|
المقاومة.. والتحولات السياسية
نشر بتاريخ: 04/04/2021 ( آخر تحديث: 04/04/2021 الساعة: 16:55 )
تُطرح بين الفينة والأخرى أسئلة حول المقاومة وفاعليتها وتطورها، وكأنهم باتوا يناقشون مرحلة سابقة، وأن المرحلة الآن سياسية برلمانية، وكأن البعض يلمح إلى أن الحالة المقاومة قد تراجعت مقارنة بالمقاومة التي كانت مطلع الانتفاضة الثانية من ٢٠٠٠ حتى ٢٠٠٦م، واحيانا اخرى مناقشة اهمية مراكمة المقاومة وهل غزة افضل وهي تمتلك ترسانة عسكرية ام قبل امتلاكها هذا السلاح.
شهدت تلك الفترة أيضا معركة شديدة ومركزة بعد اغتيال الاحتلال للأخ المجاهد محمد الناعم، من سرايا القدس في حادثة الجرافة شرق خان يونس، وما أعقبها من رد شديد لسرايا القدس على الاغتيال.
إن هذه الفترة التي تشهد هدوءً نسبياً -وليس تاما- مع هذا العدو، وانشغال جزء كبير من المكونات السياسية الفلسطينية بمشروع الانتخابات، لا تعني أن الصراع في فلسطين قد دخل مرحلة التجميد أو التبريد لتهيئة المناخ لحل سياسي شامل كما يظن البعض او يسعى لذلك. فهذه فترة أخرى تراكم المقاومة فيها وتستعد لجولات من القتال، كما ذكر اليوم أمين عام الجهاد في خطاب له في دمشق، حيث قال إن صراعنا مستمر وليس محدودا، حتى تسقط أوهامهم ونعيد الأرض، وإن الخيار أمام الجميع هو الصمود والثبات واستمرار المقاومة والجهاد، وهذا هو خيارنا وسياستنا والخيار العقائدي لأمتنا. اما حول اهمية هذه المراكمة للسلاح والقوة في غزة فهذا السلاح الرادع لو لم يكن موجود لقتل كل شخص يقول لا للتسوية لا للتنازل لا للاستسلام. في غزة سلاح بسببه باتت "اسرائيل" تسارع الى نفي تنفيذ أي هجمات على غزة عندما يقع انفجار بسبب الاعداد يؤدي الى شهداء هذه التي كانت تقتل ليل نهار في شعبنا دون رادع.. في غزة سلاح بات شريط فيديو مصور من ثواني معدودة يحدث جدلا سياسيا في اسرائيل حول زيارات نتيناهو. بتقديري لم يكن يوما مراكمة القوة لمواجهة العدو مشكلة بل المشكلة هي ان نجد شخصا او حزبا لا يفكر بالاعداد لمقاتلة هذا العدو. ان غياب المقاومة الفاعلة سيفقدنا كل شبرا من فلسطين وسنقف حينها نستجدي اوروبا بوقف الاستيطان والضم وستضيع الاغوار من جديد. المقاومة اهم الامل الوحيد الباقي لنا لتحرير الارض بعد فشل مشروع التسوية على مدار عقود وبعد ان نفض العرب ايديهم من فلسطين |