وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بيت صفافا- من ينقذ منازل عائلة عليان من خطر المزاد العلني؟

نشر بتاريخ: 10/02/2021 ( آخر تحديث: 10/02/2021 الساعة: 17:01 )
بيت صفافا- من ينقذ منازل عائلة عليان من خطر المزاد العلني؟

القدس- تقرير معا- مع اقتراب منتصف الشهر الحالي تزداد حالة الخوف والقلق لدى أفراد عائلة عليان في بيت صفافا، ويلوح في الأفق خطر إخلائهم من منازلهم لتعرض في المزاد العلني، في حال عدم مقدرتهم على دفع قيمة "الدفعة الشهرية" المفروضة عليهم من قبل "دائرة الأراضي".

الشقيقان حسين ونبيل عليان يجلسان أمام منزليهما يتأملانهما بألم وحيرة، ولسان حال حسين يقول :"هنا ولدت وترعرعت ولا يمكن أن أخرج منه"، أما نبيل فدموعه هي التي تعبر وتتحدث بدلا من لسانه، لأنه فقد القدرة على الكلام والمشي بعد حادث اعتداء من قبل أحد المستوطنين خلال الانتفاضة الثانية خلال توجهه إلى عمله.

22 فردا معظمهم من الأطفال من عائلة عليان يعيشون في 4 منازل.. أحدها شيّد عام 1936 "قبل وجود الاحتلال"، يتهددهم خطر الترحيل، ومنازلهم يتهددها خطر المصادرة.

وتعود قصة عائلة عليان لعام 2016، عندما فوجئت ببلاغ من قبل دائرة الأراضي يطالبها بدفع مبلغ "مليون وستمائة ألف شيكل" كضريبة عن أراضيهم، ورغم توجههم إلى محامين لبحث القضية، تراكمت مبالغ الضريبة والفوائد حتى وصلت إلى "مليون وتسعمائة ألف شيكل"، وصولا إلى محاولة تنفيذ قرار إخلائهم نهاية العام الماضي لعدم دفع المبلغ.

وقال حسين عليان لوكالة معا :"هذه الضرائب فرضت علينا بشكل جائر، فضريبة الأملاك تفرض على الأراضي الخالية "لا بناء عليها"، أما على أرض العائلة التي ورثناها عن الآباء والأجداد، فعليها عقارات أقدمها أقيم قبل 85 عاماً، فيما حصلنا على "رخصة بناء" عام 2005 من البلدية، وأقمنا بناية مؤلفة من شقتين، وحين اجراءات الحصول على الرخصة والتي استمرت ما يقارب 8 سنوات لم يتم تحذيرنا من تراكم الديون على الأرض.

وأضاف عليان :"تدّعي دائرة الأراضي أننا لم ندفع "ضريبة الأرض" منذ عام 1986"، مؤكدا أنهم لم يتسلموا أي إنذار بذلك، وفوجئوا بتلك الضريبة وبمبلغ مالي ضخم عام 2016 فقط.

وأوضح حسين عليان أنه بتاريخ 31/12/2020 اقتحمت قوات شرطية برفقة طواقم دائرة الإجراء والتنفيذ وعمال المنازل، وطالبتهم بالخروج منها تمهيدا لإخلائها، وبعد تدخلات من وجهاء القرية ومداولات قضائية استمرت عدة ساعات، تم تجميد الإخلاء، وأبرمت اتفاقية مع دائرة الأراضي تم خلالها تخفيض قيمة المبلغ الكلي الى 600 ألف شيكل، إضافة إلى 150 ألف شيكل "أجرة وأتعاب لطواقم دائرة الإجراء والقوات المرافقة لها"، وفرضت على العائلة يومها دفع مبلغ 50 ألف شيكل نقدا، كدفعة أولية فورية لتوقيف الإخلاء والمصادرة.

وقال عليان :"منعنا من دخول منازلنا يومها من الساعة التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء، وأصبحت كأنها ليست منازلنا وكأننا لم نعش فيها، وأجبرنا على الاتفاقية، فلا خيار أمامنا للحفاظ على ممتلكاتنا في حينه إلا ذلك، ودفعنا بشكل فوري 50 الف شيكل، جمعت بمبادرة من أهالي البلدة.

وأضاف عليان :"منتصف كل شهر علينا دفع ال50 ألفاً، وإلا سيتم إلغاء الاتفاقية وتصبح قرارات الإخلاء سارية المفعول في أي لحظة، تمكنّا من تسديد الدفعة الشهرية منتصف الشهر الماضي، بمساعدة الأهالي كذلك، وفي منتصف الشهر الحالي علينا دفع مبلغ 93 ألف شيكل، لكننا لم نتمكن من جمع "شيكل واحد" حتى اليوم".

وقال حسين عليان :"شقيقي لا يمكنه الحركة، وأنا أجريت عدة عمليات جراحية منعتني من العمل منذ 12 عاماً، فيما نتلقى مخصصات تأمين شهرية ونعتاش منها ولا مصدر دخل آخر لنا.. فكيف لنا أن ندفع شهرياً تلك الدفعة حتى نتمكن من تسديد ال600 ألف شيكل"؟.

خطر تحويلها لبؤرة استيطانية

من جهته قال محمد عليان – امام مسجد بيت صفافا وأحد أقرباء العائلة، ان خطورة "ضريبة الأملاك" المفروضة والتخوف الحقيقي يكمن بأن تتم مصادرة المنازل وتحويلها للمزاد العلني، وبالتالي يقوم بشراءها المستوطنون، وستكون سابقة وأول بؤرة استيطانية وسط قرية بيت صفافا.

ولفت الى أهمية موقع عقار عائلة عليان فعلى بعد عدة أمتار منه، يوجد البرج الروماني الأثري الذي يتكون من عدة طوابق.

وأضاف عليان " الاحتلال يشتغل الأوضاع المالية للفلسطينيين وتراكم الضرائب عليهم لمصادرة أملاكهم".

مناشدة

وناشد عائلة عليان السلطة الفلسطينية والمحافظ ووزارة القدس وأصحاب الضمائر الحية والمؤسسات الفلسطينية مد يد العون ومساعدتهم لتثبيتهم في منازلهم والصمود فيها.

بيت صفافا- من ينقذ منازل عائلة عليان من خطر المزاد العلني؟
بيت صفافا- من ينقذ منازل عائلة عليان من خطر المزاد العلني؟