وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشيخ جراح هو حجر سِنِمار القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 14/05/2021 ( آخر تحديث: 14/05/2021 الساعة: 19:32 )
الشيخ جراح هو حجر سِنِمار القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية

السفير حكمت عجوري

ما يجري في القدس من بطش وتنكيل باهلها الشرعيين، بالمصلين والمعتكفين في الاقصى وفي كنيسة القيامة في يوم سبت النور وتتويج هذه الجرائم بمحاولة تطهير عرقي في حي الشيخ جراح الذي يحمل اسمه تكريما للطبيب الخاص واحد امراء محرر القدس صلاح الدين الايوبي وهو الشيخ حسام الدين الجراحي الذي كان يسكن هذا الحي منذ اكثر من تسعة قرون، هذه الجرائم يضاف لها ما جرى في باب العامود وعلى مرأى ومسمع كل دول العالم يرقى لجرائم حرب وهذا ما تعتقده منظمة الامم المتحدة ايضا.

حي الشيخ جراح عمرته الحكومة الاردنية من اجل ان تسكن فيه العائلات التي تم اعتصاب بيوتها وممتلكاتها في القدس الغربية وضواحيها على ايدي العصابات الصهيونية في حرب النكبة لاقامة اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال.

كل ذلك جرى باوامر مباشره من النِتِنياهو رئيس حكومة دولة الاحتلال وذلك في محاولة يائسه منه لتصدير فشله من اجل استيراد نصر وهمي لعله ينقذه من السجن.

النِتِنياهو شخص علماني مرتشي وفاسد وخائن لامانة الحكم وهذه كلها ثابته بحقه بحسب تقارير شرطة ومحكمة الكيان الذي يحكمه والذي استمر حكمه له ليصبح الاطول في تاريخ رئاسات الحكومه لهذا الكيان وذلك يعود لقدرته على الابداع في فنون التخويف لشعبه والتحريض المتواصل على كل من يتحداه من ساسة كيانه وقد بدأ صعوده لسلم الحكم بالتحريض ضد رابين ادى لاغتيله وليعتال معه ايضا اي امكانية لاي سلام ممكن بين الصهاينة والفلسطينيين على ارض فلسطين التاريخية.

ما ذكرناه يؤكد على ان هذا النتن يعتبر مادة بحث دسمة لعلماء النفس لدراسة سلوكه وجيناته وهل هو فعلا انسانا ام انه مخلوق غريب او انه مجرد افراز من افرازات الحركة الصهيونية التي يقول فيها المؤرخ اليهودي ايلان بابي انها "ايدولوجيا تطهير عرقي واحتلال ومجازر جماعية".

الفلسطينيون المرابطون في القدس وهم اصحاب المكان يواجهون الِنِتن وجيشه بصدور عارية الا بما يعتمرها من الايمان بحقهم في الارض التي اورثهم اياها الله بدليل لنه اختارها لتكون مهد ولادة سيدنا المسيح رسول المحبة والسلام الذي جاء ليكون مصلحا ومنقذا للناس وحاملا لدعوة جديدة من الله لتجب ما قبلها و تضيف قدسية مسيحية على الارض الفلسطينية ليتلوها تاكيدا من الله على اضافة قدسية اسلامية عليها وذلك بان عرج بخاتم انبياءه محمد صلى الله عليه وسلم من هذه الارض المقدسة وتحديدا المسجد الاقصى ليتبع ذلك تطويب لهذه القدسية المشتركة بالعهده العمرية ومع ذلك وباوامر من هذا النتن ياهو تم استباحة هذا المسجد والتنكيل بالمعتكفين فيه من المسلمين في القدس وما حولها الذين اراد الله لهم ان يكونوا حراس لهذا المسجد وسدنته وذلك في اكثر ايام السنة قدسية في ليلة القدر وما سبقها وما تلاها ، وذلك على يد عصابات النتن ياهو الصهيونية غير الانسانية وغير الاخلاقية.

الِنِتنياهو وبالرغم من انه علماني بامتياز وكما اسلفنا فاسد ومرتشي بامتياز ومرشح قوي لدخول السجن الا انه بتنكيله باهل القدس فهو يؤسس لعداء ديني اسلامي يهودي وجودي والذي لربما لن يرى نتائجه الوخيمة في الزمن القريب ولكن هذه النتيجة اتية لا محالة لان الله لا يخلف وعده واذكر بهذا فقط للتأريخ . اما انيا فقد قضى هذا الِنِتن على اي امكانية لحل الدولتين المعتمد دوليا كحل ممكن للصراع الازلي بين الحركة الصهيونية راعية دولة الاحتلال وبين الفلسطينيين اصحاب الارض التي اقامت الصهيونيه عليها هذا الكيان ، خصوصا وان ألنِتِن جاء للحكم اصلا من اجل نقض وشطب اتفاق اوسلو بالرغم من ان هذا الاتفاق ولد من المستحيل لما فيه من اجحاف بحق الفسطينيين .

النِتنن ياهو شطب اي امكانية لاي خط حدودي يفصل بين الشعبين داخل دولتين بسبب شهيته في سرقة الارض المرصودة لاقامة دولة فلسطين من اجل بناء مستوطنات غير شرعية عليها وبتحدي كبير لكل القرارات ذات الصلة التي صاغتها الشرعية الدولية ممثلة بمنظمة الامم المتحده كحق للفلسطينيين في تقرير مصيرهم وهو الحق غير القابل للتصرف . .

ليس صدفة ان تنفجر القدس في وجه محتليها في الشهر الكريم وهو ما يعني ان الله راض عن ما يحدث هناك ويباركه وهذه رسالة لكل الفلسطينيين المعذبين والمقهورين والمقموعين من قبل المحتل الصهيوني العنصري ان حانت ساعة الحقيقة ولا بد من استغلالها لدحر المحتل بان تهب فلسطين كلها ليس نصرة للقدس والمقدسيين فقط وانما انتصارا لحق الكل الفلسطيني المسلوب ومنذ عقود على يد الصهاينة اذ ان مايجري في القدس اليوم من جرائم هو تكرار لما يرتكبه الاحتلال من جرائم في كل المدن والقرى الفلسطينيه والتي خرج منها الاحتلال دون عقاب لاننا تركناه يستفرد بهذه المدن والقرى .

انفجار القدس ليس صدفة وفلسطين كلها تنتفض معها والعالم كله ولو بصمت يباركها ولا يجب ان تتوقف قبل اعلان النصر في القدس وتحديدا الشيخ جراح لان القدس هي فلسطين وحي الشيخ جراح في القدس هو بمثابة حجر سِنِمار ولمن لا يعرف فهذا الحجر وضعه مهندس القصر سنمار في واحدة من زواياه بحيث ان لو تم انتزاعه من مكانه فان القصر سوف ينهار كله.

انها ساعة النصر الفلسطيني التي عادت لتدق من حي الشيخ جراح بعد ان اعطبها الاحتلال على مدار كل السنين السابقة بحجة مكافحة الارهاب والدفاع عن النفس ولكنها ومن اجل ان تصل الى دقيقتها الاخيره فهي بحاجة الى استمرار شحنها بالوقود الذي اقرته لنا الشرعية الدولية. وفي هذا السياق لا بد من ان نُذَكِر بان الرفض الفلسطيني لسرقة ترمب للقدس واهدائها للنتن ياهو وعلى الرغم من القيمة السياسية لهذا الرفض كون الفلسطينيين هم اصحاب القدس والارض شرعا وقانونا الا انه وبسبب عدم شحن هذا الرفض بالوقود البشري، فانه لم يكن مقنعا لدول نقلت سفاراتها الى القدس كما ولم يمنع لاحقا هرولة انظمة عربيه للتطبيع مع الكيان المغتصب للقدس وبقية الارض الفلسطينية وكانهم بذلك يشرعنون تلك السرقة التي اكتملت حلقاتها لاحقا بما اطلق عليه صفقة القرن التي لم يتوقف الِنِتنياهو وبسبب ذلك عن تطبيق بنودها واحدا تلو الاخر وما يفعله في القدس الان هواحد هذه البنود.