في الجامعة القانون الشرعي وترتيب أحكام الشريعة الاسلامية التي جاءت لتحافظ على ضرورة النفس ثم ضرورة الدين فالعقل ثم النسل والمال، وهذا الترتيب كان له أهمية لحماية النفس للحفاظ على بقاء العنصر الانساني على الأرض، ثم تحدث عن الزواج واستقراره وأهميته كوسيلة للتناسل، ثم تحدث عن الفحص الطبي قبل الزواج باعتباره وسيلة لضمان صحة الانسان، مشيراً لضرورة الالتزام في هذا الموضوع باعتبار أن عقد الزواج شرّع من أجل ضرورة النسل، واعتبر أن أي وسيلة علمية حديثة تؤدي إلى سلامة عقد الزواج تعد وسيلة واجبة الاتباع شرعاً، وأشار إلى ما ورد في الكتاب والسنة حول المحرمات في الزواج، كما تحدث عن تكرار زواج الأقارب والنتائج المنبثقة عنه.

وفي ختام الورشة استمع المحاضرون إلى استفسارات ومداخلات الحضور حول أهمية الفحص الطبي قبل الزواج، فيما وجهت دعوات إلى ضرورة سن تشريعات تؤكد على ضرورة الفحص الطبي قبل الزواج لما له من تبعات على المجتمع.