وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القضية الفلسطينية تتصدر قضايا العالم: بالوحدة ننتصر

نشر بتاريخ: 22/05/2021 ( آخر تحديث: 22/05/2021 الساعة: 21:23 )
القضية الفلسطينية تتصدر قضايا العالم: بالوحدة ننتصر




أحد عشر يوماً من المواجهة مع العدو الصهيوني وترسانته العسكرية، كانت كفيلة بتوحيد الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه والوانه السياسية، فكانت فلسطين التاريخية تهتف بصوت واحد وتحت راية واحدة، وليس غريباً على شعبنا هذه الوقفة وهذا التصدي، خاصةً عندما يكون الأمر يتعلق بالقدس والمُقدسات وبالمسجد الأقصى الذي عليه إجماع الأمة بأكملها .
تجسدت هذه الحالة وبشكل واضح يوم الإضراب العام الذي دعت له القوى الفلسطينية في الداخل المحتل وكل مدن الضفة والقطاع، أرى أن هذا الإضراب أعاد الى أذهاننا إضراب العام ا١٩٣٦ الذي استمر عدة أشهر في مقارعة المحتل البريطاني من حيث الالتزام والانضباط نتيجة وعي الجماهير وقتها بضرورة هذه الخطوة كجزء من معركة التحرير.
وفي ظل هذا العدوان الصهيوني المتواصل على القدس والمسجد الاقصى المُبارك، ومحاولة تفريغ حي الشيخ جراح من ساكنيه الفلسطينيين الذين يسكنون به قبل الاحتلال ليستبدلوهم بسكان مغتصبين مرتزقة لاكمال عملية تهويد المدينة المقدسـة، وتغيير التاريخ لتمكين دولة الاحتلال من بسط سيطرتها الكاملة على القدس .
إن هذه اللوحة الجمالية من الوحدة التي تجسدت في الميدان وانتفاضة الشعب الفلسطيني بأكمله في غزة وفي الضفة وكل المدن الفلسطينية سواء في الداخل المحتل او في الضفة والقدس تتطلب منا جميعاً الحفاظ عليها وتقويتها لتحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير الأرض وتحرير القدس والمُقدسات من دنس المُحتل لنعيش كباقي شعوب الأرض في دولة مستقلة كاملة السيادة، ونُقرر مصيرنا بعيداً عن كل المخططات الاستعمارية التي عانينا منها الكثير وعشنا ويلات من ممارسات الاحتلال من قتل واعتقال وهدم للبيوت ومصادرة الأراضي واقتلاع الأشجار.
لقد شكلت معركة القدس صورة مغايرة عن سابقاتها من المعارك لأن مُشاركة الكل الفلسطيني فيها كان له أثر في تحقيق نتائج إيجابية لم تكن لتتحقق لولا هذه الوحدة الجامعة وتشابكت الأيادي في الميدان وعلى خط المواجهة .
إن المواجهة العسكرية مع دولة الكيان التي تملك من السلاح ما لا يملكهُ غيرها من الدول مُقابل سلاح "تصنيع" محلي تملكه قوى المقاومة في غزة وبعض الأسلحة "المُهربة" شكلت حالة نصر معنوي لدى الكل الفلسطيني، خاصة ان دولة الكيان بكل مكوناتها عاشت حالة من الرعب والخوف من الموت المحتوم خلال هذه الأيام جعلت شعبنا يشعر بالارتياح وخاصة حالة الندبة التي كانت خلال المعركة ليعلم هذا المحتل بأنه سيدفع ثمن ممارساته بحق شعبنا ولن يبقى شعبنا وحده من يدفع ثمن ممارسات الاحتلال، فشعب دولة الكيان سيدفع الثمن الكبير نتيجة ممارسات حكومته على شعبنا لأن شعبنا الفلسطيني العظيم سلاحه العزة والكرامة وسلاح الحق الذي لا تملكه دولة الاحتلال.
إن كل ما جرى خلال الأيام السابقة لم يعد سوى جولة واحدة من جولات قادمة سيكون شعبنا مطالب بفعلها من اجل الخلاص الأبـدي من هذا المُحتل وليس فقط لقضية معينة وبالتالي معركة التحرير لم تنتهي بعد وإن ما يُميز هذه الجولة أنها وحدت الشعب الفلسطيني بأكمله في مواجهة الاحتلال.
أرى أن المطلوب منا حالياً مُراكمة النجاح الى نجاحات قادمة واستثمار حالة الوحدة وتشكيل قيادة موحدة تكون مُهمتها استثمار كل الطاقات والامكانات التي يملكها شعبنا وفصائله وتجنيدها في معركة التحرير الشاملة لتحقيق النصر الحقيقي والكامل لنحارب كافة الأصوات النشاز التي من شأنها تشويه هذه الصورة التي ارتُسمت، بالوحدة والانتصار ، نعم فلسطين انتصرت بكل مكوناتها على عدو واحد لشعبنا وهو الاحتلال.
نعم هذا النصر نحتاجه في هذا الوقت بالتحديد خاصة حالة اليأس التي تسللت الى نفوسنا نتيجة انعدام الأفق السياسي وتنكر دولة الكيان لكل الاستحقاقات نتيجة الاتفاقات الموقعة وإعادت القضية لتتصدر العالم بعد أن أصبحت في أدنى صورها ومكانتها منذ عقود.
• كاتـب وسـياسـي