|
غيث تسجل هدف الفوز في الشوط الأخير
نشر بتاريخ: 06/01/2021 ( آخر تحديث: 06/01/2021 الساعة: 12:46 )
الخليل-معا- لم تستطع عشرون عاماً طويلة أن تخفي حلم أسماء محمد غيث (35 عاماً) عنها لحظة واحدة، أو أن تقوده الى مصير مجهول مع تعاظم مسؤوليات والتزامات الحياة المتشابكة تجاه زوجها وأطفالها الستة، فلبث عالقاً في كيانها، إلى أن قرع الباب مداهماً بيتها دون استئذان، مبرراً ذلك بأنه بات محتجزاً فترة طويلة، ولأن تميز أسماء في امتحان الثانوية العامة وحصولها على معدل 94.6% في الدورة الأخيرة لهذا العام فرحة تستحق أسرة أسماء أن تعيشها بكل تفاصيلها. تؤكد أسماء أنها عاشت فترات من المناورة بين واجباتها العائلية ورعاية الأبناء والمذاكرة، فلم تكن إرادتها السبب الوحيد وراء تميزها، بل إن إدارتها لبوصلة متعددة الاتجاهات بانتظام كانت عاملاً هاماً قادها للتفوق، ولفتت أنها التحقت بالدراسة الخاصة في مديرية التربية والتعليم في الخليل بالفرع الشرعي موضحةً أنها استفادت من نظام الثانوية العامة المقسم لثلاث دورات فوزعت المواد الدراسية وفقاً لتلك الدورات، حيث تقدمت في أربع مواد في دورة حزيران اجتازتها جميعها بنجاح، ووزعت المواد الأربعة المتبقية بالتساوي على دورتي آب وكانون الأول من العام 2020 وحققت التميز المنتظر، فحين تجتمع الإرادة والإدارة معاً، حتماً ستكون النتيجة مذهلة رغم تعدد المسؤوليات. تقاسمت أسماء تعب المذاكرة وعبء الدراسة مع ابنتها هبة أبو حماد (18 عاماً) التي التحقت بالفرع العلمي بمدرسة الأخوة الثانوية في تربية الخليل، فكان طموح والدتها بالتفوق بالثانوية العامة سبباً يوقظ ملكاتها في كل مرة تجلس خلف مقعدها لتستعيد شرح معلماتها أو تجهز نفسها لدرس جديد، ليس هذا فحسب بل جعلت أسماء من التميز حلم وحد الأم والأبنة سوياً، وهذا ما حصل فعلاَ. لقد تقدمت هبة لامتحان الثانوية العامة بالدورة الأولى التي عقدت بحزيران /2020 ونجحت في جميع المواد بحصولها على معدل 90 %، وهي الان طالبة جامعية تدرس الطب المخبري. تقول أسماء "أن هذه التجربة ليست سهلة ولكنها تحتاج إلى الإرادة والتصميم بالإضافة إلى تنظيم الوقت، والتفكير بإيجابية والابتعاد عن كل الأفكار السلبية وما يحبط الانسان" وأردفت قائلةً: "أن شعوري لا يوصف واعتبر هذا انجاز لي وأشجع كل سيدة في مجتمعنا لاستكمال مشورها العلمي، فكل امرأة تقبل على هذه المرحلة هي بحاجة فقط إلى الإرادة والتصميم والتوكل على الله وحده، وأشكر أفراد أسرتي جميعاً على دعمهم لي، كما وأتوجه إلى مديرية التربية والتعليم في الخليل بالشكر الجزيل لتقديمها كافة التسهيلات لي". من جانبه ، قال مدير عام التربية والتعليم في الخليل بسام طهبوب "أن تجربة أسماء نموذجية تجسد مثال المرأة الفلسطينية الطموحة التي تتحدى العقبات حرصاً منها على التعليم والتعلم الذي بات مكوناً اساسياً من الشخصية الفلسطينية والتي تثبت تميزها أينما حلت في هذا العالم ، وتوجه بالشكر الى الدكتور يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة والذي منح الطالبة الفرصة للدراسة في الجامعة من خلال تقديم نصف منحة دراسية لها لاكمال تعليمها الجامعي". تؤكد أسماء أن تميزها في الثانوية العامة ليس نهاية المطاف بل هو خطوتها الأولى للانطلاق وأفراد عائلتها جميعاً نحو الالتحاق بالتعليم العالي. فأشارت أسماء أنها بدراسة الشريعة أو الفقه والقانون في الجامعة وذلك سيكون مكملاً لطموحها الذي عاش في مخيلتها لسنين. وكما يبدو أن العائلة ستضم ثلاث طالبات جامعيات في نهاية العام 2021، ومهمة أسماء بتغذية أبنائها بالطموح والتميز سيبدأ مجدداً مع مطلع العام الدراسي الجديد حيث ستتقدم ابنتها الثانية لأداء امتحان الثانوية العامة والعائلة تتقرب تفوقاً من جديد. |