وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هنية: ملتزمون بتشكيل حكومة توافق وطني

نشر بتاريخ: 01/04/2021 ( آخر تحديث: 01/04/2021 الساعة: 19:29 )
هنية: ملتزمون بتشكيل حكومة توافق وطني

اسطنبول- معا- أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن حركته ملتزمة بتشكل حكومة توافق وطني، حتى وإن حققت فوزًا في الانتخابات التشريعية التي ستجري في مايو/ أيار المقبل.

وقال هنية في مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية، إن حماس تشارك في الانتخابات على قاعدة الشراكة وليس على قاعدة المغالبة، ولا تريد أن تسيطر على النظام السياسي الفلسطيني.

وأضاف "حماس، حتى وإن سجلت فوزًا في هذه الانتخابات، فهي ملتزمة بتشكيل حكومة توافق وطني مع كل الفلسطينيين، لكي نتحمل جميعا المسؤولية في مرحلة هي الأخطر من مراحل الصراع مع الاحتلال الصهيوني".

ورأى هنية أن الانتخابات المقبلة، مهمة، وقد تُشكّل رافعة للأوضاع الفلسطينية الحالية، مضيفًا "هذه الانتخابات مدخل لإنهاء الانقسام الذي مضي عليه نحو 15 عامًا، وهدفها إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الشراكة بين الجميع".

وأضاف "نعتقد أننا أمام مرحلة مهمة، وأمام محطة في حال استثمارها بشكل جيد، ستنقل الوضع الفلسطيني من الحالة التي عليها الآن، إلى حالة أفضل لترتيب البيت الفلسطيني".

وحول القائمة الانتخابية التي تقدمت بها حركته، قال هنية إنها تحتوي على "رسائل ورموز مهمة"، خاصة بشأن "القدس والشهداء والأسرى"، مبينًا أنه تم اختيار اسم "القدس موعدنا" بعناية دقيقة لنؤكد أن "القدس عنواننا وبوصلتنا وعاصمتنا وشرفنا".

وتابع "تضمنت القائمة أركان مهمة، منها رمزية الشهداء، وعلى رأس القائمة (القيادي بالحركة) خليل الحية، وهو منبت الشهداء، له أكثر من 15 شهيدًا من عائلته".

وفيما يخص الحديث عن احتمال تأجيل الانتخابات، جراء الضغوط الخارجية، أعرب هنية عن ثقته العالية في أن الانتخابات "ستمضي وفق ما تم الاتفاق عليه".

وقال "نحن متمسكون بالانتخابات، وكل المواقف الرسمية بما في ذلك في (حركة) فتح والسلطة (الفلسطينية)، (تقول) إنهم مصممون على المضي قدمًا حتى النهاية بالانتخابات".

وزاد "أدرك أن هناك تحديات وضغوطات من أطراف، ومحاولات للعبث بالانتخابات، وخاصة من الكيان الإسرائيلي".

لكنه أضاف مستدركًا: "هذا أحد التحديات التي أمامنا، ولكن نحن نتمسك بالانتخابات كوسيلة لترتيب بيتنا الفلسطيني".

وحول رد فعل حماس، في حال تأجيل الانتخابات أو إلغائها، قال هنية "إذا حدثت تطورات على اتجاهات معاكسة أو سلبية، سندرسها في حينه وسنتخذ القرار اللازم" بخصوصها.

وفي سياق آخر، رحب رئيس حركة حماس بالتقارب التركي المصري، مؤكدًا أنه يصب "في مصلحة" فلسطين، فيما "ينعكس سلبًا أي صراع" بين الدول العربية والإسلامية على القضية الفلسطينية.

وقال "هناك دول مركزية بالمنطقة معروفة تاريخيا، وتلعب دورًا استراتيجيًا، دول بحجم مصر وبحجم تركيا وإيران والسعودية، كلما كان هناك تفاهم وتقارب بينها يكون في مصلحة شعوب المنطقة، والقضية الفلسطينية".

وأضاف: "أي صراع بين الدول العربية والإسلامية، ينعكس سلبا على مقدرات الأمة، ومستقبل الشعوب، والقضية الفلسطينية، ويعتبر وضعًا إقليميًا ذهبيًا للكيان الصهيوني، لتنفيذ مشاريعه ومخططاته في الاستيطان والتهويد والضم".

وبشأن الوضع السياسي لدى إسرائيل، قال هنية إنها تعيش حاليًا في مأزق، جراء عدم قدرة الأحزاب على تشكيل حكومة، وإجراء أربع جولات انتخابية خلال عامين، وقد يتم إجراء جولة خامسة.

وزاد "الكيان الإسرائيلي لم يعد بهذه القوة والمناعة الداخلية، وهناك تغيرات حقيقية تجري، وهي مؤشرات تقول لنا ألا مستقبل لهذا الكيان على الارض الفلسطينية".

وأشار إلى أن نتائج الانتخابات تشير إلى أن الشعب الإسرائيلي، ينحو باتجاه "اليمينية والتطرف"، حيث يكاد "اليسار" يندثر، مضيفًا: "كل المكونات الصهيونية لا تعترف بالشعب الفلسطيني وبحقوقه، ولا حتى بالحدود الدنيا للحق الفلسطيني".

وحول موقف حركته من نتائج الانتخابات الأخيرة، أجاب "نحن لا نعوّل كثيرا على الحكومات الإسرائيلية ونتائج الانتخابات، العلاقة هي علاقة مواجهة وصراع ومقاومة، وبالتالي هذا الشأن الداخلي ليس له تأثيراته على القرارات السياسية أو على توجهاتنا الاستراتيجية، أو على مواقفنا التكتيكية في الداخل".

وبشأن الوضع في المنطقة، قال قائد حماس إنه ينظر بإيجابية إلى التطورات الحاصلة في المنطقة، خاصة بعد رحيل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ورغم عدم "تعويل" حماس على إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، إلا إنه يقول "التوحش السياسي الذي ميز سياسة ترامب، قد لا يستمر مع سياسة بايدن".

وحول أسباب تفاؤله بالتطورات في الإقليم، يقول "هناك الكثير من المعطيات، ومن التسويات في المنطقة؛ المصالحة الخليجية، التقارب التركي المصري، وحل مشكلة ليبيا، والحديث عن حل مشكلة اليمن؛ أعتقد أن كل ذلك يفتح صفحات من الأمل والشعور بأن القادم أفضل لشعبنا وللمنطقة".

وحذر هنية من خطورة التطبيع والتي كانت أحد أهم أسبابه صفقة القرن التي نصت في أحد مسارتها على بناء تحالفات عسكرية أمنية بين إسرائيل وبعض الدول في المنطقة؛ بناء هذه التحالفات فيها خطر على المنطقة والقضية.

وأضاف "هناك محاولة لاستخدام سياسة التطبيع لتطويع سياسات هذه الدول، ومن ثم الضغط على الفلسطينيين للقبول بالحلول التي تضرب بالحقوق الثابتة".

وحول الحصار على غزة، قال هنية إن هذا الحصار هو الأطول الذي يتعرض له شعب تحت الاحتلال، مشيرًا إلى أن غزة تعرضت إلى "ثلاث حروب مدمرة، ومؤخرًا تعاني من جائحة كورونا في ظل إمكانيات شحيحة.

وأضاف "الحصار والحروب خلفت عشرات الآلاف من الشهداء ومن الجرحى والبيوت المدمرة، الحصار ضرب مقومات الحياة والبنية التحتية، البطالة فوق 65٪، والفقر تجاوز هذه النسبة، وأعداد العاطلين بعشرات الآلاف، أكثر من 75 ألف خريج جامعي بالقطاع بلا عمل".

وندد هنية بـ"تسييس" إسرائيل، قضية لقاح كورونا، حيث ترفض تزويد الفلسطينيين به، رغم أنهم واقعين تحت احتلالها المباشر.

وأضاف "الإسرائيلي دائما يوظف القضايا الإنسانية لمزيد من الابتزاز والضغط في محاولة لأخذ مواقف سياسية مقابلها، هذه سياسة ثابتة وبالتالي لم يتعامل مع أزمة كورونا تعاملا إنسانيا ولا نتوقع تعامله الإنساني في هذا الملف".