|
فلسطينيو الجليل والمثلث والنقب والساحل ينتفضون مع شعبهم
نشر بتاريخ: 21/05/2021 ( آخر تحديث: 21/05/2021 الساعة: 13:15 )
امتدت الهبة الشعبية الرمضانية المقدسية، في الشيخ جراح وباب العامود والمسجد الأقصى، إلى التجمعات الفلسطينية كافة، بمن فيهم الفلسطينيون في الجليل والمثلث والنقب والساحل، حيث وفد إلى القدس عشرات الآلاف منهم وانتفضوا في بلداتهم، إسنادا لأهلهم في الشيخ جراح ونصرة للأقصى واحتجاجاً على الحرب الإجرامية القذرة، التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتعبيراً عن غضبهم على سياسات التمييز والتهويد والقمع والبطش بهم. القمع والبطش ما أن هبت الجماهير إلى الشوارع حتى سارعت الشرطة الإسرائيلية إلى محاولة قمع المظاهرات والاعتداء على المحتجين، وجرح المئات واستشهد الشاب محمد محمود محاميد برصاص الشرطة، خلال المواجهات ليلة العيد في أم الفحم. لقد تبين مرة أخرى أن إسرائيل لا تحترم «المواطنة الإسرائيلية» التي يحملها فلسطينيو الداخل وتتعامل معهم، عند الأزمات، كأعداء وليس كمواطنين. هذا بالضبط ما قام به الأمن الإسرائيلي في أكتوبر 2000، حين اغتال 13 شخصا في مظاهرات الغضب، التي اجتاحت مدن وقرى الداخل احتجاجا على العدوان على المسجد الأقصى. قد تتحمل المؤسسة الإسرائيلية المواطن العربي وهو يطالب (بأدب) بمصالحه المدنية، لكنها تبطش به حين يطلب حق الكلام كصاحب الوطن والبلد، للتعبير عن غضبه على السياسات العدائية تجاهه وتجاه شعبه. فحتى حين قام شباب مدينة أم الفحم في فبراير الماضي بالاحتجاج السلمي على تفشي العنف والجريمة، وعلى تواطؤ الشرطة، اعتدت عليهم الشرطة بالعنف والوحشية، ما أدى إلى جرح العشرات منهم. فالقضية بالنسبة لإسرائيل ليست مضمون الاحتجاج فحسب، بل هوية المحتجين أساسا. لقد جرح المئات نتيجة قمع الشرطة، وفاق عدد المعتقلين الألف معتقل، وقدمت لوائح اتهام ضد المئات منهم. في المقابل ليس هناك في السجون معتقلون يهود ولم تقدم لائحة اتهام ضد أي يهودي، على الرغم من وجود أشرطة وأدلة دامغة تدين المستوطنين اليهود، بتهم محاولة القتل والحرق والاعتداء وإطلاق النار، وحتى من قاموا باغتيال مواطن اللد، جرى إطلاق سراحهم. العنصرية تنخر عميقا في البوليس الإسرائيلي، أكثر بكثير من الشرطة الأمريكية، التي تتبع سياسات أكثر لينا تجاه السود. هبة الساحل الفلسطيني كانت مدن الساحل الفلسطيني ساحة لأعنف وأشد المواجهات، حيث بادر أهلها إلى التظاهر والاحتجاج على ما يجري في القدس، فواجهتهم الشرطة الإسرائيلية بقمع اجرامي غير مسبوق، وقامت هذه الشرطة بحراسة قطعان اليمين الفاشي العنصري وهم يعتدون على المتظاهرين العرب، وعلى المارة وعلى الناس في بيوتها. لقد اجتاحت عشرات مظاهرات الغضب شوارع عكا وحيفا واللد والرملة ويافا. والغضب هنا ليس على ما يحدث في الأقصى وفي الشيخ جراح فحسب، بل لأن هناك جروحا مفتوحة لا تختلف عما يجري في الشيخ جراح، حيث تقوم إسرائيل في هذه المدن بتنفيذ مخطط تطهير عرقي استمرارا لما كان في النكبة. في مدن الساحل ما زالت ذاكرة النكبة حية، وهي تواجه ما يواجهه الشيخ جراح من مشاريع اقتلاع وزرع للمستوطنين في قلب الأحياء الفلسطينية. والعدوان على الناس، هنا وهناك، يجري تنفيذ عدوان مشترك للشرطة ولقطعان المستوطنين. في مدن الساحل وفي الشيخ جراح السياسية الإسرائيلية نفسها، ما يوحي بأن المسألة ليست مسألة احتلال فقط، بل مسألة نظام أبرتايد على كل أرض فلسطين. المستوطنون الذي اعتدوا على أهلنا في مدن الساحل، ينتمون إلى ما يسمى «الأنوية التوراتية» وهي بؤر استيطانية جرى زرعها في قلب الأحياء التي يسكنها الفلسطينيون في يافا واللد والرملة وعكا منذ سنوات، بهدف «المحافظة على الطابع اليهودي» وهم يفعلون ذلك عبر زرع البؤرة ثم السعي لتوسيعها، فيتصدى لهم أهل البلد، وتحدث مشاحنات من حين إلى آخر. كما يقوم المستوطنون على مدار السنة باستفزاز الناس من خلال نشر أعلام إسرائيلية كبيرة الحجم، والاحتفال بمكبرات الصوت بمناسباتهم، وشتم الناس والاعتداء على ممتلكاتهم. وفي إطار هذا المشروع جرى إسكان مئات العائلات اليهودية، التي تنتمي إلى التيار الديني المتطرف سياسيا. وخلال المواجهات الأخيرة استنجد هؤلاء بمئات المستوطنين من الضفة الغربية، وعلى الرغم من أن الشرطة كانت على علم كامل بحملات التجنيد والدعوة لجلب الأسلحة للاعتداء على العرب، حيث عجـت بها وسائل التواصل الاجتماعي وقام البعض بجمعها وإرسالها لضباط الأمن، فهي لم تفعل شيئا لوقفهم، بل هناك أشرطة تُظهر كيف يلقي المستوطنون الحجارة على البيوت العربية والشرطة حولهم تحميهم. مواصلة النضال تتميز الهبة الحالية في الداخل الفلسطيني بأنها شاملة، وتمتد من معليا في الشمال حتى راهط في الجنوب، وشاركت فيها جميع فئات وشرائح المجتمع، وبشكل خاص جيل الشباب. لقد قام المتظاهرون باقتحام الشوارع المركزية، وأغلقوها لساعات طويلة واصطدموا بقوات الأمن والشرطة. وشارك أكثر من 30 ألفا في مظاهرة قطرية، دعت اليها لجنة المتابعة، في مدينة سخنين، والتزمت فئات وشرائح المجتمع كافة بالإضراب العام الثلاثاء الماضي، الذي أعلنته لجنة المتابعة، وانضمت إليه الفصائل والمؤسسات الفلسطينية كافة. |