|
التطبيع: هل يصبح "ورقة" نتنياهو الرابحة في الانتخابات المبكرة؟
نشر بتاريخ: 24/12/2020 ( آخر تحديث: 24/12/2020 الساعة: 20:31 )
بيت لحم- معا- علقت صحف عربية على قرار الكنيست الإسرائيلي حلّ نفسه وإجراء انتخابات مبكرة بعد فشل الحكومة في تمرير الميزانية، وستكون الانتخابات هي الرابعة في غضون عامين. ورجّح كثير من الكّتاب أن تأتي الانتخابات القادمة بحكومة يمينية أخرى، وأكد آخرون أن فرص فوز نتنياهو قوية رغم ظهور "نجم" جدعو ساعر الذي انشق عن الليكود، إلا أن التطبيع مع دول عربية قد يكون "الورقة الرابحة" لنتنياهو. ورأى فريق آخر أن التركيز الفلسطيني ينصبّ على أمل "التخلص من نتنياهو"، وأكد بعضهم أن إسرائيل "غير ناضجة لأي تسوية" وأن التغيير لن يأتي إلا "بالضغط عليها من الخارج وبالنضال التحرري على أرض فلسطين". "الورقة الرابحة" ويقول محمد خروب في "الرأي" الأردنية: "حفلت & 39; التصويت على &39; بكثير من المفاجآت التي لم تكن في الحسبان، خصوصا أن نتنياهو راهن على فشل الداعين لحل الكنيست توفير أغلبية تسمح بتمرير مشروع الحل، لكن خصومه كثيرون حتى داخل حزبه الليكود".ويضيف بأن الليكود "تعرض لهزة غير مسبوقة بانشقاق أحد أبرز رموزه جدعون ساعر الذي بدأ نجمه وحزبه (أمل جديد/تيكفا حداش) بالسطوع، على نحو يهدد ليس فقط مكانة نتنياهو الشخصية والسياسية، وربما يسرّع محاكمته وزجه خلف القضبان بتهم الفساد & 39; الثلاث التي تلاحقه دائما".ويقول عبد المجيد سويلم في جريدة "الأيام" إن الانتخابات القادمة ستُجرى وسط خارطة سياسية وحزبية "مفخخة" في إسرائيل. ويرى أن الأحزاب الدينية تهمش دورها في إسرائيل "ولا حاجة أن تنتظر نتائج الانتخابات الرابعة لمعرفة تقلص دور ومكانة الأحزاب الدينية في الخارطة السياسية والحزبية القادمة". ويؤكد أن المشهد الحزبي السياسي في إسرائيل بات "أكثر تشابكا وتعقيدا... والسبب هو أن معركة ساعر ضد نتنياهو ليست سهلة، ليس فقط بسبب خبرة نتنياهو وقدراته، وإنما لأن ساعر نفسه سيحتاج للتحالف مع الليكود أو من سيتماسك في إطاره إذا ما أراد الاستغناء عن دعم الأحزاب الدينية، وعن دعم يسار الوسط". ويقول سهيل كيوان في "القدس العربي" اللندنية إن "الملاحظ أنه رغم السخط الكبير من قبل أصحاب المصالح التجارية، نتيجة الإدارة السيئة لأزمة كورونا، ورغم انفصال جدعون ساعر الشخصية الثانية في الليكود، ورغم قضايا الفساد المتهم فيها نتنياهو، فمازال الحزب [الليكود] بقيادته محتفظاً بقوته وبالصدارة، وما زال محتفظاً بأنه الأفضل لرئاسة الحكومة حسب الاستطلاعات". ويصف الكاتب تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل بأنه "ورقة نتنياهو الرابحة التي منحته دُعامة قوية، ويتباهى بها وبحق، فهو يعتبرها واحدة من إنجازات سياسته المتشدّدة، وهو ما يسميه السّلام مع عدد من الدول العربية، وقد تتبعها دول أخرى عربية وإسلامية مقابل لا شيء، وفقط سلام مقابل سلام، دون أي علاقة أو تأثير أو ثمن، لا من قريب ولا من بعيد بالقضية الفلسطينية".
"الخلاص من نتنياهو" ويقول عدلي صادق في "العرب" اللندنية إنه "في هذا الخضم السجالي الذي تشهده إسرائيل على مستوى اليمين المتطرف... كان التركيز الفلسطيني على شخص نتنياهو... حيث أعلن مسؤولون فلسطينيون عن تفاؤلهم بالخلاص من نتنياهو". ويرى أن رد الفعل الفلسطيني "بمثابة مثال جديد على ضيق أفق الممسكين بالقرار السياسي الفلسطيني الذين يرون بأمهات عيونهم أن بدائل نتنياهو هم الذين يتقصّدونه بسبب ما يرون أنه تطرف أقل". وفي "القدس العربي"، يقول جمال زحالقه، رئيس حزب التجمع الوطني في أراضي 48، أن اليمين الإسرائيلي "أصبح يمينين: واحد مع نتنياهو والآخر ضده، وهذا هو التطور السياسي الذي سيحكم الانتخابات ونتائجها". ويرى أنه "من الناحية السياسية، نتيجة الانتخابات معروفة سلفا وفوز اليمين بأغلبية ساحقة أمر مؤكّد". وبحسب الكاتب، "يعود هذا الارتفاع في قوة الأحزاب اليمينية إلى انقسام اليمين بين من يؤيّد نتنياهو ومن يعارضه، حيث تستقطب معارضته أصواتا كثيرة من اليسار والوسط أملا بإسقاطه، حتى لو كان البديل لا يقل تطرفا عنه، خاصة بعد تكرار فشل التخلص منه عبر أحزاب الوسط واليسار في إسرائيل". ويؤكد أن "فوز اليمين مؤكد وخسارة نتنياهو ممكنة. في كل الأحوال لا حاجة لانتظار النتائج حتى نعرف أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة لن تكون أقل تطرفًا من سابقاتها. قد يفسد هذا الأمر عادة الانتظار، التي تمارسها القيادة الفلسطينية عشية كل انتخابات إسرائيلية، ولكن أملنا أن يكون الفطام عن الانتظار محفّزًا لحراك يأخذ بالشعب الفلسطيني نحو مواجهة مصيره بالوحدة والنضال والتصدي للاحتلال". ويضيف: "فمن الواضح أن إسرائيل الدولة والحكومة والمجتمع، غير ناضجة لأي تسوية، وغير جاهزة لتغيير جواني، يؤدي إلى مثل هذا النضوج. التغيير يمكن أن يأتي فقط بالضغط عليها من الخارج وبالنضال التحرري على أرض فلسطين".-:بي بي سي" |