وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العالم الديمقراطي الغربي هو المسؤول اخلاقيا عن كل ما يحصل للفسطينيين

نشر بتاريخ: 27/04/2021 ( آخر تحديث: 27/04/2021 الساعة: 19:38 )
العالم الديمقراطي الغربي هو المسؤول اخلاقيا عن كل ما يحصل للفسطينيين

السفير حكمت عجوري

اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لن تتوقف عن شيطنة الفلسطينيين قيادة وشعب حتى لو عاد سيدنا المسيح ليحكم البلاد وهذا الواقع مبني على حقائق وادلة وبراهين اولها الغدر بمن وقع لهم على شهادة ميلاد كيانهم وذلك بتسميمه بالبولونيم المشع وهو الراحل الشهيد الخالد عرفات والثاني الرئيس ابومازن مهندس الاتفاق الذي اثمر شهادة الميلاد هذه لدولة الكيان الصهيوني والذي اشعل اصابعه العشرة وعلى مدار اكثر من خمس عشرة سنة من اجل تجسيد الاتفاق باقامة الدولة الفلسطينية ومن ثم انهاء الصراع الذي ما زال قائما كالشوكة في خاصرة السلم والامن الدوليين والذي لم نعد نعرف بدقة عمره الزمني ولكنه بكل تاكيد يزيد عن المائة سنة وفي النهاية وبعد كل ذلك حصل الرئيس ابو مازن من قبل هؤلاء المارقين على شهادة الارهاب الديبلوماسي .

الحركة الصهيونية استثمرت كثيرا في محو ذاكرة الشعب الفلسطيني واستخدمت ووظفت كل امكانياتها بالترهيب والترغيب لعل الفلسطينيون ينسون ولكن وبعد مرور اكثر من سبعة عقود على بداية الصراع المباشر والمتمحور حول طابو ملكية الارض فشل الصهاينة فشلا ذريعا في ذلك بعد ان مات الكبار وما زال الصغار من اطفال فلسطين يحملون الراية جيلا بعد جيل واخيرها هبة القدس التي اعادت الهيبة لنضال الشعب الفلسطيني وحفرت ميثاق النصرعلى حجارة باب العامود و طفل مقدسي لا يتجاوز العشرة سنوات يصرخ في وجه الجنود الصهاينة المدججين بالسلاح ويقول طز فيكم ونرى قطعان المستوطنين يفرون باسلحتهم النارية امام مجموعه صغيرة من الشباب الفلسطيني وهو بصدورهم العارية الا بما يعتمرها من ايمان بان القدس فلسطينية يبوسية وان طابو ملكية الفلسطينيين لارضهم صار مكتوب بحبر جينات فلسطينية .

ما سبق يفسر مهزلة الشريعة الصهيونية التي حكمت من خلال محاكمها العنصريه بالسجن على حاملي شعلة التحرير من الابطال الفلسطينيين بمئات السنين وعلى البطل عبدالله البرغوثي بخمسة الاف ومائتي سنة ، هذه المهزلة وليدة ادراك صهيوني لا لبس فيه بان طابو الارض فلسطيني وسوف يسترده اصحابه الشرعيين الفلسطينيين حتى ولو بعد كل سنين السجن هذه والتي اصبحت مجرد لحاف لا يدفئ تتلحف به دولة الكيان لاطالة عمرها الصهيوني الوهمي لانه لا بد وان له نهاية فالطبيعة لا تقبل الوهم.

اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال سوف تستخدم الانتخابات ان اجريت تحت احتلالها او تم تاجيلها وهذا لها سيان كسلاح فتنة خدمة لنفس الهدف وهو شيطنة الفلسطينيين على المسرح الدولي وتفتيت المجتمع الفلسطيني على المسرح المحلي ولا اعنقد ان اي من ذلك اصبح خافيا على الفلسطينيين قيادة وشعب خصوصا وانهم و بالرغم من تعدد الوان الطيف السياسي الفسطيني ما زالوا يحافظون على توجيه بوصلتهم التي كل ما انحرفت نراها تعود الى حيث يجب صوب صدر المحتل المغتصب للارض وذلك بسبب قدسية الارض الفلسطينية التي يعيشون عليها والتي وهبت قدسيتها لكل ابنائها من الفلسطينيين الاقحاح الذين هم ملحها وهو ما جعل هذه الارض عصية على كل الغزاة الذين لفظتهم في نهاية المطاف وبالتالي لن يستعصي على هذه الارض الفلسطينية المقدسة يهود الخزر بارغم من تسلحهم المزيف بسيف السامية .

تاجيل الانتخابات ان حصل فالمسؤول عنه ليس الرئيس الفلسطيني ولا حركة فتح ولا ايضا اسرائيل كونها كيان مارق ولكن المسؤول الفعلي عن ذلك هو العالم الديمقراطي الذي وبالرغم من انه خلق هذا الكيان الا انه ما زال يفشل في كبح جماحه وها هو يفشل مرة اخرى في اجبار هذا الكيان الذي هو صنيعته على احترام تعهداته واحترام القانون الدولي وذلك بعدم سماحه لاهل القدس المحتلة باختيار ممثليهم الشرعيين وهو بذلك اي العالم الديمقراطي لا يفشل فقط وانما يشجع دولة الاحتلال على الاستمرار في غيها وفي ممارساتها التي وبحسب كل القوانين الوازنة في العالم تم تقويمها على انها ممارسات تتساوى مع جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية بدليل شروع محكمة الجنايات في التحقيق بهذه الجرائم.

الفلسطينيون بشر كباقي اهل هذا الكوكب وهم ليسوا ملائكة ولم يخلقوا ليكونوا قرابين لدفع ثمن نفاق هذا العالم الديمقراطي وثمن خيانته لقيمه الانسانية بعد ان انتصر لقيمه هذه في جنوب افريقيا العنصرية التوأم السيامي للكيان الصهيوني وهنا نذكر هؤلاء بان ما يجري في القدس الان ما هو الا بداية الشرارة الثالثه بعد ان بلغ سيل الصبر الفلسطيني الزبى ونحن نحمل من ذكرناهم المسؤولية الكاملة عن كل ما ستؤول اليه الامور اذ من المفروض ان يتحمل كل العالم الديمقراطي المسؤولية عن جرائم الكيان الصهيوني الذي يزعم وبكل وقاحه انه الديمقراطية الغربية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط وبالتالي سيصبح من غير المقبول اخلاقيا لاي من هؤلاء صناع اسرائيل ان يوجهوا اي نقد او لوم لاي عمل يقوم به الفلسطينيون من اجل الدفاع عن حقهم في تقرير المصير وترسيخه من اجل ان يعيشوا بكرامة ضمن حدود دولة امنة وذات سيادة على كل شبر اقرته لهم الشرعية الدولية بداية من قرار التقسيم رقم 181 الصادر سنة 1947 .

اضطرار الفلسطينيين لتاجيل انتخاباتهم في اللحظات الاخيرة وذلك حفاظا على حقهم الوطني بقدسهم لا بد وان يترافق بخطوات اصلاحية سياسية ابداعية من قبل القيادة السياسية الفلسطينية منعا لاستغلال التاجيل كما اسلفت صهيونيا لتدمير البيت الفلسطيني من الداخل . وذلك بالاعلان عن تشكيل حكومة وحده وطنية يرأسها الرئيس الفلسطيني ابومازن ويشارك فيها ممثلين عن القوائم التي تعدت نسبة الحسم وبنفس النسب وذلك بحسب ما اظهرته اخر ثلاث استطلاعات موثوقة ، تكون المهمة الاساسيه لهذه الحكومة هو اعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وسلاحها الانتفاضه التي ازهرت في العاصمة المحتله والتي لامحاله ستطرح ثمار التحرير في هذه المرة باذن الله.

سيدنا يوسف نجى باهل مصر من القحط دون ان ياتي لهم بموارد جديدة وانما بعقلية ادارية جديدة للموارد القديمة وهذا ما نتمنى ان يحصل في ادارة الانتفاضة هذه المرة من اجل ان تثمر .