|
كيف يمكن تحويل الازمة الى فرصة ؟
نشر بتاريخ: 04/07/2021 ( آخر تحديث: 04/07/2021 الساعة: 11:28 )
في قلب كل حزن هناك فرح يختبئ ، وفي قلب كل صدفة هناك ضرورة لا يستطيع احد تجاهلها . وحتى لا نحصل على نتائج مدمرة نورثها للأجيال من بعدنا . علينا التفكير بشكل ابداعي يضمن النجاح ولا يترك الأمور للصدفة .
الواقع الراهن في فلسطين يثبت حتى الاّن أن كل شيء متروك للصدفة . السلطة تعيش على الصدفة . والمعارضة تعيش على صدفة الصدفة . والعامل والموظف ورب المنزل والنقابات وحتى العاطلين عن العمل يعيشون على الصدفة . والجهة الوحيدة التي تخطط وتنفذ ما خططت له هي إسرائيل !! المفاوضات صارت رهنا بالصدفة ، والعمليات الفدائية تحوّلت من عمل تنظيمي محترف الى عمليات شعبوية ينفذها أطفال ومدنيون بالصدفة . التوظيف بالصدفة ، والانتماء بالصدفة . ولطالما نشاهد معارضين صاروا مع الموالاة . وسلطويون ينضمون للمعارضة . وفاشلون ينجحون ، وناجحون يفشلون .
ويؤكد الإحصاء الفلسطيني ان ( الاقتصاد الفلسطيني يسجل تراجعاً حاداً يصل إلى 12% خلال عام 2020 ، مما أدى لانخفاض ملحوظ في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وتزايد في عدد العاطلين عن العمل لتدخل فئات جديدة إلى دائرة الفقر ) . الانقسام السياسي الدائر له أوجه عدة واهمها الوجه الاقتصادي . وتأثيره على عجلة الاقتصاد نابع من رغبة كل طرف في إفشال الطرف الاّخر ولو كان ذلك عن طريق تدمير مفهوم المصلحة العامة والمصانع والأسواق وأموال الدعم وإدارة المال العام . لا أغمس قلمي في أي صراع داخلي . وهذا قرار لا رجعة عنه لان النتيجة محتومة وهي نتيجة مدمرة وسخيفة . ولكن في علوم السياسة يمكن تحويل الازمات الى فرص . وهذا ممكن ، وهذا ضرورة ملحة ، وهذا يحتاج الى مفكرين وقادة يعرفون كيف يحولون المياه الهادرة التي حشرها السد الى طاقة كهربائية . ويعرفون كيف ينقذون الوطن . ذات يوم قال الشاعر الفلسطيني الأسطورة إبراهيم طوقان :
أْفنَيْتَ يا مسكيُن عُمرك بالتأوه والحزن وقعدتَ مكتوفَ اليديْن تقول حاربني الزمن ما لمْ تقمْ بالعبء أنت فمن يقوم به إذن كم قلتَ أمراض البلاد وانت من أمراضها والشؤم علتها فهل فتشت عن اعراضها يا مَنْ حملْتَ الفأْسَ تهدمها على انقاضها أُقعدْ فما أنتَ الذي يسعى الى انهاضها وطنٌ يُباعُ ويُشترى وتصيح فليحيا الوطن لو كنتَ تبغي خيْرَهُ لبذلت من دمك الثمن ولقمتَ تضْمِدُ جرحهُ لو كنت من اهل الفطن |