وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حزيران الهزيمة الأخيرة لشعبنا

نشر بتاريخ: 06/06/2021 ( آخر تحديث: 06/06/2021 الساعة: 00:30 )
حزيران الهزيمة الأخيرة لشعبنا

كانت نكسة حزيران وهزيمة الجيوش العربية وسقوط كل فلسطين على أيدي القوات الصهيونية لتكتمل الجريمة بحق شعبنا الذي ومنذ دخول اول صهيوني الى فلسطين وهو في حالة مواجهة مع هذا الطامع بالأرض . عصابات جاءت من كل أنحاء العالم لتزرع كيان لها على أنقاض مدننا وقرانا في فلسطين، فقد
تدربت هذه العصابات داخل المعسكرات البريطانية وتسلحت بأحدث الأسلحة مدعومة من كل قوى الاستعمار العالمي، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وصعود المعسكر الامبريالي براسه امريكا منحت هذه القوى الضوء الأخضر لتلك العصابات للإمعان في قتلنا وهدم ومصادرة كل مقدرات شعبنا وتشريده وإعلان قيام دولة الكيان على أكثر من ثلاث أرباع فلسطين، حيث كانت هذه هي الهزيمة الاولى لشعبنا الذي كان يعتمد على دولنا العربية. في حزيران أكملت دولة الكيان احتلالها لكل الاراضي الفلسطينية فضمت الضفة الغربية وقطاع غزة وما تبقى من القدس الشريف، ومع سيطرتها على أجزاء من الاردن ومصر وسوريا ولبنان ومنذ تلك اللحظة وشعبنا الفلسطيني يخوض معركة التحرير مع هذا المحتل ، فبعد هزيمة حزيران أعادت الثورة الفلسطينية الكرامة والروح لشعبنا العظيم بتكبيدها العدو درسا في القتال عندما حاول القضاء على قواعد الثورة في الاردن ، حيث كان رجال الثورة لهم بالمرصاد الى جانب بعض الضباط الأحرار من الجيش الاردني، فيما كانت هذه المعركة بمثابة الانتصار الأول بعد هزيمتين متتاليتين، واستمرت المعارك التي سجل فيها شعبنا أسمى آيات الصبر والمواجهة فلم ينكسر شعبنا منذ آخر هزيمة في كل المواجهات من بيروت وحتى يومنا .
ان انتفاضة الحجارة التي خاضها شعبنا بكل قواه أكبر المواجهات الشعبية التي يخوضها، حيث تصدى جموع الشعب بكل ما أوتي من قوة وإمكانات للجيش الثعباني في أزقة المخيمات وحارات وشوارع المدن والقرى بالحجر والمقليعة والزجاجات الحارقة التي شكلت سلاحا جبارا في يد شعب الجبارين كما وصفه الشهيد الخالد ياسر عرفات.
هذه الانتفاضه التي استخدم جيش الاحتلال فيها كل الوسائل لوقفها من تكسير الأطراف حتى القتل والاعتقال وهدم البيوت، إلا أن إصرار شعبنا على الانتصار مكنته من الاستمرار بكل عنفوان حتى نال ما يبشر بمستقبل زاهر لهذا الشعب الذي عانى ويلات الاحتلال و ويلات التشريد في كل بقاع الأرض، حيث كان ثمرة هذه الانتفاضة الاتفاق المرحلي ما بين منظمة التحرير ودولة الكيان بإنشاء أول سلطة فلسطينية على الأرض الفلسطينية على طريق اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
هنا دولة الاحتلال تنكرت بكل التعهدات والالتزامات التي التزمتها أمام العالم واستمرت في سياستها الاستيطانية التوسعية حتى دنس شارون بأقدامه المسجد الاقصى واندلاع الانتفاضة الثانية والتي خاضها شعبنا تحت اسم انتفاضة الاقصى وكانت مواجهة عسكرية شاملة استطاع أبناء شعبنا وقواه هزيمة القوة العسكرية الصهيونية والتي استخدمت في هذه المواجهة كل انواع الأسلحة والطائرات الحربية التي قصفت المدن والقرى والمخيمات واغتالت القيادات وحاصرت الشهيد ياسر عرفات حتى ادخلت السم اليه وغاب عرفات وبقي نهجه قائم وبقيت المواجهة حتى انسحاب دولة الكيان من قطاع غزة كأول منطقة فلسطينية متواصلة جغرافيا يحررها شعبنا من الاحتلال، وازداد المحتل في حصاره لشعبنا في غزة وتسمين مغتصباته في الضفة وبخطوات متسارعه حاول المحتل تهويد القدس وفرض سياسة الامر الواقع لتغيير التاريخ الذي يثبت أن القدس ومقدساتها هي للفلسطينيين وحدهم ولا ينازعهم في الحق عليها أحد،
إلا أن شعبنا الفلسطيني وكل قواه ومقاومته في كل الأماكن لا يمكن أن يسجل بحقه هزيمة جديدة بعد حزيران، فبعد محاولة اقتحام الاقصى وتهجير سكان الشيخ جراح جاء رد شعبنا في كل أماكن تواجده عنيفا، فبعد أن توحدنا في الميدان في القدس ومدن وقرى فلسطين التاريخية مع الضفة الغربية وصواريخ المقاومة التي انطلقت من غزة والتي سجلت فلسطين فيها انتصارا جديدا يضاف الى انتصاراتها المتتالية لنعلن أن حزيران الهزيمة الأخيرة لنا وسننتصر في المعركة الفصل القادمة لتطهير أرضنا من دنس المحتل ولنعيد لوطننا هيبته ولشعبنا عزته لننتصر لدماء الشهداء الذين رووا بدنائهم أرض فلسطين الزكية ولنعيد البسمة على وجوه اهاليهم ولننتصر لأسرانا البواسل لنعيش جميعا في دولتنا المستقلة كاملة السيادة ودرة التاج قدس الأقداس العاصمة الأبدية الخالية من كل أثر لهذا المحتل المهزوم. ٠ كاتب وسياسي