وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حديث الانتخابات الفلسطينية، حركة فتح ما بين الواقع والاوهام

نشر بتاريخ: 24/03/2021 ( آخر تحديث: 24/03/2021 الساعة: 18:49 )
حديث الانتخابات الفلسطينية، حركة فتح ما بين الواقع والاوهام

لم يعد سرا ان حركة فتح "الرسمية" بقيادة ابو مازن تعيش حالة من عدم التوازن وربما "الضياع" لم تشهدها الحركة منذ "انتفض" عليها ابو موسى عام 1982 بعد الخروج من بيروت.

واقع لا ترغب الحركة الاعتراف به او حتى مجرد التفكير فيه، لأنه يعني فيما يعنيه انها بدأت بالتآكل بعيدا عن كل ما يقال عن مظاهر "البهرجة و"التوافق" ووحدة "الصف والموقف" الموهوم.

فتح، هذه الحركة " الرائدة" والعزيزة على كل وطني فلسطيني، التي انطلقت "للتحرير" أو هكذا قيل لنا على امتداد الاعوام، لم تعد قادرة حتى على لملمة جراحاتها او توحيد راياتها خاصة خلال السنوات العشر الاخيرة.

في خضم ما يجري على ارض الواقع من تحضير للانتخابات التشريعية، لن تكون فتح واحدة موحدة، ولن تخوض حركة فتح هذه الانتخابات كما عهدناها في انتخابات جرت مرتين خلال حقبة اوسلو السوداء بل ستخوضها ك "فتحات" شاء ابناء فتح ذلك ام لا، وكل ما يقال عن وحدة الحركة ليس سوى حديث "فارغ" يشاء من يردده ان يقنع به نفسه.

ما يقال في العلن وعبر المحطات الرسمية حول "وحدة" الحركة وتماسكها والتفاف عناصرها حول "الراية الصفراء" قد يكون مقنعا للسذج من العامة، لكن من يردده من "قادة فتح العظام" يدركون حق الادراك، انهم انما يخادعون انفسهم، وان ما "يدعونه" ليس سوى "هراء" لن يتحقق عندما تحين "لحظة الصندوق".

على ارض الواقع هنالك حسابات مختلفة، فحركة فتح ومنذ تَسَيد ابو مازن المشهد واصبح رئيسا "لكل الاشياء وسيدا لكل المناصب في الدولة الفلسطينية" ليست على "قلب رجل واحد"، وما يشاع أو ما يحاول البعض اشاعته حول ذلك ليس بالضرورة صحيحا ولا يقترب كثيرا من "قلب الحقيقة".

اذا ما جرت الانتخابات فلن تكون فتح موحدة ولن تخوضها بقائمة واحدة وهي غير قادرة على فعل ذلك، لان هنالك واقعا مختلفا ترسخ على مدار الاعوام الخمسة عشر الماضية، حيث تم اتباع سياسات لا تتناسب ابدا مع الواقع الفسطيني بشكل عام والفتحاوي بشكل خاص.

على ارض الواقع الذي يحاول الكثير من قيادات فتح تجاهله، هنالك اكثر من قائمة " فتحاوية" ستخوض الانتخبات، ولن تنفع اية محاولات لمنع ذلك، فقائمة تيار دحلان شبه جاهزة ان لم تك جاهزة، وقائمة ناصر القدوة على وشك الانتهاء، وهي تضم بين صفوفها الكثير من الاسماء "اللامعة" سواء من حركة فتح أو من المستقلين أو سواهم، كما يتردد ان هنالك قائمة اخرى قد تخوض الانتخابات ممن يمكن ان نطلق عليهم "الغاضبون" من ابناء الحركة على الكثير من الاجراءات التي تم اتخاذها على مدار السنوات الماضية.

حتى لو افترضنا ان هنالك فقط قائمتين اخريين سوى قائمة فتح الرسمية فان المحصلة النهائية تعني ان هاتين القائمتين ستحصدا اصواتا كان يفترض انها ستذهب الى قائمة فتح.

عليه، فان النتائج التي ترجوها حركة فتح "الرسمية" من الانتخابات القادمة لن تكون بحال من الاحوال في صالحها، وانها قد تكون الخاسر الاكبر من حيث عدد المقاعد التي ستحصدها في المجلس التشريعي القادم.