|
قراءة في مشهد الإنتخابات الفلسطينية
نشر بتاريخ: 01/02/2021 ( آخر تحديث: 01/02/2021 الساعة: 15:32 )
إن الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي طال انتظارها والمزمع عقدها في أيار القادم تليها الانتخابات الرئاسية في تموز والمجلس الوطني في ٣١ آب تعتبر مدخلا للإصلاح السياسي الفلسطيني من خلال تجديد الشرعيات الفلسطينية. المشهد الانتخابي والقائمة المشتركة التي دعت إلى تشكيلها قيادات من حركة فتح وأخرى من حركة حماس هي بمثابة أو تكاد تكون طوق نجاة للموقف الفلسطيني الحالي المفتت والمجزأ، بحيث أستنتج وأرى الأمر من زاوية مختلفة عما يراه آخرون بأنها تأتي تجسيدا للانقسام، وتقوم بتثبيت الواقع الحالي وإعطائه صفة الشرعية. ففي حال خاضت حركة فتح الإنتخابات التشريعية في قائمة حزبية منفردة ستحصل على عدد أكبر من المقاعد عما حصلت عليه في الإنتخابات السابقة، ولن يقل عدد مقاعدها عن السبعين مقعدا بالرغم من وجود تيارات من داخل الحركة لها رغبة في خوض هذه الإنتخابات عبر قوائم مستقلة، أو من خلال عقد تحالفات مع إحدى الأحزاب الفلسطينية الصغيرة. أمّا حركة حماس فستدور في فلك الخمسين مقعدا، وبهذا يكون عدد مقاعد الفصيلين مجتمعين على مقربة عمّا حصلا عليه في الإنتخابات السابقة. والسؤال المطروح هنا ما هو الضامن لقبول نتائج هذه الإنتخابات وهذا هو بيت القصيد. القائمة المشتركة إذن هي ضامن قوي، وبمثابة فرصة يجب على حركة حماس اغتنامها، فهي تكرس مبدأ الشراكة، وتعزز من الثقة المتبادلة بين الفصيلين الرئيسيين على أرض الواقع في حال تم التوافق عليها. لكنها لن تحصل على نفس العدد من مقاعد البرلمان في حال خاض كل منهما الانتخابات على حده، وذلك عائد للسلوك الإنتخابي المتوقع من قبل الساخطين من كلا أنصار الحركتين على تشكيل هذه القائمة. لذلك فالسلوك الانتخابي المتوقع في هذه الحالة ذهاب تلك الأصوات إلى قوائم الأحزاب الأخرى أو قوائم المستقلين، و عزوف آخرون عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، مُعزَزَا هذا السلوك بالمزاج السلبي العام في أوساط الفلسطينيين الذي بدت ملامحه مؤخرا في الشارع الفلسطيني بما يتعلق بفقدان الثقة بالأحزاب الفلسطينية بشكل عام. هذا السلوك الإنتخابي المتوقع سيعزز من فرص حصول الأحزاب الصغيرة والقوائم المستقلة على عدد مقاعد أكبر في هذه الانتخابات من خلال انخفاض نسبة حسم المقعد، وعبر ارتفاع نسبة المقترعين لهذه القوائم في آنٍ واحد. لذا استنتج بأن حركة فتح من خلال هذا التوجه قامت بالتضحية بعدد غير قليل من المقاعد في مقابل تعزيز فرص تحقيق الوحدة الوطنية، والإنتقال السلس للإصلاح السياسي وعودة غزة إلى الحضن الفلسطيني الدافئ بأقل الخسائر، وهذا يحسب لحركة فتح، وسينعكس ذلك بشكل إيجابي على قضيتنا الوطنية. وستؤدي هذه الحالة أيضا إلى تنوع وتعددية البرلمان المقبل بشكل أكبر ممّا كان عليه الحال سابقا. |