|
فلسطين بدون القدس جسد بلا روح
نشر بتاريخ: 21/04/2021 ( آخر تحديث: 21/04/2021 الساعة: 17:53 )
في مقال سابق قلت بان الانتخابات تحت الاحتلال استحقاق ولكنها ليست قدر ولا يجب ان تكون كذلك وهذا لا يعني ابدا أنني اطالب بتاجيل او الغاء الانتخابات كما يحلو للبعض فهم ذلك وانما يعني المراجعة الدقيقه لفوائد و لاضرار هذه الانتخابات ووضعهما في كفتي ميزان الوطن وبذلك فقط نضمن ان يكون قرارنا الانتخابي يصب في صالح الوطن وليس لصالح افراد. بدون شك فان كفة الاضرار سترجح في حال اصرت اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على عدم السماح باجراء هذه الانتخابات في القدس لان القدس ليست مجرد مدينة وانما هي روح فلسطين لما تحمله من قداسة اسلامية ومسيحية فهي مدينة الله وهي عاصمة السماء على الارض وعليه فان اعتقاد اي كان بان ربط الانتخابات بالقدس هو حق قصد به باطل في رايي ان هذا الاعتقاد هو الباطل بعينه لان الانتخابات بدون القدس هو جل ما يريده الاحتلال. في سنة 1996 وبعد نجاح الانتخابات التشريعية الاولى في فلسطين جاء يزورني في مكتبي في القدس رون بونداك وهو احد مهندسي اتفاق اوسلو وقال انه جاء ليبارك لنا بالانتصار الديمقراطي لفلسطين وعلى ان فلسطين اصبحت الديمقراطية رقم 2 بعد اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط فاجبته بان اسرائيل بصفتها قوة قائمة بالاحتلال لا يمكن اعتبارها ديمقراطية لان الديمقراطية كقيمة انسانية لا يمكنها ان تتعايش او حتى تنسجم مع الاحتلال فهما قوى طاردة لبعضهما ولا يمكن لهاتين القوتين التعايش معا حتى في الغابات. طبعا استدرك هنا بالقول من ان الانتخابات ليست هي الديمقراطيه ولكنها اساس دمقرطة اي كيان سياسي وعليه فان اسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لن تاألو جهدا في حرمان الفلسطينيين من هذه القيمة التي اخترعتها البشرية انتصارا لانسانيتها بحيث اصبحت منارة كل الدول المتحضره . اسرائيل ستعمل جاهدة على عدم دمقرطة فلسطين ان استطاعت وذلك من اجل تبرير استمرار احتلالها لفلسطين ارضا وشعبا على اعتبار ان الفلسطينيين غير جديرين بامتلاك كيان سياسي مستقل وسيادي وقد استخدمت كل الوسائل الممكنة خدمة لهدفها هذا بداية بالافساد ثم الانقسام الذي صنعته بدقة وذكاء وستحافظ على استمراره والان ستحاول توظيف الانتخابات خدمة لذات الهدف. ان اجراء الانتخابات في فلسطين بدون عاصمتها الابدية القدس بل وفي جوامعها وكنائسها ليست فقط ستكون خالية من اي معنى او قيمة سياسية ولكنها تعني حرمان الفلسطينيين من اهم فرصة لاصلاح ما افسده الرئيس الاميركي المهزوم ترمب الذي خلق بقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل بيئة دولية فتحت الابواب امام دول اخرى للسير في نفس الركب ونقل سفاراتها الى القدس وبالتالي دعم دولي لاسرائيل المحتله من اجل اخراج القدس من اي تفاوض مستقبلي ولكن بمباركة دولية. لا انتخابات بدون القدس هو قرار وطني ومثمن لكل من اعتمده من الفصائل و لا يجب ان يكون مجرد كلام عابر وانما الاساس في اجراء الانتخابات او عدمها في كل الاراضي الفلسطينية وبكلام اوضح نقول بان انتخابات المقدسيين مسلمين ومسيحيين لا يجب ان تكون من او في اي مكان خارج اسوار القدس بل في داخلها ، اضافة الى ان قداسة هذه المدينة فلسطينيا تستدعي ان تكون صناديق الانتخابات في جوامعها وكنائسها حتى يباركها الله. الانتخابات كما اسلفت هي فرصة فلسطينية وطنية لاصلاح ما اعتقدنا اننا اصلحناه بالرفض فقط لقرار ترمب وذلك من خلال توظيف الانتخابات هذه المره كوسيلة لاقناع العالم كله -الذي يتابع مسيرة هذه الانتخابات -، بقيمة القدس دينيا وسياسيا لنا كفلسطينيين اذ كان عدم تمكنا من ذلك في حينه هو الذي شجع بعض الدول لنقل سفاراتها الى القدس وهو ما يعني اننا لو فوتنا الفرصة هذه المرة وقبلنا بتصويت المقدسيين خارج اسوار القدس فستكون كارثة لان اسرائيل كقوة محتله لا يعنيها المقدسيين ولا مصيرهم ونحن نعلم ان حلم الكيان الصهيوني هو طرد كل الفلسطينيين وتحديدا من مدينتنا المقدسة التي بناها اجدادنا اليبوسييون قبل قرون من نزول التوراة وظهور اليهودية. .ومن حيث ان الديمقراطية ليست انتخابات فقط وليست حكم الشعب فقط وانما هي قيمة انسانية وهي كلمة السر لحقوق الانسان التي و بدون احقاقها في اي مجتمع فلا يمكن لا للتنمية ولا للبناء والتطور ان يروا النور فيه وعليه فلا بد ان نجسدها في فلسطين بما يتناسب مع قدراتنا على حمايتها واستمرارها كنهج ضمن عمل كل السلطات وتحديدا التشريعية والقضائية والتنفيذية في دولتنا العتيدة ولا ننسى ان هناك دول دفعت اثمان باهظه من اجل هذه الديمقراطية. ما سبق يعني بان اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لن تسمح طواعية بان تجري الانتخابات التشريعية الفلسطينيه في القثدس بالرغم من كون هذه الانتخابات كانت قد حصلت في القدس في الانتخابات السابقة الا ان اسرائيل ككيان صهيوني عنصري احلالي قامت على ارض فلسطينية مسروقة تعتبر ان مرحلة ما قبل ترمب هي غير ما هي بعدها وتحديدا قراراه الباطل فيما يتعلق بالقدس والذي ما زال العالم بمعظمه يرفضه ويعتبره في ادبياته السياسية قرار باطل ويعتبر القدس كما بقية اراضي الدولة الفلسطينيه هي اراضي محتله ومن هنا تبرز اهمية وضروة الاصرار على عدم اجراء الانتخابات دون ان تكون القدس واهلها على راس العملية الانتخابية . هذا الاصرار لن يضر العملية الديمقراطية الفلسطينية اكثر من كل ما تتعرض له من ضرر من قبل الاحتلال الذي يستبيح هذه الديمقراطية جهارا نهارا كما فعل باختطافه لقيادات فلسطينيه منتخبة والزج بها وراء قضبانه وكما يفعل يوميا وقد احال موسمنا الانتخابي الى موسم اعتقالات وهذا ما يجعل من اصرارنا وتمسكنا بحق القدس واهلها في الانتخابات وسيلة نضالية ابداعية كونها ستكون ضاغطه على دولة الاحتلال من خلال الضغط الدولي ومن اجل ان يتحول الرفض الدولي للاحتلال وممارساته من مجرد كلام الى افعال والا فليتحمل العالم الديمقراطي مسؤولية عدم اجرائنا لانتخابات مستحقة خصوصا وانها اصبحت ايضا مطلب دولي وذلك في حال فشل هذا المجتمع الدولي في اجبار دولة الاحتلال على السماح باجرائها في القدس ونحن على يقين بان العالم الديمقراطي قادر على فعل ذلك لو اراد. قد يبدو باصرارانا هذا اننا نضع القرار الانتخابي الفلسطيني تحت رحمة الفيتو الاحتلالي والسؤال لماذا اذا لا نستغل الرفض الدولي لهذا الفيتو ان امكن كما اسلفت من اجل اصلاح ما افسده المهزوم ترمب، ولكل اللاهثين وراء الانتخابات باي ثمن اقول بان مأساتنا الحقيقية كفلسطسنيين ونحن نعيش تحت بساطير الاحتلال لا تكمن في غياب الديمقراطية ولا في الفساد والمحسوبية ولا حتى في الانقسام وانما تكمن في كيفية التحرر من براثن هذا المحتل الصهيوني العنصري الذي هو سبب في كل ما نحن فيه وعليه وان بقاء الامور على ما هي عليه سيبقى هدف استراتيجي لهذا المحتل الاحلالي العنصري طالما بقي جاثما على صدورنا وعليه فهو لن يتوقف عن حملات الاعتقالات اليومية كوسيلة لعدم تمكين من يرى فيهم تهديدا لمصالحه ومنعهم من الوصول الى سدة التشريع. |