نشر بتاريخ: 31/12/2020 ( آخر تحديث: 31/12/2020 الساعة: 16:22 )
نطوي سنة أخرى ونحن ننتظر ، ويمكن القول إنه الانتظار الأطول في تاريخ الثورة الفلسطينية. لدرجة أن المشروع الوطني الفلسطيني المعاصر يخضع الآن لعملية تقييم شاملة في ظل بقاء سفينة الدولة الفلسطينية وسط بحر متلاطم الأمواج.
مشروع إقامة الدولة بدأ في العام 1993. وقد تنصل الاحتلال من الأمر عام 2002 وأعاد احتلال الضفة الغربية. ثم صعد نتانياهو إلى الحكم عام 2008 وهو يحمل شعارا واضحا (لا داعي للتفاوض ولا داعي للتقدم بالعملية السياسية) واعتمد على سياسة الأمر الواقع. ومضى في مشروعه الاستيطاني تاركا الفلسطينيين ينقسمون ويشتمون بعضهم البعض، ولأكثر من 13 عاما يشتم الفلسطينيون بعضهم أكثر مما يشتمون الاحتلال.
- التنظيمات تنتظر الرئيس والرئيس ينتظر أن تتغير موازين القوى الدولية. ولكنها كل مرة تتغير نحو الأسوء.
- الحكومات تنتظر أن تتغير الأحوال وأن تعود الجهات الدولية لاحتضانها ودعمها. ولكن الحكومات كل مرة تزداد إفلاسا من الناحية المالية والسياسية.
- الأمن ينتظر استعادة السيادة. ولكن الاحتلال صار يدخل كل بيت وكل حي وكل مؤسسة وكل وزارة وكل شارع وكل هاتف محمول وكل شبكة انترنت .
- المعارضة تنتظر أن تسقط الثمار في يدها. لكن جرافات الاحتلال اقتلعت الشجرة كلها ولم يبق في الحكم لا ثمر ولا أغصان .
- القوميون ينتظرون صحوة الأمة، ولكن الأمة طبّعت وركعت للصهيونية.
- الإسلاميون ينتظرون عودة الإخوان المسلمين للحكم. ولكن الأمور انقلبت 180 درجة عما كانوا يخططون .
- الليبراليون ينتظرون العامل الغربي الحر أن ينهض بهم. لكن ترامب عصف بكل ليبراليين العالم وحفر قبرا كبيرا للديمقراطية ولأفكارهم.
- المثقفون يقرؤون مقالاتهم ويعجبون فيها أيما إعجاب. يدعون الناس للتحرك بينما هم ينتظرون اللاشيء .
- الناس ينتظرون الأطباء، والأطباء ينتظرون العلماء، والعلماء ينتظرون المرضى، والمرضى ينتظرون رجال الدين، ورجال الدين ينتظرون الأطباء .
عام 2020 كان عام المقالات بامتياز، فالجميع يقول ويكتب ويدعو ويشجب ويستنكر ويحثّ ويبثّ ويرفض ويقبل .
هل يكون عام 2021 عام الانتظار أيضا !!
أم أن أحدا ربما, لديه ما يفعله ليخرج الشعب الفلسطيني من حالة الانتظار الكئيب .