وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لا يجب ان نترك الاحتلال يحقق بالهدوء ما عجز عن تحقيقه في الحرب

نشر بتاريخ: 28/05/2021 ( آخر تحديث: 28/05/2021 الساعة: 15:59 )
لا يجب ان نترك الاحتلال يحقق بالهدوء ما عجز عن تحقيقه في الحرب

ربما انتهت معركة القدس التي استمرت طيلة الشهر المبارك والتي حاولت الة الاعلام الصهيونية اخراجها من سياقها واظهارها دوليا على انها حرب بين اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وحماس كحركة غير مقبوله دوليا وذلك من اجل طمس حقيقة استمرار الاحتلال الصهيوني لدولة فلسطين وعاصمتها القدس ومن اجل اخراج حماس من نسيجها الوطني الفلسطيني وفصل غزة جغرافيا عن جذورها الفلسطينية .

وحتى لايكون لدولة الاحتلال اي من ذلك لا بد من محاربة هذا التضليل الذي تمارسه دولة الاحتلال على العالم وذلك بعدم التوقف عن مقاومة هذا المحتل وبكل الوسائل المسموح بها دوليا وابقاء جذوة المقاومة مشتعلة حتى يتم كنس هذا الاحتلال بعد ان اصبح واضحا وبدون لبس من ان الهدوء والتهدئه ادوات يستخدمها الاحتلال غطاء لهذا التضليل وخدمة لاستمراره .

انتهاء معركة القدس بوقف اطلاق النار لا يجب ان تكون اكثر من استراحة محارب لان الحرب لم تنتهي طالما بقي الاحتلال جاثما على صدورنا ونحن اصحاب الارض لانها حرب مستمرة منذ 73 سنة بدأتها الحركة الصهيونية ورعتها دول كبرى عندما اقامت كيان صهيوني احلالي على ارض الفلسطينيين الكنعانيين الساميين .

هذه الحرب بداتها الحركة الصهيونية بنكبة وبكذبة ترقى لمستوى الجريمة ، بادعاء ان هذه الارض التي اغتصبت لصالح اقامة هذا الكيان العنصري هي ارض بلا شعب وذلك بالرغم من كل ما عليها من منارات تاريخية اضائوها لنا اجددانا الكنعانيين بوقود حضارتهم التي لم تنطفيء يوما عبر التاريخ بالرغم من كل محاولات الغزاة لفعل ذلك والذين كان اخرهم اليهود من اصول خزرية الذين ما زال يقودهم شخص مريض نفسيا وهو النتن ياهو ، جاؤونا فارين من بطش النازية ومتلحفين بثوب السامية الذي اهترأ بعد ان تم غسله بماء الحقيقة.

لاول مرة في تاريخ الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يتوحد الفلسطينيين اصحاب الارض الحقيقيين في كافة اماكن تواجدهم في في الداخل المحتل سنة 1948 وبقية الارض الفلسطينية التي احتلت سنة 1967 شمالا وجنوبا ومعهم كل الفسطينيين في مخيمات اللجوء ودول الاغتراب وذلك دعما لانتفاضة القدس في الاقصى والقيامة وباب العامود حماية لاهلنا في حي الشيخ جراح المهددين بعملية تطهير عرقي على يد المحتلين الصهاينة.

الادعاء الصهيوني بان ما ارتكبته دولة الاحتلال من جرائم حرب على مدار احد عشر يوما في غزة كانت دفاع عن النفس ضد حماس ما هي الا واحده اخرى من خدعهم التي ما زالو يبدعون في صناعتها وترويجها ولكنها لم تعد تنطلي على غير بعض الزعماء المتصهينين خصوصا وان العالم شهد بام العين كيف دفن الاحتلال اطفالنا في غزة احياء وهم نيام في بيوتهم وكيف ان كل ارض فلسطين التاريخية صارت ساحة لهذه المعركة التي هي في الواقع معركة تحرير القدس وكنس الاحتلال بدليل خروج معظم شعوب العالم الى الشوارع منددين بهذه الجرائم التي كانت تنقل حيا على الشاشات التفزيونية ووسائل التواصل

وحدة الصف الفلسطيني والارادة الفلسطينية هي نصرنا الحقيقي في هذه المعركة وليس فصيل بعينه مع اقرار بان سلاح المقاومة كان له دور مهم في تحقيق هذه الوحدة التي عجزت العقول الفسطينية عن تحقيقها وذلك بسبب انها اعادت الحياة للامل الذي دفنه القمع والظلم وامتهان الكرامة المتواصل الذي تعرض له الفلسطينيين على يد محتليهم العنصريين الصهاينة وبدون اي رادع وعلى مدار عقود من الزمن.

من ناحية اخرى كشفت هذه المعركة حقيقة ان كل هذه الترسانة العسكرية الصهيونية فشلت في اسكات صوت الحق الفلسطيني الا انها وفي نفس الوقت كشفت على ان صواريخ المقاومه لن تنهي هذا الاحتلال مع انها قربتنا كثيرا من الدولة اذ انها ومع ما صاحبها من وحدة الصف والارادة الفسطينيية عدلت في ميزان القوى وكشفت في نفس الوقت عن هشاشة هذا الكيان الصهيوني وجيشه الذي يبعث بدزينة من جنوده لاعتقال طفل فلسطيني.

اسرائيل ككيان عنصري احلالي وبعد ان فشلت في تحقيق اغراضها عسكريا في معركة القدس فهي لن تهدأ ولن تستكين في البحث عن وسائل اخرى لتحقيق غاياتها باثارة الفتنة بين ابناء الشعب الواحد كوسيلة لتدمير الارادة الفلسطينية وشق وحدة الصف الفلسطيني بعد ان نجحت في زرع الانقسام وغذته بكل ما هو ممكن حتى يستمر والذي يبدو انه بدأ يترنح بسبب استغاثات اطفالنا وامهاتهم الذين دفنتهم الة الجرب الصهيونيه احياء في هذه المعركة.

ما حصل في رام الله من تطاول على الزعيم الخالد الشهيد عرفات وعلى والدته رحمهما الله وما تلاه و ما حصل في المسجد الاقصى والتطاول على شيخنا الجليل المفتي محمد حسين هو بمثابة شرارة لاحياء هذه الفتنة التي نقرع ناقوسها الان لوأدها في المهد.

السلاح الاخر الذي ستستخدمه دولة الاحتلال في حربها المتواصلة ضد الفلسطيينيين هو الهدوء والاستكانة الشعبية الفلسطينية للامر الواقع التي تُمَكِن الاحتلال من القضاء على الابداع الفلسطيني المقاوِم في مهده وذلك بالاعتقال اليومي للمقاومين المبدعين والزج بهم في غياهب سجونها دون اي حسيب او رقيب .

اعتقال المقاومين هذا هو ممارسة يومية قديمة جديدة تعاظمت منذ وقف اطلاق النار الاخير وخصوصا في الداخل المحتل حيث قام الاحتلال باعتقال الاف الفلسطينيين في الداخل وفي القدس وكل مدن وقرى الضفة بهدف كبح جماح كل المبادرين لمقاومة هذا المحتل من اجل استمرار الاحتلال ومواصلة سرقة الارض وتوسيع رقعة الاستيطان للحؤول دون اقامة الدولة الفسطينية ويتم كل ذلك في ظل غياب اي رادع او مواجهة حقيقيية على الارض لهذا المحتل.

ما سبق يؤكد على ضرورة تعزيز الارادة الفلسطينية وشحنها بحرق الارض تحت اقدام المحتل المغتصب .الى ان يرحل .وهو حق ضمنته الشرعية الدولية لمقاومة المحتلين وذلك اذا اردنا فعلا خلق واقع جديد وافق سياسي جديد يتوائم مع نتائج معركة القدس وما خلقته من غضب و تعاطف دوليين مع الفلسطينيين ورفض لممارسات هذا الاحتلال الصهيوني العنصري الذي تعرى اخلاقيا وعسكريا امام العالم اجمع بما فيه اميركا بسبب جرائمه التي ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

وفي سياق اخر نذكر بان سبب نجاح الفيتناميين في تفاوضهم مع اميركا انه كان يجري في باريس ويتم شحنه بالغضب الدولي المتواصل ضد اميركا وبوقود المقاومة الفيتنامية التي لم تنطفيء شعلتها لحظة قبل توقيع اتفاق الانسحاب الاميركي.