وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اختتام عرض 6 أفلام ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم" بغزة

نشر بتاريخ: 30/12/2020 ( آخر تحديث: 30/12/2020 الساعة: 19:04 )
اختتام عرض 6 أفلام ضمن مشروع "يلا نشوف فيلم" بغزة

غزة-معا- اختتمت جمعية امجاد للإبداع و التطوير المجتمعي عرض 6 افلام ضمن سلسلة عروض لأفلام ضمن منحة مقدمة من مؤسسة "شاشات سينما المرأة " بالتعاون مع جمعية الخريجات الجامعيات و مؤسسة عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة لمشروع "يلا نشوف فيلم" الحاصل على تمويل رئيسي من الاتحاد الاوروبي وبتمويل مساعد من مؤسسة CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي ضمن برنامج " تعزيز المواطنة و الحوكمة في فلسطين"

"من يدفع ثمن العنف الزوجي ؟!"

عرض الفيلم الاول وعنوانه " انفصال" للمخرجة اريج عبيد والذي يناقش ان طرفي الزواج هما الوحيدان المسئولان عن نجاح الزواج او فشله ، لكن من اين يأتي الانفصال وتبدأ المخرجة بالتساؤل كيف ستكون الحياة بعد الطلاق هل بداية امل وحياة جديدة او بداية لانتكاسة وعرض الفيلم الوصمة التي تلاحق النساء بعد الطلاق وان المرأة هي من يدفع الثمن في ظل مجتمع ذكوري وتقاليد تعزز التمييز و العنف باتجاه النساء وكيف ان المجتمع يقف مكتوف الايدي امام العنف الموجه للمرأة من قبل الزوج وكيف تستطيع المرأة ان تبني قصة نجاح لتتحول من ضحية للعنف المبني على النوع الاجتماعي لناجية منه وخلال النقاش تحدثت احدى الحضور: انها اضطرت على التخلي عن كافة حقوقها لنيل الطلاق لمنعها من اكمال تعليمها ، واضافت مشاركة اخرى انها من اجل الخروج من المنزل تأخذ موافقة الاب و الام و الاخوة بعد عدة اسئلة يقبل خروجها لموعد محدد بالمقابل يسمح للأخ بالخروج دون ان يسأله احد اين و متى سيعود

"بطالة الشباب الى اين !"

وخلال عرض الفيلم الثاني وعنوانه "ان جي كوز" للمخرجة رهام الغزالي والتي تعرض قصة حمزة الشاب الجامعي الذي لم يجد فرصة عمل على مدار خمس سنوات الا في المؤسسات الاهلية ولفترة لا تتعدى الشهران وكل هذا الصراع خلق لحمزة علاقة غريبة مع ورق السيرة الذاتية وشهادته الجامعية التي سبب له الخذلان وخلال النقاش عرض العديد من الشباب تجربتهم في الحصول على عمل بطالة في بعض المؤسسات الا ان فترتها بسيطة جدا بالنسبة لسنوات جلوسهم على كرسي البطالة و عدم توفر فرص عمل تضمن لهم الحياة الكريمة فقال احد المشاركين انه تطوع في العديد من مؤسسات المجتمع المدني حتى بدون مواصلات من اجل شهادة الخبرة و عند تقديمه الشهادات للعمل فان اصحاب العمل لا يعترفون سوى بخبرات العمل وليس التطوع وعرض الشباب توصياتهم بشأن دور الدولة و المجتمع المدني و النقابات العمالية و دورهم انفسهم في ايجاد الحلول لهذه الافة التي يعاني منها الشباب خاصة في قطاع غزة مع توفر المناخ من احتلال و حصار و حرمان من الموارد الاقتصادية و الفرص التشغيلية

"قضايا مجتمعية شائكة "

و"الحالة تعبانة " كان اسم الفيلم الثالث الذي تم عرضه ناقش الفيلم بعض المفاهيم الاجتماعية المتجذرة التي تعزز العنف المبني على النوع الاجتماعي لدرجة يصعب مناقشتها الخوض فيها مثل قضايا لنساء تعاني من اوضاع اقتصادية صعبة جعلت منهن مجبرات على الدخول في مجال عمل لا يحاكي اهدافهن احداهن كانت محرومة من التعليم واخرى حرمت من حقها في التعليم و الزواج وعملت بالخياطة من اجل تحمل اعباء اسرتها المادية و بالاضافة للفتيات الجامعيات اللتان لا تستطعن تكبد مصاريف مواصلات الذهاب للجامعة كما ان هناك خريجة لم تستطع العمل لان مجال دراستها كان مجال غير نمطي للنساء واضطرت بفعل الظروف الاقتصادية العمل بمسمى اخر غير الذي قضت سنوات جامعية للحصول عليه ،وكيف يجبر الاهل النساء على الزواج من رجل كبير في العمر فقط من اجل المال فتصحب المرأة ممرضة لا زوجة -، كما اظهر الفيلم التحرش بالفتيات بلمحة بسيطة ، كل ذلك يعطي فلاشات عن واقع النساء في المجتمع الفلسطيني وما تعانيه جراء الظروف المعيشية الصعبة و قلة الموارد المالية للأسر فنرى قضايا الحرمان من التعلم – البطالة – المهن غير التقليدية للنساء – التحرش – الحرمان من الزواج او الاجبار عليه، فقالت احدى المشاركات " راتب المرأة نقمة وليس نعمة لان الكل يريد اخذه منها " ، كما ذكر مشارك اخر " ان العديد من العائلات ليست الفقيرة فقط و انما ذات الدخل العالي ترفض تزويج ابنتها بسبب الميراث و"ان المصاري رح تروح للغريب"

"اغلاق المعابر ورسائل صوتية بتقنية مسنجر فيسبوك"

كما و كان عنوان الفيلم الرابع " سرد" للمخرجة زينة رمضان يحكي عن تبادل زينة ورهام الرسائل الصوتية عبر تطبيق مسنجر على فيسبوك. تروي تلك الرسائل تجربة رهام في البحث عن فرصة لإكمال دراستها الماجستير في الخارج ومحاولات الخروج من غزة في ظل حصار خانق تحاكي قصة الفيلم دواخلنا فلكل منا قصة مشابهة تدعم او تهدم امنياته و اهدافه لذلك من المهم ان نكون قادرين على صناعة احلاما رغم كل الظروف و الثبات و العمل على تحقيقها ضاربين عرض الحائط بكل المثبطات في العالم ، حاكى الشباب خلال الحوار بعد الفيلم معاناتهم من المعبر والحصار و الاحتلال وايضا بالإضافة للحال الذي وصلت عليه البلاد بعد الانقسام و حالة الركود في كل المجالات واليأس و الاحباط الذي يعانيه الشباب وتفشي الآفات المجتمعية كالجريمة و الادمان و الهروب من الواقع الى الهجرة. فقالت احدى المشاركات " كنت اتمنى ان اصبح رسامة عالمية و لكن لا يوجد دعم لهذه الموهبة في بلادي" واضاف مشارك اخر " انا ساكن في الامارات و اجيت ادرس في غزة و بقعد فترات محبوس مش قادر ارجع لاهلي لان المعبر مسكر " واضاف اخر " يمكن بطلنا نحلم لانو الوضع مابخلي حدا يحلم بس بكفي انو الحياة تمشي "

"التحدي الاكبر "

بالإضافة الى الفيلم الخامس " صبايا كلمنجارو" للمخرجة ميساء الشاعر والذي تضمن قصة لثلاث فتيات يواجهن العديد من الصعوبات والتحديات من اجل تسلق قمة جبال كلمنجارو فتبدأ القصة لتعطي لأفكارنا فتح العنان لتعانق السماء وتقول لا للاستسلام و تعاند كل الظروف و كل الاعراف و كل التحديات و تجتاز العقبات فكانت كلما تتخطى صعوبة معينة تختبرنا الحياة بتحدي اخر الى ان تركت نهاية الفيلم مفتوحة لخيالنا لتجعلنا نكتب نحن النتيجة هل سننجو من كل تلك العقبات ام ستهزمنا الحياة ، كما تحدث المشاركون حول اسقاط موضوع الفيلم على ذواتهم فهناك من تحدث حول الاوضاع التي تمنع الفتيات من السفر من عادات وتقاليد واعراف ترفض ذلك فكان رأي احدهم : انه يرفض ان تسافر اخته في رحلة الى كلمنجارو بسبب خوفه عليها و ان وجوده معها هو مصدر امان بالنسبة له ،كما علقت اخرى قائلة " ان الاعراف و العادات قد تمثل تحديا للنساء في تحقيق ذاتها و اهدافها و المهم ان نثبت على مواقفنا ما دمنا نسير في الاتجاه الصحيح "

"تساؤل و تردد ينتهي بإجابة قطعية "

واختتمت العروض بفيلم " يا ريتني مش فلسطينية " للمخرجة فداء نصر والتي اختلطت لديها المشاعر بسبب ما عانته كصحفية من الوضع السياسي المتمثل بعنجهية المحتل وانتهاكاته بحق الصحفيين و الاعلاميين بالإضافة للجانب الاجتماعي الذي يميز في نظرته بين الانثى و الرجل و يتنمر على المرأة التي جاوز عمرها ال 25 عام و لم تتزوج بعد وعبر الحضور خلال النقاش ان كل منا معرض للحظات الغضب و الوجع و الحزن تجاه ما نعانيه من صعاب في ظل وضع سياسي اقتصادي اجتماعي سيء جعلنا احيانا نشعر بالضيق كوننا فلسطينيين الا ان هذا الشعور عاجلا ما يتغير و نشعر بالفخر نستعيد شعورنا بالهوية و الانتماء و الوطنية و نحاول جاهدين من اجل الصمود في وجه كل ما يعترضنا من افات مجتمعية و سياسية كي نكون يدا واحدا في وجه المحتل الذي يقيدنا ويحاول اضعاف قوانا فتعود المخرجة لتجيب على تساؤلها لو لم تكن فلسطينية ماذا يا تُرى ستكون؟ لم تجد المخرجة جواب إلا أن تكون فلسطينية، وهي تفتخر بهذه الهوية، وقالت احدى المشاركات : " اليهود قصفوا جمب دارنا في حرب 2014 وقتها بيتنا اتأثر حسيت انه نفسي مكنش فلسطينية وكان نفسي يكون معي جنسية تانية او اهاجر بلد مايكونش فيها قصف " وقال اخر " الوطن ساكن فينا برغم كل الظروف اللي بنعيشها"

وشكر الحضور الجمعية ومؤسسة شاشات على تقديمها هذه الافلام التي تمثل اداة لتغيير الافكار و تحفيز الشباب على التفكير العميق في مواجهة كافة الظروف السيئة التي تواجههم على طول فترة حياتهم وان الصمود في وجه المحن هو من يصنع شخصية الانسان و يطورها فكريا و ثقافيا و اجتماعيا وحث الحضور جمعية امجاد على تنفيذ عدة عروض لأفلام نقاشية تحاكي الواقع بجوانبه السياسية و الاجتماعية و الثقافية من اجل تعزيز المسئولية المجتمعية وتعزيز الهوية الفلسطينية

هذا و تدعم جمعية امجاد فئات الشباب و المرأة و تحاول جاهدة تعزيز صمود الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال تمكينهم عن طريق تقديم خدمات تنموية مجتمعية تساهم في خلق نماذج فعالة في المجتمع وضمان حقوق متكافئة لكافة الافراد ومن مبادئها تعزيز المساواة والتسامح والاحترام و عدم التمييز وقد اشادت السيدة سميرة حنونة المديرة التنفيذية للمؤسسة باللقاءات واهميتها من اجل نشر ثقافة التسامح و احترام الرأي و الرأي الاخر و المساهمة في احداث التغيير في الاعراف التمييزية بحق النساء والتي تحد من مشاركة النساء الشمولية كما وانها تمثل نقلة نوعية في مجال الثقافة الفلسطينية واداة للمناصرة للقضايا الفلسطينية على المستوى الدولي و الاقليمي