|
الصحافة العبرية: العد التنازلي لنهاية حكم أبو مازن
نشر بتاريخ: 05/05/2021 ( آخر تحديث: 05/05/2021 الساعة: 17:23 )
كتبت دانا بن شمعون : حماس غاضبة من تأجيل الانتخابات وترى في ذلك تجاوزا للخط الأحمر. سجل حافل بالخطوات المترددة : يوم الخميس الماضي جلس ابو مازن في قاعة الاجتماعات في رام الله واعلن رسميا تاجيل الانتخابات . رافق ذلك شكلا تظاهريا من الاجماع الوطني حيث كان قادة الفصائل الفلسطينية يحيطون بالقائد ينصتون لاعلانه المتوقع باستسلام تام في الوقت الذي قاطع اللقاء ممثلو حماس والجهاد الاسلامي الذين كانوا على دراية مسبقة بما سينتج عن الاجتماع وشاهدوا ما يجري من على شاشات التلفزة باشمئزاز . أبو مازن كعادته لم يستجب لدعوات حماس الملحة للتراجع عن إعلانه تأجيل الانتخابات بحجة أن إسرائيل ترفض اجراؤها في القدس. وهي طريقة عمل تقليدية لشخص يمتلئ سجله السياسي بإعلانات عن خطوات دراماتيكية ما يلبث ان يتراجع عنها عندما يشعر أن الأرض بدأت تشتعل تحت قدميه. كان هذا هو الحال عندما اتخذ قراره المتردد بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ردًا على احتمالات ضم مناطق من الضفة الغربية وغور الأردن ، وكان هذا هو الحال عندما رفض استلام أموال الضرائب من إسرائيل بعد إعلانها. أنها ستخصم مخصصات الأسرى.
مصيدة وانتقام : لقد وقع ابو مازن في المصيدة التي نصبها هو بنفسه . ما الذي اراد ابو مازن تحقيقه من الدعوة للانتخابات ؟ من جانب اراد ارضاء الادارة الامريكية الجديدة لكي تقوم باستئناف تقديم المساعدات التي اوقفت في فترة حكم الرئيس ترامب وفرض العودة لمسار المفاوضات . من الجانب الثاني اراد اكتساب الشرعية مجددا لسلطته واسكات الانتقادات الموجهة له من الداخل والخارج باعتباره لم يعد قائدا شرعيا بسبب عدم اجراء الانتخابات منذ عام 2006 . الفرص التي برزت واهدرت مرة اخرى : تآكل خطير: أدى الإعلان عن الذهاب للانتخابات إلى خلق مستوى عالٍ من التوقعات في اوساط حماس وبين شخصيات فتح الذين كانوا في مواجهة أبو مازن. إن انهيار هذه التوقعات على أرض الواقع قد يتبين لاحقا انه كان مدمرًا على مستقبل سلطة أبو مازن وربما حتى يقود الى نهايته ، في ظل ظروف معينة مثل كيفية تشكل خريطة الانقسامات والتحالفات بين خصومه و ومدى إصرارهم وقدرتهم على تحديه من الداخل بمختلف الوسائل . بالاضافة طبعا لسياسات اسرائيل . الاعلان عن الانتخابات ومن ثم تاجيلها ادى الى اضعافه اكثر مما ادى لتعزيز قوته . بدأ تآكل شرعيته في الحكم الان ، ويبدو أن عباس قام بمجازفة محفوفة بالمخاطر. اذ تجرأ على تأجيل الانتخابات ، جزئياً بسبب الثقة المفرطة بنفسه على ضوء اعتقاده بان إسرائيل والولايات المتحدة تقفان خلفه وان هناك من سيقوم لانقاذه ، وكذلك بسبب عدم تقديره جيدا لمدى الدعم والتماسك الذي يتمتع به على ما يبدو داخل مؤسسات فتح والسلطة الفلسطينية وقوى الأمن الفلسطينية . البقاء اصبح محل شك : بقاء أبو مازن في السلطة لم يعد بديهيًا كما كان من قبل. سيقول البعض بأنه مثل طائر الفينيق. يسقط ثم يعود ويقف على رجليه ، نوع من الناجي الابدي . قام بقمع عددا ليس قليلا من المعارضين الذين برزوا في طريقه العملية وصولا لاقصائهم من الحياة السياسية تماما كما عرف كيف يقوم باجتثات كل تهديد ظهر ضد سلطته . حتى عندما بدا يطرح موضوع اليوم الذي يلي اثبت انه من المبكر جدا تابينه . لكن رويدا رويدا الى جانب اعداد الاعداء الكبير الذين راكمهم وانهيار التوقعات التي نتجت عن اعلانه الغاء الانتخابات قد تؤدي تحت ظروف معينة لخلق الحشد الضروري لمعارضة بقائه في السلطة . ترجمة اطلس عن دانا بن شمعون |