|
"الانتخابات التشريعية وحركة فتح"
نشر بتاريخ: 08/03/2021 ( آخر تحديث: 08/03/2021 الساعة: 20:56 )
وما أن تم الاعلان عن مرسوم الانتخابات حتى بدأت أصوات الكثيرين في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تتعالى لخوض الانتخابات سواء أكانت التشريعية أو حتى الرئاسية، ولكن موقف حركة فتح بخصوص الانتخابات والتصريحات تفيد بأن الحركة ستخوض هذه المعركة ب "قائمة موحدة"، وكذلك قررت منع كوادرها من الصف الاول الجمع ما بين عضوية اللجنة المركزية و المجلس التشريعي دون تقديم استقالاتهم من مواقعهم التنظيمية فيها. يبدو أن قرار الحركة بالالتزام بقائمة موحدة أثار حفيظة أعضاء في اللجنة المركزية وكذلك أشخاص كانوا بارزين من السابق في الحركة وتم تنحيتهم أو تهميشهم إن صح التعبير في فترة ولاية الرئيس محمود عباس، وبما أن مرسوم الانتخابات قد صدر ويبدو انه لا يمكن الرجوع عنه أو على الاقل لا يمكن التراجع عن الانتخابات التشريعية؛ بدأ الكثيروين ما بين ثائر على الحركة وما بين من يرى نفسه قد ظلم وهذه هي الفرصة المناسبة لاستعادة مكانته التي كانت او يستحقها. في الحقيقة إن القارئ لمشهد الانتخابات الفلسطينية قد يعتبرها لعبة سياسية أن تتم بهذا الشكل، خاصة فيما يحصل داخل حركة فتح ووجود انقسام كبير بين اعضائها خاصة من يسمون بقيادة "الصف الاول" ، قد يرى فيه الكثير بأن هذه الاطراف لا تجمعهم حركة واحدة، بالرغم من ان حركة فتح تقوم على "التعددية، وتقبل الاخر". والأمثلة عديدة سأطرح منها الجزء الذي بدأ يرى النور :النور: ٢- الكتلة التي يلمح لها نبيل عمرو وهو سياسي وكاتب فلسطيني معروف وكان له دور كبير في منظمة التحرير وحركة فتح والجهاز الاعلامي والثقافي في السلطة، ومنذ وفاة أبو عمار وهو خارج الدائرة وباختصار ودون تجميل للكلمات تم نبذه واقصاءه خارج مركز القرار او حتى الدائرة المقربة منه، والتسريبات تشير الى ان الكتلة التي قد يتزعمها قد تضم د. سلام فياض رئيس الوزراء السابق (2007-2013) وهو ايضا اقتصادي فلسطيني شغل مراكز هامة ودولية كدوره الهام في البنك الدولي (مساعد المدير التنفيذي للبنك الدولي في واشنطن)، وهذه الكتلة لها نصيب مهم من الشارع. ٣- كتلة مروان البرغوثي في حال لم يتم الموافقة على شروطه التي لم يعلن عنها في اجتماعه مع عضو مركزية فتح حسين الشيخ، واذا ما شكل البرغوثي قائمة مستقلة عن ما تسمى بقائمة فتح الاولى التابعة لسلطة الرئيس محمود عباس ومركزية فتح، فهذا سيجعل من هذه القائمة على رأس المعركة الانتخابية، باختصار قائمة يتراسها مروان البرغوثي الاسير الذي ضحى ويقبع خلف القضبان، سوف تكون من أكبر الكتل الانتخابية المتنافسة، وهذا راي الشارع باعتقادي وشعبنا لديه الكثير من العاطفة، ولديه الكثير من الاستياء من شبهات الفساد الذي التي يتنسب لإدارة السلطة الحالية سواء كانت سبباً فيه او لا، فمن الطبيعي ان يكون المسؤول مسؤول! ٤ - القائمة الاكثر جدلاً قائمة محمد دحلان والتي لم تتضح صورتها او بنيتها حتى الان، وهذه القائمة لها بعض الميزات، مثلاً هي التي حملت جزء من الموظفين والكثير من الاسر في قطاع غزة، وهذا عند الانتخابات يكون له دور مركزي في الاختيار وقطاع غرة له ما يقارب ال ٤٠٪ من مقاعد المجلس التشريعيالقدرة التصويتية في الانتخابات القادمة، ولا يمكن تقدير حجم المساعدات التي تقدم للأسر او حتى حجم التغطية السابقة للموظفين او الكادر الفتحاوي التابع لدحلان ولكن يبدو ان له ثقل كبير، وبالتالي له وزنه الانتخابي . ٥- حركة فتح او كتلة حركة فتح الموحدة التي ستشكل من المقبولين في الشارع الفلسطيني حسب تصريحات اعضاء المركزية تحديدا "أبوجهاد" محمود العالول نائب رئيس حركة فتح لها قاعدتها وكوادرها التي تعمل فيها ولديها موظفين ولديها مؤسسات، وسيكون لها نصيبها وان لم يكن حجمها الطبيعي بسبب التقسيمة التي وضحت اعلاه. هذه التقسيمة لم تتم بخطة، ولكنها تعبر عن الاختلاف الحقيقي بين افراد المجتمع الفلسطيني، وصحيح ان التكتلات مختلفة، ولكن الناظر لها بعين اخرى يجد ان المستفيد الاكبر لها منها هو حركة فتح وبمعنى اخر قياداتها الذين تم اقصاءهماقصاؤهم والذين لم يتم اقصاءهماقصاؤهم ولا يتفقوا مع الخيار الذي تشكله فتح بقياداتها الحالية، يشكلون حالة وجمهور عريض من أبناء الشعب الفلسطيني وسيلتقون تحت سدة البرلمان. في النهاية لطالما تغنت "فتح" بالتعددية وأنها أم الجماهير؛ هذه الجماهير تعبر عن اختلاف وهذا الاختلاف يعبر عن الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم واراءهم السياسية، ولما كانت فتح تقبل الاختلاف عليها ألا تقف في وجه أي تكتل أو ائتلاف؛ فالمجلس التشريعي كما تقدم سيشكل المرحلة الاولى من المجلس الوطني وبالتالي سيعبر عن الموقف الوطني للشعب الفلسطيني وبغير ذلك ستتحمل القيادة المسئولية. |