|
في مشهد الخراب ...
نشر بتاريخ: 24/03/2021 ( آخر تحديث: 24/03/2021 الساعة: 10:20 )
لم يبدأ مشهد الخراب والتخريب، في هذه المرحلة فقط ، بل قبل ذلك بكثير ، والدلائل كثيرة وشاهدة منذ بدايات فعل التخريب المقصود والمُتعمد الذي أدى الى هذا التيه والضياع وغياب الفعل ، حيث انهيار وتشظي الحركة الوطنية التي باتت ملفوظة من جماهيرها وشعبها والكل بمأزق ويبحث عن الخلاص. ووسط هذا المشهد الهزلي، بل العبثي، من الطبيعي ان يظهر الدجال في محاولة لإقناع المقهورين بأنه (النبيالمخلص) والقادم على صهوة البرنامج الوطني التحرري ، والباحث عن البرامج يجد خلف كل برنامج ( دجال يدعي النبوة ) ، وممنوع من الصرف والنحو ، ومن الممنوع ان تجاهر بالرأي الصريح في محالة التفنيد والقول الفصيح في زمن الروبيضات والصراخ الأجوف غير المقنع والمتلفظبأبجديات التيه من يستمع اليه ومن يحاول ان يقول الحقيقة فقوله عفى وشرب عليه الزمن ويتهم بخشبية اللغة والخطاب .. وتقوم الدنيا ولا تقعد حينما يمر الرأي الصريح أو الموقف الواضح لهذا او ذاك في معرض تعليقه ورؤيته لمسار الوقائع الفلسطينية اليوم، وتُستل السيوف من أغمادها في محاولة منها لأن تصنع البطولات في زمن تقزيم الذات وعنجهية أمراء الممالك، جنرالات الحروب الجديدة على أوهام سلطة الضياع.مناسبة ما نقول وما سنقول هو حجم هذا التيه وخربشة معانينا... واختلاط مفاهيمنا التي صارت عديمة اللون والرائحة والمستعصية على الفهم والإفهام.... حيث لابد من أن نفهم ماهية وقائعنا اليوم، وهل نحن في كنف الدولة مواطنين لنا حقوق وعلينا الواجبات...؟؟ وهل من الحق لنا أن نمارس الشيء اليسير وما يتيسر من الصراخ بحضرة الأميرالمتربع على عرش الحزب او الفصيل او الملتقى او ذاك التيار ...؟؟ أم ما زلنا نخضع لسيطرة أبو جهل، والكلام لا يستوي وطرف العيش المنسوب لملوك الكلام... وكأن الكلام والقول وفعل الكتابة وبالتالي صناعة الموقف ومجابهة سلبياتهم وخطاياهم لابد ان يستوي وسادة التشريفات، وكلهم يملكون من ارباب التشريفات والتسحيج الثير الكثير .. فقد تبدلت كل القيم... وتغيرت المعاني... ولابد من مواجهة تحدي هذه المتغيرات وتلك العقيدة التي صارت ورقية هشة بوجه الريح... كانوا مقاتلين في ساحات الوغى حينما عرفوا وعلموا ان للقتال معنى ومضمونا... كانوا مدافعين عن كرامة بنادقهم بوجه التنين... كانوا الأشد بأسا فبوصلتهم باتجاهاتها الصحيحة.... كانت إجاباتهم صريحة واضحة ولا تشوبها شائبة حينما تمترسوا بخنادق الليل في مهمة حراسة القمر في سماء الوطن، ولتبقى نار العجوز متأججة بخيمة الصمود على تلة من تلال زيتون الأولين.... كنا لا نختلف عليهم وعلى فعلهم، كنا نحرسهم بكلامنا ووعينا... فقد كانوا فدائيي فلسطين... واليوم صاروا اللاهثين خلف الأمير ... وصاروا رجال الأمن والتشريفات والعسس على رفاق الأمس ... والعجوز أحرقت الخيمة ونارها ما عادت متوقدة بليلها... وعذارى الوطن غادرن وانسحبن من المشهد... فبكل لحظة من الممكن عبور المدجج بتاريخ يهوذا للمكان... وذاك الجميل المسمى مناضلا مدافعا مكافحا اضحى رجل آخر ببزته الجديدة ينتظر الأوامر... ويكون أن يأتي الأمربالانسحاب... وهو السؤال الذي صار مشروعا وربما يثير من حوله الكثير من الجدل والسجال... فبعد عبور فلسطين لحربها الأهلية تصير كل المحرمات مشكوكا في حرمتها ويصير الباطل جزءا من مشهديه الواقع، وربما تختلط مفاهيم الحق ومعانيه... يا ارباب النعم ويا من تحاولون ان تنصبوا أنفسكم ملوك القوائم والأحزاب والفصائل من أنتم ...؟؟ وامراء على من ..؟؟ ومن منحكم البيعة ..؟؟ ويا من تدعون انكم باسم الجماهير متحدثون ...؟؟ من اعطاكم الحق بالمتاجرة بقوت فقراء اللحظة ..؟؟ هي الأسئلة التي ظلت عالقة منذ ولادة سلطة أوسلو على الأرض الفلسطينية ومنذ أن فقدنا الحس بالأشياء ولفهم دقائق الأمور وخباياها، وبعد أن صار لمراكز القوى الكثير من التفسيرات للنشاط السياسي وللفعل الدبلوماسي وضرورات المرحلة ومتطلبات الوقائع الجديدة... وتداعيات الفهم الجديد لمقاولي العمل السياسي ... أولسنا في طور تأسيس الدولة في كينونة العالم الثالث ومفاهيمه...؟؟ وتلك الأنماط التي تحكمه وبالتالي لابد من إنشاء ونشوء مهن المقاولة والفهلوة واللعب والعسكر ليكونوا جزءا من مشهد الدولة العتيدة القادمة....؟؟ ولأننا نحيا في كنف المنطقة فلابد من تحديد هوية هؤلاء ولمن يتبعون ... وكيف من المفروض تدريبهم وتأهيلهم ومن يكون آمرهم وحاكمهم والمسيطر على عدد شهقاتهم وزفيرهم.. بل لابد من تحديد أجندات ولاءاتهم وممن يتشكلون ومن أي الأرياف يكونون وبأي الأسماء يهتفون... الذين سيمنحونهم ألقابهم من جديد... |