|
التردد و الانحياز و اتخاذ القرار
نشر بتاريخ: 28/04/2021 ( آخر تحديث: 28/04/2021 الساعة: 15:47 )
لا مجال للشك أن الانحياز يجب أن يكون دائما و أبدا للمصالح الوطنية العليا بما فيها مصالح الشعب التي جميعها لا تقبل القسمة ، انحياز له و مكثف مقابل ما قدمه من تضحيات جسام في سبيل حريته و صون كرامته، انحياز مقابل ما تعرض له من ظلم تاريخي منذ عقود متواصلة، انحياز لا تتم بلورته بالعاطفة بل بمنطلق الوفاء و الاخلاص لصموده و بقائه و تشبثه بأرضه و هويته. ان هذا الانحياز يجب بل من الضرورة الموضوعية و الملحة ان يكسر حدية التردد او الانشغال عن سياقات تحقيق و حماية تلك المصالح و في القلب منها مستقبله و مصيره الذي يشكل محور الارتكاز في عملية النضال الوطني و الاجتماعي. و بقدر ما يتراكم الانحياز نحو مصالحه بقدر ما تتضاءل فرص التردد الذي ما زال يلحق الضرر الجسيم بها. سيما و ان هذا التردد بات يشكل عائقا أمام فرص اتخاذ القرار و يؤثر على ما يتم اتخاذه من قرارات ذات علاقة مصيرية ، و هنا يكمن السر في كيفية التقليل من هامش التردد و استبداله بالجرأة و الإقدام الامر الذي يتطلب توافر الارادة بمقدار كبير كاف لحد القضاء عليه و إسقاطه من المعادلة تلك المعادلة التي لا تكون نتيجتها منسجمة الا مع تلك المصالح الوطنية العليا المرتبطة بحاضر الناس و مستقبلها . و من هذا المنطلق فإن الاقدر على امتلاك تلك الارادة لا يمكن تقديمهم ليكونوا مؤثرين الا من خلال عملية انتخابية حرة و ديمقراطية و نزيهة تضمن لشعبنا انتخابهم الآمن لينوبوا عنه قولا و فعلا في حماية مصالحه دون تردد او تقاعس او استكانة، فالوقت يمضي و السنين تجرف معها الاماني و التطلعات و تطحن رحاها الطموحات الواعدة لأجيال سئمت الحال البائس. فانتخابهم الذي يجب أن يتم ليس ترفا أو إكمالا عدديا للقائمين على المسؤوليات فضلا عن أنه ملاذ آمن من ويلات الواقع المتردي سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا نتطلع من خلاله لاعادة انتاج ذاتنا القوي الموحد القادر بانحيازه الوحدوي على إحداث التغيير المنشود. تغيير جذري يتحقق بالتراكم لاجتثاث ما أفسده اللهاث وراء الوهم و السراب لسنوات طوال تغيير فعلي يعيد الاعتبار لثقة الناس بنفسها و بأحقية وجودها و وجود مصالحها الحيوية محمية و مصانة قانونيا لا بمنة او هبة من أحد تتحقق من خلاله العدالة و الانصاف في التوزيع و معه تتكافأ الفرص لمن يستحقها تغيير يضمن و يحقق الاداء المنحاز للناس و قضاياهم العادلة و يعيد توجيه البوصلة نحو مسارها الصحيح . تغيير لا يقبل التردد في صناعة و اتخاذ القرار تغيير يساهم بشكل فعال في عقلنة السياسة و السياسات القائمة و اعادتها نحو جادة الصواب . و ليكن ما جرى ذكره هنا القاعدة الاساس عليها يتم اجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة غير القابلة للتأجيل فإن مرور الايام دون تعديل و تغيير المسار يساهم في تفاقم الازمات التي يعاني منها شعبنا ليس هذا فحسب؛ بل إنها تعمق فجوة ابتعاده عن الانخراط في الدفاع عن القضية الوطنية التي ما زالت تنتظر من يحميها من مخاطر محاولات الشطب و التصفية. انتبهوا جيدا فالتردد يصيبنا و يصيبها في مقتل و ان استفحل لم يعد ينفع الندم.
|