وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إقامة مجتمع الحياة المشترك للإنسان والطبيعة

نشر بتاريخ: 28/04/2021 ( آخر تحديث: 28/04/2021 الساعة: 22:20 )
إقامة مجتمع الحياة المشترك للإنسان والطبيعة

بقلم السفير قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

يشكل تغير المناخ تحديا واقعيا لبقاء البشرية وتنميتها في العصر الحديث، يستدعي تضافر الجهود لمواجهة تغير المناخ وحماية الكوكب الأرضي كدارنا المشترك، وذلك يخص مستقبل مصير البشرية.

"في وجه التحديات غير المسبوقة أمام الحوكمة البيئية العالمية، يجب على المجتمع الدولي التحلي بطموحات واتخاذ خطوات غير مسبوقة، وتحمل المسؤولية بشجاعة وتضافر الجهود لإقامة مجتمع الحياة المشترك للإنسان والطبيعة". في يوم 22 نيسان، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة المناخ مبادرة صينية لمواجهة تغير المناخ، وجدد على موقف الصين الداعم والثابت لتعددية الأطراف، الأمر الذي يضيف ثقة وزخما لدفع الحوكمة العالمية للمناخ.

شرح الرئيس الصيني شي جينبينغ لأول مرة وبشكل شامل ومنهجي الدلالة الغنية والجوهر الأساسي لمفهوم مجتمع الحياة المشترك للإنسان والطبيعة: أولا، يجب علينا الالتزام بالانسجام بين الإنسان والطبيعة. علينا أن نتعامل مع الطبيعة باعتبارها جذرنا ونحترمها ونحميها ونتبع قوانينها، وحماية الطبيعة والبيئة الإيكولوجية كحماية أعيننا، بما يقيم علاقات جديدة بين الإنسان والطبيعة للتعايش المنسجم.

ثانيا، يجب علينا الالتزام بالتنمية الخضراء. إن حماية البيئة تعني حماية القوة الإنتاجية، وإن تحسين البيئة يعني تطوير القوة الإنتاجية. فيجب علينا التخلي عن الأنماط التنموية التي تخرب وتدمر البيئة، ونبذ المقاربات قصيرة النظر التي تسعى وراء التنمية القصيرة المدى على حساب البيئة، ودفع بقوة تحول وترقية الهياكل للاقتصاد والطاقة والصناعة، بما يجعل بيئة سليمة ضمانا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في العالم.

ثالثا، يجب علينا الالتزام بالحوكمة المنهجية. إن كلا من الجبال والمياه والغابات والحقول والبحيرات والمروج والصحراء جزء لا تتجزأ للنظام الإيكولوجي. ويجب علينا احترام القواعد الفطرية للنظام الإيكولوجي وحسن التوازن بين كافة العوامل الطبيعة، وذلك من أجل تعزيز دوران النظام الإيكولوجي والحفاظ على التوازن فيه.

رابعا، يجب علينا الالتزام بمقاربة مركزها الإنسان. نحتاج إلى إيجاد سبل لحماية البيئة والتنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل والقضاء على الفقر في آن واحد، سعيا إلى تحقيق العدالة والإنصاف الاجتماعيين وزيادة إحساس كافة الشعوب بالكسب والسعادة والأمن في عملية التحول الأخضر.

خامسا، يجب عليناالالتزام بتعددية الأطراف. نحتاج إلى العمل على أساس القانون الدولي والتمسك بمبدأ العدالة والإنصاف والتركيز على الخطوات الفعالة، لصيانة المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها، واتباع الأهداف والمبادئ الواردة في "اتفاق الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" و"اتفاق باريس".

سادسا، يجب علينا الالتزام بمبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة. علينا الاعتراف الكامل بالمساهمات التي قدمتها الدول النامية في مواجهة تغير المناخ مع مراعاة صعوباتها وهمومها الخاصة. وعلى الدول المتقدمة إظهار طموح أكبر واتخاذ خطوات أكثر، وفي الوقت نفسه، عليها مساعدة الدول النامية بإجراءات ملموسة لتقديم الدعم لها في مجالات التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات وغيرها .

إن الصين لم تكن غائبة في مواجهة تغير المناخ، بل تبذل جهود دؤوبة لإقامة مجتمع الحياة المشترك للإنسان والطبيعة بخطوات ملموسة. تم إدراج مفهوم الحضارة الإيكولوجية وبناء الحضارة الإيكولوجية في دستور جمهورية الصين الشعبية، وفي التخطيط الشامل المتمثل في "التكامل الخماسي" لبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. والتزمت الصين بتنفيذ "اتفاقية باريس" استكمالا للأهداف المتعلقة بمواجهة تغير المناخ لعام 2020 قبل الموعد المحدد، وتعتزم على بلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق حياد الكربون قبل عام 2060.

يصبح الجبل شامخا بتراكم الأحجار، ويصبح النهر طويلا بتدفق المياه. تعتبر مواجهة تغير المناخ شاغلاً مشتركا للبشرية وعمليةً شاقة ومتعرجة لها. في هذا السياق، ستعمل الصين مع بقية دول العالم على إقامة مجتمع الحياة المشترك للإنسان والطبيعة.