|
في ظل ضبابية المعلومات.. متى تصل لقاحات المواطنين الى فلسطين؟
نشر بتاريخ: 02/02/2021 ( آخر تحديث: 03/02/2021 الساعة: 19:35 )
بيت لحم- تقرير معا- تكتنف الضبابية وعدم الوضوح موضوع توفير اللقاحات للمواطنين الفلسطينيين، في ظل غياب المعلومات الواضحة من جهات الاختصاص وتوضيح المشاكل التي تؤخر وصولها، وهل فعلا تم شراء لقاحات؟ ومتى ستصل إلى فلسطين؟ وكيف؟.
معا اتصلت مرارا بالمسؤولين في وزارة الصحة للاستفسار والتأكد من معلومات توصلت إليها عن اسباب تأخر اللقاحات وخاصة اللقاح الروسي، وهل فعلا قمنا بشراء لقاحات؟ لكن المسؤولين لم يردوا على هواتفهم رغم تكرار الاتصال عليهم لعدة مرات وعلى مدى يومين متتاليين.
كثيرة هي التصريحات التي اطلقها المسؤولون ومنذ مدة حول شراء لقاحات فايروس كورونا لاسيما الروسي وأنه جاهز وان آلية نقله هي المشكلة لكن الجهات المشرفة على اللقاح الروسي تقول نحن نسير وفق الاتفاق ولا عراقيل. اسباب قد تحول دون وصول اللقاح
وفي العمق فإن هناك اسباب عديدة قد تحول دون وصول اللقاحات قريبا إلى المواطنين في فلسطين، من بينها ان اسرائيل التي تعتمد سياسة محددة لاستيراد الأدوية قد تكون سببا في منع وصول اللقاحات (تعتمد على دول محددة لاستيراد الادوية باعتبارها 7 مصادر مصنفة ذات انظمة رقابية عالية على الادوية مثل امريكا والاتحاد الاوروبي اما باقي الدول فتعتبر غير مصنفة رقابيا بالنسبة للادوية) وترفض ادخال اي نوع الا إذا كان مسجلا لدى وزارة الصحة إلاسرائيلية.
وما ينطبق على اسرائيل ينطبق على فلسطين فيما يتعلق باستيراد الادوية لان الاخيرة تربطها اتفاقيات (اتفاقية باريس الاقتصادية) بالجانب الاسرائيلي لا تستطيع من خلاله استيراد ادوية وتداولها ما لم تكن معتمدة ومسجلة لدى وزارة الصحة الاسرائيلية الا في حالات استثنائية. وفقا لمسؤولين متخصصين في استيراد الادوية وتسجيلها.
كذلك هناك سبب اخر ايضا قد يؤخر وصول اللقاحات لفلسطين متعلق في ان الحكومة تاخرت في طلب اللقاحات وحجز حصتها مبكرا مقارنة بباقي دول العام. علما أن فلسطين اعلنت انها سوف تطعم 2 مليون مواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال مصدر مطلع لمعا هناك أسباب سياسية أيضا متعلقة برفض إسرائيل نقل اللقاحات للسلطة، مضيفا " ادخال تطعيمات قد يترافق مع ابتزاز للسلطة لاسيما وأن هناك حملة عالمية ضد إسرائيل لرفضها إعطاء لقاحات للفلسطينيين كونها دولة احتلال ومسؤولة عن الفلسطينيين وتتحكم بالمعابر وهو ما تحاول اسرائيل نفيه وقامت نتيجة للضغط بتحويل 2000 جرعة للسلطة وسوف تلحقها بثلاث أخرى قالت إنها مخصصة للطواقم الطبية .
من جهتها السلطة اعلنت على لسان الوزير حسين الشيخ قبل اكثر من اسبوعين انها حجزت 100 الف جرعة من اللقاح الروسي لكنها قالت ان اسباب لوجستية حالت دون نقلها. فضلا عن تخصيص الحكومة لمبلغ 10 مليون دولار قبل اسبوعين لشراء لقاحات دون معرفة هل تم الشراء أو حجز لقاحات.
في حين أعلن رئيس الحكومة محمد اشتية الاثنين أن خمسين الف جرعة سوف تصل منتصف الشهر الحالي. وكانت وزيرة الصحة قد اعلنت سابقا ان 150 الف لقاح ستصل قريبا وستكون مخصصة للطواقم الطبية والامن والاعلام. وسائل الاعلام الاسرائيلية ترسل اخبارا يومية ومن مصادر مختلفة ان اسرائيل حولت / ستحول / تخطط ان تحول ارقاما مختلفة يقول المسؤولين الفلسطينين انهم لم يستلموا شيء. وحقيقية الامر ان فقط 2000 جرعة وصلت ببيان صدر عن الاسرائيلين ثم تم تأكيدة من الفلسطينيين في حين علمت معا من خلال مصادر في منظمة الصحة العالمية ان 37 الف ونيف من جرعات الفيروس ستصل للفلسطينين يوم 14 شباط وان قرابة 300 الف ستصل نهاية شباط وستكون من قبل كوفاكس وهي ذراع تابع لمنظمة الصحة العالمية (شريكة مع مؤسسات دولية لتوفير لقاحات للدول الفقيرة مجانا) سوف تقدم 20% من احتياجات فلسطين من شركات لقاحات مختلفة.
مصدر في وزارة الصحة تتحفظ معا على اسمه قال لغرفة تحرير وكالة "معا" ان اي دواء يتم تداوله يجب ان يكون مسجلا في وزارة الصحة الفلسطينية واسرائيل تعيق وصوله الينا حتى لو كان مسجلا لدى وزارة الصحة الاسرائيلية، لاسباب منها انها تريد ان تحمي المنتج الاسرائيلي وكذلك اذا كان لدى اسرائيل بديل مسجل لديها للدواء الذي نشتريه من الخارج فانها لا تدخله".كذلك فان اي دواء تريد السلطة او وكيل ادوية ادخاله لفلسطين لا يستطيع الا بتسجيله في مستودع ادوية في اسرائيل ثم مستودع فلسطيني.
لكن فيما يخص التطعيمات فان لها خصوصية يقول المصدر في وزارة الصحة "بشكل عام فان السلطة تشتريها من خلال اليونيسيف وقد تعيق اسرائيل وصوله لأسباب مختلفة" .
واضاف قائلا" بالنسبة للقاحات فيروس كورونا فاننا راسلنا عديد الشركات وهناك طلب عالٍ على اللقاحات من كل دول العالم وهناك وعودات من اكثر من جهة للحصول عليه وان كان الروسي هو الاقرب".
في المقابل فان السلطة تعول على ضغط اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية على اسرائيل لجهة السماح بادخال اللقاح الروسي ونقله الى الاراضي الفلسطينية كما حصل في مرة سابقة وتدخلت اليونيسيف والصحة العالمية وتم ادخال تطعيمات من الهند .
كذلك وفي السنوات السابقة حاولت السلطة من خلال وزارة الزراعة استيراد مطعوم خاص بالحمى المالطية غير مسجل لدى اسرائيل ولم تسمح الاخيرة وبقيت السلطة تنتظر عامين وعندما انتشر المرض اضطرت الاخيرة للتراجع .
غزة واللقاحات
وفي قطاع غزة فان الحال ليس بافضل من الضفة، وعلى الرغم من الاصابات والوفيات فلا احد يعلم متى ستصل اللقاحات هناك . وكانت اسرائيل صرحت سابقا انها سوف تدخل لقاحات للطواقم الطبية لكنها لم تصل.
من جهته طالب رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي تسفي هاوزر، خلال رسالة وجهها للوزير غانتس بالعمل على عدم السماح للسلطة بنقل أي لقاحات لقطاع غزة، وخاصة قيادة “حماس”. في حين ادعت صحيفة اسرائيلية في تقرير لها ان حماس توقفت عن التهديدات والمطالبات الخاصة بكورونا وما استطلح على تسميته صواريخ كورونا بسبب تلقيها مبلغ 31 مليون دولار من قطر شهريا ولمدة عام 2021. في حين يبقى مجهولا مصير محتويات طيارتين اماريتين من المعدات الطبية لمكافحة كورونا مما اسطلح على تسميتهن طيارتين الاغاثة الامارتية والتي كانت الذريعة للرحلات الاولية بين الامارات واسرائييل قبل التطبيع والتي اعلنت كل من السلطة وحماس رفض استلامها ولم تعرف الجهة التي استلمتها واي وزعتها ام بقيت في المخازن الاسرائيلة حتى اليوم
وبين هذا وذاك وعلى الرغم من تصريحات الحكومة والتي كان اخرها امس الاثنين بان اللقاحات سوف تصل منتصف الشهر الحالي(دون تحديد نوع اللقاح) هل فعلا ستصل اللقاحات وكم عددها وهل فعل ستسمح اسرائيل بمرورها وهل ستكون هبة ام سنشتريها وهل ستعلن الحكومة ووزارة الصحة موعد استلام اللقاح قبل الموعد ام بعده. ان معا تفسح المجال للراغبين بالرد على ما جاء في هذا التقرير من معلومات نسبة لمصادر فضلت عدم ذكر اسمها ... |