|
سياسيون وأكاديميون أوروبيون وفلسطينيون يشككون في جدية الاتحاد الأوروبي بشأن دعوته لإجراء انتخابات
نشر بتاريخ: 17/12/2020 ( آخر تحديث: 17/12/2020 الساعة: 16:39 )
لندن-معا- شكك سياسيون فلسطينيون وأوروبيون، في جدية الاتحاد الأوروبي بشأن دعوته للسلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات، مؤكدين أن الاتحاد يبدو جزءً من المشكلة لأنه غير جاد في الضغط باتجاه إجراء انتخابات بمشاركة كافة الأطراف. وقال متحدثون في ندوة نظمها منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني في لندن عبر الانترنت، الثلاثاء 15-12-2020 إن النظام السياسي الفلسطيني مُعقد، وأن إجراء الانتخابات، على الرغم من الترحيب بالديمقراطية في فلسطين، ليس بالأمر السهل. وناقش خبراء من فلسطين وأوروبا وعدد من السياسيين والأكاديميين والمحللين والسياسيين إمكانية إجراء انتخابات فلسطينية وأهم التحديات التي تواجهها ودور أوروبا في دعم العملية الانتخابية في فلسطين. وأكد هاني المصري مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات" (غير حكومي) أن النظام السياسي الفلسطيني مُعقد، وأن إجراء الانتخابات، على الرغم من الترحيب بالديمقراطية في فلسطين، ليس بالأمر السهل. وأكد المصري أن أبرز العوائق هو تراجع دور منظمة التحرير الفلسطينية، والقيود المفروضة على السلطة الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والانقسام الداخلي، بالإضافة لعدم الاعتراف بلاعبين سياسيين رئيسيين في فلسطين. وقال "يجب تلبية عدد من الشروط والمتطلبات قبل إجراء الانتخابات، وتشمل الاتفاق الفلسطيني بشأن وظيفة الانتخابات، والاتفاق على برنامج سياسي وطني للمرحلة الراهنة، وإنهاء الانقسام السياسي بين الفاعلين السياسيين الرئيسيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوفير ضمانات إسرائيلية ودولية بأن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة وأن يتم احترام نتائجها. وأشار المصري إلى أن أوروبا يُمكنها أن أرادت دعم هذه العملية كما يمكنها المساعدة في ضمان تلبية بعض الشروط الأساسية المطلوبة لتحقيقها.
وتناول الأكاديمي السويدي الدكتور أندرس بيرسون، المتخصص في العلاقات الأوروبية الإسرائيلية الفلسطينية، دور الاتحاد الأوروبي في الجولتين السابقتين من الانتخابات الفلسطينية (1996، 2005/2006). وعن انتخابات 2006، قال بيرسون " الاتحاد الأوروبي وضع شروطاً على حماس لكي يتعامل معها، وهذا يعني فشل أوروبي في القبول غير المشروط للواقع السياسي الفلسطيني عام 2006 وبما أفرزته العملية الديمقراطية". وأضاف " السؤال الكبير الذي يواجه الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بدعوته الحالية لإجراء انتخابات هو ماذا سيحدث في اليوم التالي لإجرائها؟.. يمكن القول إن هناك فجوة في المعلومات حول الموقف الذي سيتخذه الاتحاد الأوروبي بعد دورة جديدة من الانتخابات".
من جهته، شكك هيو لوفات زميل سياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) في جدية الاتحاد الأوروبي بشأن دعوته للسلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات. وتساءل عن كيفية نظر الاتحاد إلى الأطراف المركزية داخل الطيف السياسي الفلسطيني وخاصة حماس. وبسبب حالة الشلل التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي قال لوفات " يجب على الفلسطينيين أن يجتمعوا ويقدموا خارطة طريق للاتحاد الأوروبي (فيما يتعلق بالانتخابات) لكي يضعوا الاتحاد أمام مسؤولياته ويختبروا مدى جديته بشأن إجراء الانتخابات والاعتراف بنتائجها.
وبين أن عدم تأكيد الفلسطينيين على رغبتهم في إجراء انتخابات بشكل جاد، سيعني إن الموقف الأوروبي السلبي من أطراف فاعلة مثل حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لن يتغير. وشدد لوفات على وجود إقرار بين المسؤولين الأوروبيين (رغم أنه غير معلن) بأن السياسة الحالية للاتحاد الأوروبي تجاه فلسطين غير ناجحة، ولذلك هناك -كما يبدو- "استعداد أكبر لدى الاتحاد الأوروبي لمناقشة الشكل الذي سيكون عليه البديل لهذه الحالة من الجمود أو الفشل. وهذا أمر إيجابي كما يراه لوفات. وقالت إيفين إنسير عضو البرلمان الأوروبي السويدي ونائبة رئيس لجنة العلاقات مع فلسطين في البرلمان الأوروبي (DPAL) " الاتحاد الأوروبي يمكنه أن يلعب دورًا مهمًا كوسيط وأن يكون أكثر حزماً تجاه الحكومة الإسرائيلية وممارساتها وذلك لتسهيل مشاركة جميع الفلسطينيين في الانتخابات، وخاصة أولئك الذين يعيشون في القدس. وأكدت إنسير أنه يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه الاعتراف بشكل لا لبس فيه بالفائزين في أي انتخابات مرتقبة في فلسطين شريطة أن هذه الانتخابات ستكون وفقا للمعايير العالمية المعتمدة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وأوضح النائب السويدي توماس هامربيرغ، المفوض السابق لحقوق الإنسان في مجلس أوروبا، أن الحكومة السويدية مُهتمة بدعم الانتخابات في فلسطين، رغم الشعور السائد بأن تأثيرها محدود. وقال هامربرغ إن الأوروبيين يشعرون بخيبة أمل متزايدة بسبب عدم وجود تفاؤل وجدية تجاه الانتخابات من قبل اللاعبين الرئيسيين في إسرائيل وفلسطين، وأن ذلك سيكون بمثابة عائق حقيقي أمام أي تحرك جاد من قبل الاتحاد الأوروبي. وأكد رئيس منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني زاهر بيراوي أن الاتحاد الأوروبي لا يبدو جادا في الدعوة للانتخابات وتوفير شروط نجاحها، وأن الاتحاد يبدو جزءً من المشكلة لأنه غير جاد في الضغط باتجاه إجراء انتخابات بمشاركة كافة الأطراف، وذلك كما يبدو بسبب الخشية من الاصطدام بالموقف الأمريكي الإسرائيلي وحتى العربي الذي يريد انتخابات فلسطينية على مقاس محدد. وأضاف بيراوي " حتى لو كان لدى السلطة الفلسطينية الرغبة في إجراء الانتخابات، فإنها غير قادرة على القيام بذلك بسبب هذه التدخلات التي تجرد الفلسطينيين من استقلالية قرارهم السياسي وتؤكد أنه "من المستحيل إدارة حياة سياسية حقيقية في ظل الاحتلال". |