وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مخيماتنا بلا إغاثة: من يصلح "النافذة المكسورة"؟

نشر بتاريخ: 07/02/2021 ( آخر تحديث: 07/02/2021 الساعة: 22:38 )
مخيماتنا بلا إغاثة: من يصلح "النافذة المكسورة"؟

أجرى عالم النفس الأميركي فيليب زيمباردو، تجربةً في العام 1969، عبر ترك سيارتين أبوابهما مفتوحة ومن دون لوحات رقمية في منطقتين مختلفتين، الأولى في حي فقير والثانية في حي للأغنياء. وبعد دقائق سرق المارة في الحي الفقير السيارة وأصبحت خردة في خلال ثلاثة أيام. أما في المنطقة الغنية، لم يلحظ أحد السيارة. فتدخل زيمباردو، وكسر نافذة السيارة؛ وفي ثلاثة أيام تحولت إلى خردة كما حصل في المنطقة الفقيرة. فخلص إلى نظرية "النافذة المكسورة" لتصبح من أهم نظريات علم الجريمة. ومفادها أن إهمال معالجة أي مشكلة في بيئة ما، بغض النظر عن صغر حجمها، سيؤثر في مواقف الناس وسلوكهم بشكلٍ سلبي، مما يؤدي إلى مشاكل أكثر وأكبر. والعكس صحيح، فمعالجة المشاكل الصغيرة في وقت سريع يؤدي إلى بيئة أحسن وسلوك أفضل.
ويتضح من دراسة زيمباردو، أن "الأشخاص المخربين" لم يكونوا مجرمين، ومعظمهم مواطنون ملتزمون بالقانون، لكن النافذة المكسورة أوحت للناس بأنه "لا أحد يهتم للسيارة ومن غير الوارد وجود عواقب لإتلاف ما يُكسر أو يُسرق". ولتبسيط الأمر: في مطبخك فنجان مكسور، فما الضير إذا تحطم أكثر عند رميك إياه في النفايات؟ هذا على المستوى الفردي، أما على المستوى الجماعي فإن رمى أحدهم القمامة في حديقة عامة ولم تُزل في وقت محدد ويعاقب "الأحدهم" فيؤدي ذلك إلى سلوك الناس الفعل نفسه وبعد أيام تتحول الحديقة إلى مكبات نفايات.
وإذا أسقطنا نظرية "النافذة المكسورة" على واقع المخيمات الفلسطينية في لبنان، ربما لن نجد نافذة أصلاً. المشاكل كثيرة وتتفاقم مع تغير الظروف وارتفاع نسب البطالة والفقر من دون تدخل إغاثي من #الأونروا. وبالتالي يرتفع منسوب الجريمة وتصبح المخيمات مرتعاً للآفات الخطيرة. وهنا يعود السبب الأساسي إلى أول نافذة كُسرت عبر تقليص خدمات الوكالة الدولية ولم يردعها أحد. فمثلاً، لو رفض الفلسطينيون في البداية تقليص أصناف الأدوية في العيادات لما وصلنا إلى مرحلة طلب خطة طوارئ لإنقاذ الناس من الجوع.
مما لا شك فيه أن حالة المخيمات المزرية هي نتيجة تراكمات تتضاعف مع الوقت، لكن لا بد من إجراءات ضغط قصوى ضد سياسات "الأونروا". وهذا يتطلب تضامناً مجتمعياً، وانحياز

المخيمات، وحينها لا يُعرف أين تصل الشظايا؟