|
معهد فلسطين لأبحاث الامن القومي بعقد مؤتمر "فلسطين 2021 الى أين؟"
نشر بتاريخ: 13/01/2021 ( آخر تحديث: 13/01/2021 الساعة: 13:24 )
وضم المؤتمر، الذي تستمر جلساته على مدار يومين، نخبة من القيادات السياسية الفلسطينية وأكاديميين وخبراء ومختصين. وفي بداية جلسة الافتتاح رحب الدكتور نايف جراد مدير عام معهد فلسطين لأبحاث الامن القومي بالحضور، مؤكدا على أن القضايا الحيوية ذات البعد الاستراتيجي تأتي على رأس اجندة المعهد، وأن الأمن القومي في خصوصيتنا الفلسطينية هو تجسيد للانعتاق والتحرر الوطني والإنساني وهو خلاصة توافق وطني حول معادلة الربط بين الغايات والامكانيات والمقدرات المادية والمعنوية ووسائل وأساليب تحقيق تلك الغايات الوطنية، ما يستدعي رؤية الثابت والمتغير في هذه المعادلة، وهو ما يستدعي الأخذ بعين الاعتبار تفاعل الظروف والعوامل الداخلية والاقليمية والدولية المحيطة بفلسطين، في ظل العالم سريع التغير، وإن الرؤية المستقبلية والاستشرافية لفلسطين وتحديد مصير قضيتها الوطنية في هذا العالم المتغير، تستدعي تشخيص وتحليل الظروف والعوامل، وما تؤشر له من تغيرات دراماتيكية وتحولات جيواستراتيجية على كافة الصعد والمستويات، وما لها من انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على القضية الفلسطينية، تحمل مخاطر وتهديدات للمشروع الوطني الفلسطيني، كما تتيح فرصا يمكن استثمارها لحمايته وتعزيزه. وعبر جراد عن أمله في أن يسهم هذا المؤتمر في تعزيز التفكير الاستراتيجي الفلسطيني وتحفيزه على طرح مقاربات جديدة تحقق الاجماع الوطني وتجسد المصالح الحيوية، وان يخرج بنتائج ملموسة وتوصيات موضوعية ذات قيمة علمية عالية، ترفع لصاحب القرار لتسهم ولو بشكل متواضع في ترشيد السياسة الوطنية والارتقاء الى مستوى تلبية المصالح الوطنية العليا لشعبنا. وأكد جراد أن المعهد يسعى لأن يصبح مثل هذا المؤتمر حدثا تقليدا سنويا تلتقي فيه القيادات والنخب الفلسطينية على اختلاف وتنوع مكانتها وانتماءاتها وتخصصاتها لتطرح فيه رؤيتها وتقييمها للاستراتيجية الوطنية واستشراف المستقبل. وفيما يتعلق بجائحة كورونا، حمل بركة دولة الاحتلال مسؤولية تطعيم الشعب الفلسطيني وتزويده باللقاح كونه قابع تحت الاحتلال داعيا الى تجنيد منظمات حقوق الانسان لممارسة الضغط على سلطات الاحتلال للإيفاء بالتزاماتها الدولية على هذا الصعيد. وتوقع بركة ألا يحدث تغيير كبير في الخارطة السياسية الإسرائيلية وان لا يحمل ذلك أية آفاق سياسية جديدة بنتيجة الانتخابات القادمة بسبب استمرار الصراع بين أطراف اليمين. ونبه بركة إلى حالة انشغال الناس بهمومها المعيشية والاقتصادية وضرورة الانتباه لذلك للإبقاء على أولوية القضية الوطنية. وبدورها شددت عضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة، على ضرورة أن تتجاوز الحالة الفلسطينية ردات الفعل نحو احداث الفعل عبر تعزيز وتوسيع المقاومة الشعبية وتفعيل الطاقات الوطنية، وأكدت أن القضية الفلسطينية ليست معزولة عن المؤثرات الخارجية، وأن تحولات المشهد العربي والدولي أحدثت تغييرات في كيفية النظر للقضية الفلسطينية خاصة في حالة الانهيار والتطبيع مع إسرائيل، وهو ما يجب أن يجري الاهتمام به لجهة تعزيز الرواية الوطنية والكشف عن زيف الرواية الصهيونية. وأكد كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية على ضرورة استمرار وتعزيز الحوار الوطني الفلسطيني لحل كافة الإشكاليات التي تعترض تنظيم الانتخابات، وشدد على أهمية الاتفاق على برنامج سياسي موحد واستراتيجيات عمل موحدة لخوض الكفاح وإدارة الصراع مع الاحتلال، وضرورة إعادة الاعتبار للعلاقة مع القوى الشعبية العربية لمواجهة التطبيع. وبدوره اكد الباحث في معهد فلسطين الدكتور عوض سليمية على ضرورة تفعيل دور الجاليات الفلسطينية واستثمار ثقل الجاليات العربية والإسلامية والفاعلية التي ابرزتها الجالية الفلسطينية في الانتخابات الأخيرة لمد الجسور مع الشعب الأمريكي والتأثير على الكونغرس وإدارة بايدن للدفع باتجاه اتباع مواقف وسياسات جديدة منصفة للفلسطينيين. ومن ناحيته لفت الدكتور ايمن يوسف الانتباه الى استثمار إسرائيل لقوتها الناعمة مستغلة انشغال العالم بالأزمة الصحية وتحول العديد من الانظمة في العالم نحو اليمين المتطرف الشعبوي ونسج خيوط علاقات واسعة مع دول في افريقيا وامريكا اللاتينية واسيا ومنها دول وازنة كالهند وغيرها، مشيرا إلى أن سلخ القضية الفلسطينية عن بعدها القومي والذي كان التطبيع من ثماره ، من شأنه ان يضعف الموقف الفلسطيني الذي لا يمتلك إمكانيات وقدرات إسرائيل، وبالتالي يجب التنبه لضرورة الاستثمار الجيد لتطورات النظام الدولي والإقليمي من أجل تجنيد الدعم اللازم لحلول عادلة للقضية الفلسطينية. |