|
مبادرة سياسية من الرئيس أبو مازن تعيد القضية الفلسطينية الى الساحة الدولية
نشر بتاريخ: 12/01/2021 ( آخر تحديث: 12/01/2021 الساعة: 14:52 )
بدأ الحديث في الآونة الأخيرة في الشارع الفلسطيني و في مكاتب ومؤسسات صنع القرار الفلسطيني حول الانتخابات الفلسطينية والمرسوم الرئاسي الذي سوف يصدره الرئيس أبو مازن لتحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية ومن بعدها انتخابات المجلس الوطني او التوافق على تشكيلة المجلس الوطني وهناك حديث اعلامي ورسمي وشعبي حول إمكانية مساهمة الانتخابات في انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية بناء على الرسائل المتبادلة بين الرئيس أبو مازن و إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقد يبدو للعيان ان تلك الخطوة نحو اجراء الانتخابات هي بداية الامل نحو تحقيق المصالحة الوطنية والسير نحو بناء دولة فلسطينية ديموقراطية تقوم على التبادل السلمي للسلطة و احترام الاخر واحترام حقوق الانسان وحرية التعبير وحرية الرأي، ولكن السؤال المركزي : ما هو موقف اللاعبين السياسيين المركزيين في الساحة المحلية والإقليمية والدولية من تلك الانتخابات؟ ما هو تأثير تلك الانتخابات على مواقف تلك الدول تجاه القضية الفلسطينية والحقوق السياسية للشعب الفلسطيني و الحل السياسي المطروح دوليا ويقوم على حل الدولتين؟ و ما هو موقف إسرائيل والتي تعد لاعب مركزي في اجراء تلك الانتخابات؟ و ما هو موقف الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن من الانتخابات الفلسطينية؟ والسؤال الأهم من يضمن تطبيق نتائج الانتخابات وتنفيد المستوى العسكري الأمني في حركة فتح والسلطة الفلسطينية لنتائج الانتخابات و من جهة أخرى ما هو برنامج حماس السياسي وقبولها بالعملية السياسية من جهة؟ و من يضمن حركة حماس وجهازها العسكري في حالة خسارة الانتخابات ان تسلم قطاع غزة للأحزاب والفصائل المنتصرة في الانتخابات القادمة. والسؤال الأخير: هل فعلا إسرائيل وجو بايدن مع اختلاف مواقفهم ينتظرون الانتخابات الفلسطينية؟ ام ينتظرون مبادرة سياسية تمثل مفاجأة سياسية تغير موازين القوى السياسية الدولية والعربية وداخل المجتمع الإسرائيلي تجاه القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟ ربما الاحداث الدولية والإقليمية التي جرت في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي وخصوصا فوز الرئيس جو بايدن و الحزب الديموقراطي بالانتخابات الامريكية ربما كان الحدث الأبرز في نهاية العام الماضي حيث تخلص الشعب الفلسطيني من اكبر ديكتاتور سياسي عرفة التاريخ المعاصر وهو ترمب حيث اخد ينفذ سياسات ويتخذ قرارات ظالمة بحق الشعوب المظلومة والمضطهدة والمحتلة والضعيفة ويقرر ويمنح ارض لا يملها الى من لا يستحقها وبكل الفترة السوداء من تاريخ ترمب فهو لن يعود الى الساحة الدولية وربما يتم إعادة التفكير وإلغاء عدد من قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية وابرزها " حل القضية الفلسطينية يقوم على حل الدولتين فلسطين الى جانب إسرائيل" اما الحدث الاخر والمهم أيضا : الازمة السياسية في إسرائيل وانقسام المجتمع الإسرائيلي الى يسار ويمين وعدم قدرة أي طرف من تشكيل حكومة إسرائيلية مستقرة سياسيا على مدى ثلاث جولات انتخابية بالإضافة الى ملفات الفساد المتهم بها نتنياهو رسميا من قبل المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية وربما يختفي نتنياهو من المشهد السياسي في إسرائيل بتقديم استقالته او خسارة حزب الليكود في الانتخابات القادمة بعد انقسام الحزب وتمرد " جدعون ساعر احد قيادات حزب الليكود عن نتنياهو وتشكيله حزب جديد لخوض الانتخابات القادمة في مارس القادم في إسرائيل. وأخيرا الحدث المؤسف والمخجل هو قيام عدد من دول الخليج و السودان والمغرب بإعلان التطبيع مع إسرائيل ووصول منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الشعب الفلسطيني من النبيد والعسل وزيت الزيتون الى دبي وأبو ظبي وتوقيع اتفاق ابراهام مع إسرائيل وتجاهل القضية الفلسطينية وانكار الحقوق السياسية الفلسطينية في اتفاق ابراهام ونشر الثقافة الإسرائيلية والرواية الإسرائيلية لدى عدد من شعوب الخليج العربي وقيام الامارات بمشاريع استثمارية في القدس المحتلة تكريسا للاحتلال وتشريع الاحتلال في القدس العربية. تلك ابرز الاحداث التي جرت في نهاية العام الماضي وكانت لها تأثير مباشر وكبير على القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية واهمها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية الى جانب إسرائيل. وبالتالي فإنني اعتقد ان خطوة الانتخابات الفلسطينية لن تقدم شيء للاعبين المركزيين في الشرق الأوسط وأوروبا وامريكا ولن تغير من الواقع الموجود في قطاع غزة او في الضفة الغربية والقدس المحتلة ، لان الانتخابات ليست هي الهدف السياسي المطلوب من الفلسطينيين في المرحلة الراهنة. الاتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن والمجتمع الإسرائيلي والجمهور الإسرائيلي لا ينتظر الانتخابات الفلسطينية .. الجميع ينتظرون خطوة سياسية بمعنى الجميع ينتظر مبادرة سياسية فلسطينية يقدمها الرئيس أبو مازن في ظل التطورات السياسية الدولية والإقليمية الأخيرة تجاه القضية الفلسطينية امام العالم اجمع ليؤكد لهم الخطوط العريضة لتحقيق السلام العادل والشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتحقيق السلام في الشرق الأوسط بشكل خاص لان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو مركز الصراع الدولي ومركز الصراع في الشرق الأوسط . الرئيس أبو مازن في نظر الجمهور الإسرائيلي يمثل الدبلوماسي الاولي فلسطينيا وإقليميا وهو صاحب مدرسة وفلسفة تمثل استراتيجية المقاومة السلمية الشعبية ورفضه للعنف فهو مازال في نظر الكثير من الإسرائيليين قادر على صنع السلام وبإمكان أي حكومة إسرائيلية بدون نتنياهو ان توقع اتفاق سلام عادل وشامل مع الرئيس أبو مازن يكفل الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. عليه... فإنني اعتقد " ان مبادرة سياسية يطلقها الرئيس أبو مازن من شأنها ان تعيد القضية الفلسطينية الى الساحة الدولية والى مركز الصراع في الشرق الأوسط من جديد وليثبت لدول الخليج" لا صوت يعلو فوق الصوت الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي من تتكلم باسم الشعب الفلسطيني ، كما ان هذه المبادرة سوف تقلب الأوراق السياسية والحزبية في إسرائيل بعد ثلاث جولات لم يحقق الفوز فيها أي تيار إسرائيلي وبالتالي سوف تمثل تلك المبادرة السياسية ضربة سياسية لكل من يتجاهل الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني ويبقى الأهم مكان المنبر السياسي الذي يطلق منه الرئيس أبو مازن المبادرة السياسية الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط؟
|