|
خاص معا- نبيل عمرو.. سباق خيول في شارع ضيق
نشر بتاريخ: 07/03/2021 ( آخر تحديث: 07/03/2021 الساعة: 14:13 )
لدى منتسبي الطبقة السياسية الفلسطينية شعور بأن الانتخابات العامة التي ستجري أواخر مايو أيار القريب، سوف تكون معركتهم الشخصية الأخيرة بحكم شيخوخة الأشخاص والصيغ والقدرات، لذا أرى ان لا مفاجأة في كثرة القوائم الانتخابية التي تنتجها مختلف الاجتهادات والقوى وحتى العائلات، ولقد دعوت مبكرا وما أزال الى فتح الأبواب أمام كل من يستطيع تشكيل قائمة، لأن الذي سيقرر الجدارة من عدمها هو الناخب، أي من يمكّن القائمة من اجتياز نسبة الحسم، وهذا هو السبيل الوحيد الذي اراه للحصول على مجلس تشريعي تعددي لا يخضع بمدخلاته ومخرجاته لاستبداد القطبية التقليدية وانما لمتطلبات الديموقراطية التي وعاءها الأهم البرلمان وطريقها الصحي والشرعي هو صندوق الاقتراع. الحالة الفلسطينية تتميز بأنها ذات مساحات وممرات ضيقة تحاط بالخصوم اكثر من الأصدقاء والحلفاء، الا ان خيول السباق فيها كثيرة يحركها طموح المشاركة في المؤسسات ومواقع القرار، ولا تخلو من جموح التقديرات بحيث كل متسابق يرى في نفسه قدرة على الفوز أي الخروج من صندوق الاقتراع الى المجلس مباشرة. ينبغي ان لا تكون ظاهرة الخيول الكثيرة التي تدخل السباق في الشارع الضيق ذات مردودات سلبية، اذ بيدنا ان نجعلها إيجابية وبناءة ذلك من خلال رقي الحملة الانتخابية التي اختصرت كورونا الكثير من نفقاتها الباهظة فلم يعد المرشحون بحاجة الى المآدب الجماعية والموازنات الباهظة لاشهار قوائمهم وبرامجهم كما يتعين عليهم ان يثقوا ولو قليلا بوعي الناخب فلا يغرقونه بالوعود المستحيلة فهو بعد تجارب غنية لم يعد يصدق كل ما يقال له خصوصا بعد مرور خمسة عشر سنة على وعود الانتخابات السابقة والتي تحقق عكسها بالضبط. خيول السباق في الشارع الضيق تكاثرت وقد تتكاثر اكثر في الأيام القادمة وسيكون الاحتكاك بينها ظاهرا ليس بفعل ضيق الشارع، وانما بفعل التنافس الذي سيزداد حدة كلما اقتربنا من الصناديق، وهذه أمور لا تحدث في بلادنا او شارعنا الضيق وانما في كل مكان على وجه الأرض اختار الانتخابات كأساس لتنظيم حياته وإنتاج نظامه السياسي. |