|
الاقتصاد البنفسجي الفلسطيني نهضة لموروث الأراضي المقدسة العريق
نشر بتاريخ: 11/06/2021 ( آخر تحديث: 11/06/2021 الساعة: 23:46 )
المهندسة شيرين القواسمه
تعمل المنظمات في فلسطين ( الحكومية وغير الحكومية) بصورة دائمة على تحقيق النجاح، والمحافظة على نجاحها وتميزها وتحقيق أهدافها، وهذا يجعلها تسعى باستمرار إلى تطوير وتحسين وتعديل استراتيجياتها، وتطوير الفكر الإداري لديها والاتجاه نحو الريادة والابتكار واستخدام أدوات ووسائل متجددة تحقق من خلالها ميزة تنافسية عن غيرها من المنظمات وبالتالي فإن البدء باستخدام الإدارة البنفسجية في هذه المنظمات سيؤدي إلى تحقيق ميزة تنافسية ضمن إطار تطبيق إدارة الجودة الشاملة والمسؤولية الاجتماعية وتحقيق فكر تطبيقي جديد يهدف إلى تثمين العائد الثقافي والاستدامة وإدارة الموارد. إن إطلاق أسبوع الاقتصاد الفلسطيني يعتبر بادرة هادفة تسعى إلى تنمية الاقتصاد الفلسطيني بكافة النواحي ، وانطلقت بناءً عليها العديد من الفعاليات التي تم تنظيمها في كافة أنحاء فلسطين، والتي تضامنت من خلالها الجهود والأيادي لتنهض بالمنتجات الفلسطينية والأفكار الريادية والمميزة. في ظل هذا الإطار لا بد لنا من تناول مفهوم جديد في فلسطين والعالم العربي وهو إدارة الأحداث البنفسجية والمنتجات البنفسجية والاقتصاد البنفسجي بشكل عام بكافة ما يحتويه من مفاهيم ، حيث أنه ورغم ارتباط الاقتصاد البنفسجي المباشر بالاقتصاد الأخضر إلا أن الموضوع لم يلاقِ اهتماماً واضحاً في فلسطين والعالم العربي باعتباره من المفاهيم الحديثة التي تم طرحها، ومما لا شك فيه أن ارتباط مفهوم الاقتصاد البنفسجي بالمنتجات هو مفهوم حديث الطرح في مجتمعنا الفلسطيني.
إن مفهوم الاقتصاد البنفسجي أو ما يطلق عليه باللغة الإنجليزية (( Purple\Violet Economy هو أحد الفروع الحديثة لعلم الاقتصاد التي تعنى بإضفاء الطابع الإنساني على العولمة والاقتصاد واستخدام الثقافة كمساعد في ترسيخ أبعاد التنمية المستدامة، أي يرسخ المسؤولية الاجتماعية للشركات التي تستمد جذورها من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 1966. ظهر هذا المصطلح أول مرة في فرنسا عام 2011 في الوثيقة التي تم نشرها في جريدة "لوموند" الفرنسية (Le Monde) من قبل منظمي أول منتدى دولي للاقتصاد البنفسجي، وكان ذلك برعاية كل من منظمة اليونسكو والبرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية. ويتميز الاقتصاد البنفسجي بطبيعته الشمولية التي تتعدى مجرد تثمين السع والخدمات ، وذلك نظراً لأنه مستند على الثقافة النابعة من البعد الإنساني الذي يُبنى بدوره على تعدد الثقافات واختلاف التقاليد المجتمعية والانتماءات الحضارية ، يتطلب هذا التعدد عدم الاقتصار على التعامل مع فئة واحدة من المستهلكين، ,غنما استهداف عدة فئات كل حسب انتمائها الثقافي لا سيما في ظل العولمة والتطور التكنولوجي الذي أدى إلى إذابة الحدود الجغرافية، وانطلاقاً من دعم منتجاتنا الفلسطينية التي تحمل في طياتها الموروث الثقافي لفلسطين كالأزياء الفلسطينية ، وزيت الزيتون، وصناعة الصابون، والجلود، والخزف، والزجاج وغيرها العديد من المشاريع الشبابية التي تنطلق كل يوم بهامات وسواعد فلسطينية لترتقي وتتطور ويكتب عليها صنع في فلسطين، من شباب ريادي بأفكاره وقام بإنشاء فكرته وتطوير مشاريعه الصغيرة والمتناهية الصغر لدعم والتي بدورها تلعب دوراً جديداً مؤثراً على الاقتصاد الفلسطيني، وخصوصاً بعد النقلة النوعية التي أصبحت لدى العديد من الزبائن وتفضيلاتهم للمنتجات الوطنية والطبيعية التي يتم صنعها بسواعد فلسطينية. اليوم في فلسطين يوجد عدد كبير من المشاريع القائمة والتي تحتاج إلى التشجيع والدعم للنهوض بها، هذه المشاريع ضمنت كافة نواحي الحياة وبدأت طريقها براس مال صغير ولكن رأس مالها البشري كبير وطموح، واعتقد أننا أمام نقلة نوعية للاقتصاد الفلسطيني إذا تم تطوير هذه الأفكار ودعم القائمين عليها وتدريبهم وتطويرهم ليصبح الاقتصاد البنفسجي ركيزة جديدة تمثل منتجاتنا الفلسطينية وتفضيلات الزبائن واختياراتهم، ولا بد لكافة الشركات الفلسطينية من دعم المنتجات البنفسجية ضمن مسؤوليتها الاجتماعية والتنموية نحو جيل يسعى لتحقيق الجودة وتنمية المجتمع وايجاد فرص عمل لأنفسهم من سواعدهم وأفكارهم الريادية.
نحو اقتصاد بنفسجي فلسطيني ، لأن فلسطين موروثها العريق يكفي للحديث عن هذه الأرض المقدسة، ليس فقط في كلمات وإنما في منتجات تنافس العالم وتسعى لتحقيق الجودة.
|