|
هبة القدس.. والفلسطيني الجديد..
نشر بتاريخ: 25/05/2021 ( آخر تحديث: 25/05/2021 الساعة: 18:52 )
مر الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية بمرحلة صعبة، وتحديداً في ظل إدارة ترامب "الإسرائيلية". كيف لا وهو الذي حاصر الشعب الفلسطيني وقيادته، وحمل رواية دولة الإحتلال وسوقها في المنطقة العربية، وتساوق معه البعض أو رضخ لجبروته وعنجهيته، حيث تخلى عن الفلسطيني وتركه لوحده بمواجهة الإحتلال المدعوم والمغطى أمريكياً، كما عملت الإدارة على الترويج لصفقة العصر التي صيغت من قبل نتنياهو، وللأسف كان هناك مواقف من قِبل بعض الإخوة العرب إما متجاوباً أو صامتاً أو إنكمش وبدأ يرتعش. هذا الإرتعاش لم يؤثر على القيادة الفلسطينية المحصنة بموقف شعبها، حيث قالت كلمتها الكبيرة والواضحة لا. هذه أللا الكبيرة كانت بمثابة اللطمة لإدارة ترامب، علماً أن جزءً منا إعتقد الأمور ذاهبة نحو التدهور ولم يتوقعوا هذا الموقف من القيادة، لذا تقدم نتنياهو وعصبته المتطرفة بكل فجور كي ينهب بقية الأرض الفلسطينية وترك مستوطنيه من أبناء كاهانا يهودوا القدس ديموغرافياً. عاثوا فساداً بالقدس والمقدسات، وحاصروا الشيخ جراح وعملوا على ترحيل أهله، وتصرفوا بإستخفاف بهذا الشعب ومقاومته المستدامة على مر السنين حيث أعتقدوا بأن الشعب الفلسطيني منقسم ولديه ما لديه من خلافات والتي تقدمت في بعض الفترات على الصراع مع الإحتلال، وجاءت المفاجئة التي أسرت الأصدقاء وأغاظت الأعداء ومن راهنوا عليه أي الإحتلال. وكانت المنازلة الكبرى 11 يوم غيرت معالم المنطقة وغيرت القضية على سلم أولوليات الدول، كما غيرتنا نحن أنفسنا، نحن لم نعد نحن ما قبل المنازلة. توحدنا من بعد المنازلة المشرفة، سمعنا قدسنا تدق أجراس كنائسها وأذان المسجد الاقصى حيث كان أعلى من هدير طائراتهم، وإرادة وقوة مقاومتنا تصد عنا العدوان، والضفة بشيبها وشبابها ونسائها في مواجهة مع قوى الظلم والشر والعدوان، إشتباك باللحم الحي يواجهون أعتى جيوش المنطقة في كل مناطق الإحتكاك. وشعبنا نعم شعبنا وأهلنا في مناطق 1948 الذي إعتقد المحتل بأن لا حول لهم ولا قوة، حيث لم يعطيهم قدرهم كان لهم كلمتهم: وانطلقوا ليعلنوا فشل سياسات المحتل وسردياته، وكسر الأسرلة والتهويد والتفكيك والتذويب والتهميش والإضطاد. أمّا شعبنا في غزة رغم الحصار والإزدحام ومحاولات الإغراق في البحر، ورغم فقر الطبوغرافيا وضيق المكان وانعدام العمق الإستراتيجي، إلا ان شعبنا العظيم إستل سيف القدس. وخلال 11 يوماً إستطاع الفلسطيني أن يقدم أروع الآيات وأجمل النماذج في الصمود والإدارة والإرادة والتحكم والسيطرة، وكان ذلك بمثابة تاريخ جديد لفلسطيني جديد. هذا الفلسطيني قدم نفسه كما لم يتم من قبل، موَّحداً وقوياً ومسيطراً، لا مهزوما ولا مرعوباً ولا عاجزاً، وهذا الفلسطيني سبق التوقعات وتجاوز كثيراً من المعوقات، هذا الفلسطيني استطاع تحطيم الخط الأخضر وصفقة القرن والإحتلال والإستيطان. هذا الفلسطيني مسترشداً بقيادة صلبة وحكيمة تصدت لأعتى قوة على الأرض عندما قالت " لا " للرئيس السابق ترامب، فإن من الواجب الوطني والإنساني أن تفهم رسالة هذا الفلسطيني الجديد، وهي رسالة الوحدة، وحدة الخطاب ووحدة الموقف ووحدة المرجعيات ووحدة النظام السياسي. وبهذا فإننا نطالب الفصائل والنخب الدينية والثقافية والإعلامية بإنتهاج الوحدة فكراً وعملاً وممارسةـ وهذا كلام موجه للجميع، خاصة في القدس والمسجد الأقصى أكثر خصوصية، لكل شخص قادر على التأثير في محيطه، للسياسي والفصائلي ورجل الدين والإعلامي والأـكاديمي والنقابي. من الظلم أن يقوم هذا الفلسطيني بتقديم معجزة للعالم ثم نقوم بإحباطه أو خيانته لا سمح الله. الفلسطيني الجديد يؤمن بوطنه ومؤمن بنضاله ومؤمن بنصره، وقد حان الوقت لكل فصيل فاعل على الساحة الفلسطينية أن يعي الرسالة قبل أن نغرق أو نخسر جميعاً. الوحدة عنوان المرحلة وطريقها للنصر، والنصر كان بسواعد الكل الفلسطيني وشعبنا سينتصر بإذن الله. |