|
الإقبال على العلم والانتفاع
نشر بتاريخ: 08/06/2021 ( آخر تحديث: 08/06/2021 الساعة: 21:37 )
بقلم الدكتور سهيل الاحمد الإقبال على العلم والانتفاع والرضا بما تقدمه هو روح الإبداع حرص المرء على بناء الذات، وزيادة ما عند النفس من قدرات، وما لعقله من ملكات، ملزمة له للبذل والاجتهاد، وللتعرف على مختلف جوانب الحياة، باستشعار التواضع الملفت خلقاً وطبعاً، وبخطوات صادقة مستصحبة الحياء المستحب، والمعين صاحبه على تجاوز الكرب. وتتجلى معاني الاجتهاد البيّنْ والتواضع الليّن، بطلب العلم والصبر على الصعب منه والهيّنْ، ولا يشعر المجتهد والعالم والمقبل على الخيريّة والأفضليّة بمتعة المعرفة المرضيَّة، إلا بتحمل ما يلاقيه في سبيل ذلك من مكدرات ومصاعب، ومنكدات ومتاعب، ومعايشة الصبر بنتائجه وتجميل المثبطات وتجاوزها بالاحتواء، والتخفيف من أمرها بازدراء. فإن فعل المرء ذلك رزق لذة لا يبلغها ولا ينالها إلا من تعب في حياته أو تميز في سماته، فظهر له معالم تغييرها، أو مظاهر تطويرها، وتجاوز ما لحقه الطالب لأجل ذلك من مظاهر جوع واقع، أو ضعف في قلة المصادر والمنافع. وعندها سيجد المرء لذة العلم من خلال عدم خضوعه وقبول جوعه، ومن ثم نسيان هذا الجوع أو تناسيه، بمحبة ورضا وشفافية، رغبة في بلوغ المراد وتحقيق الهدف في استقاء العلم، وزيادة في خلقه الطيب من الحُلمْ، حيث لا يجد المرء متعة العلم ولذته حتى يتعب وينسى هذا التعب، وقيل: الجوع يدفع بالرغيف اليابس فعلام أكثر حسرتي ووساوسي أنا إن عشت لست أعدم قوتاً وإذا ما مت لست أعدم قبراً فمن أراد العلم وبلوغ المطلوب وتحقيق المصلحة والانتفاع والمرغوب؛ وكذلك كتابة تاريخه المرجو بقاؤه، أو المستمر ثناؤه؛ فليحرص أن يكتب هذا التاريخ بنفسه، ويعمد أن يحقق مجده القادم والراسخ بحرصه. من خلال خطواته الصادقة وجهوده الظاهرة والمقبولة وفق القدرات غير المنمقة، وبعرق جبين، وسهر وتضحية في كل حين، بلا كلل أو ملل أو انتظار شكر ممن يغبطه أو يحسده ولا يريد له العلو والتمكين، فهذه تصورات ومقابلات من سنن الارتقاء والتأثير لا يقبل إغفالها، أو الاستشكال في فهمهما وإعمالها، إذ المعروف بأن كل امرئ خصيم نفسه فمن أحسن فلها ومن أساء فعليها، وبأن قيمته حسب ما يحسن منها ويطيق. |