|
المحكمة العليا الإسرائيلية تقدم لنا هدية
نشر بتاريخ: 15/07/2021 ( آخر تحديث: 15/07/2021 الساعة: 00:50 )
بقلم: جمال زحالقة قدمت لنا المحكمة العليا الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، هدية ثمينة برفضها إلغاء «قانون القومية» الذي يعتبر أهم القوانين في تاريخ الدولة العبرية وأكثرها عنصرية. رفضت حتى تعديل أي من بنوده، وأحجمت عن القيام بعملية تجميل لوجهه القبيح، وأبقت عليه كما هو. وهكذا حظي قانون القومية بشرعية كاملة من السلطات الثلاث: التشريعية (الكنيست) والتنفيذية (الحكومة) والقضائية (المحكمة العليا) وأصبح قولا وفعلا ورسميا قانون دولة، وليس قانونا يخص اليمين الإسرائيلي، الذي بادر إليه، دون غيره. من فمك أدينك والآن وقد اتخذ القرار، فإن هناك حاجة ملحة لتجديد الحملة ضد هذا القانون، وهي فرصة لا تفوت لفضح النظام العنصري الكولونيالي الإسرائيلي. فهذا القانون هو أكثر قانون عنصري في العالم، بعد زوال نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا. لأول مرة تضع بين أيدينا إسرائيل وثيقة تدينها وتدين نظامها بهذا الشكل المفضوح، وهي تفعل ذلك لأنها تراهن على ازدواجية المعايير في العالم وعلى حالة العرب الخائبة، وعلى «قلة الحيلة» الفلسطينية. ومع ذلك بيدنا وثيقة اعتقد أن طرحها بالشكل الصحيح أمام العالم، كفيل بتلطيخ سمعة إسرائيل كما تستحق، ويساهم في تصنيفها في خانة أنظمة الأبرتهايد، فهي وإن لم تكن نسخة طبق الأصل عن أبرتهايد جنوب افريقيا، فهي بالتأكيد من العائلة نفسها. ما هو قانون القومية اليهودية؟ أقر الكنيست الإسرائيلي قانون «إسرائيل: الدولة القومية للشعب اليهودي» بأغلبية 62 مقابل 55 عضو كنيست. وهو ينص في بنوده الأولى على المبادئ المؤسسة للكيان السياسي الإسرائيلي، وينطلق من مقولة «أرض إسرائيل (فلسطين التاريخية) هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي» ومن أن «دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يجسد حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي في تقرير المصير». وبعد ذلك يأتي التشديد على أن «ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي». ينسف هذا النص القصير حقوق وحتى وجود الشعب الفلسطيني. أل التعريف في كلمة «الوطن» لا تترك مجالا للشك في أن المشرع الإسرائيلي يرى في كل فلسطين التاريخية ملكا للشعب اليهودي، في أرجاء العالم كافة، إضافة إلى ابتداع حق «طبيعي وتاريخي وثقافي وديني» لا علاقة بحق تقرير المصير مع تجاهل مقصود لكلمتي «قانوني وسياسي». كما ينص القانون على أن «القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل». وعلى أن «الاستيطان اليهودي هو قيمة قومية» والدولة ملزمة بدعمه وتطويره، إضافة لذلك يحدد القانون الأسس الصهيونية للدولة والمجتمع فالعبرية هي اللغة الرسمية، وكذلك الشعار والعلم والنشيد القومي والعلاقة مع يهود العالم والأعياد وأيام العطلة، تستند إلى نظام الدولة اليهودية. قانون فوق كل القوانين قوانين الأساس في إسرائيل لها مكانة دستورية، أي أنها مرجعية كل القوانين، ويحق للمحكمة العليا الإسرائيلية إلغاء أي قانون تراه مناقضا لقانون أساس. وتعود هذه القوانين إلى الخمسينيات، بعد فشل الكنيست في الاتفاق على دستور، وكان المخرج سن سلسلة من قوانين أساس تكون لاحقا جزءاً من الدستور الإسرائيلي. إسرائيل هي دولة بلا دستور. وإذ تحل قوانين الأساس مكانه، فإن قانون القومية هو أهم هذه القوانين، وله مكانة فوق كل القوانين الإسرائيلية، أساسا أو غير أساس، لأنه يعبرن لغة ومضمونا، عن جوهر الدولة وعن نواة عقيدتها ومبدئها الناظم. قانون القومية ليس تصويرا للوضع القائم فحسب، بل يمنح ما هو قائم أساسا قانونيا ويفتح الباب واسعا لمرحلة أكثر عنصرية، تكون فيها إسرائيل يهودية أكثر وديمقراطية أقل، في المظهر وفي الجوهر. الالتماس ورفض الالتماس قدم الالتماس لإلغاء قانون القومية من قبل القائمة المشتركة، ولجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، بواسطة «عدالة» – المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في إسرائيل. وجاء في الالتماس أن «قانون القومية هو قانون عنصري كولونيالي له خصائص أبرتهايد واضحة.» ويتناقض والمبادئ الديمقراطية الأساسية، ويخرق بشكل خطير «نواة حقوق الإنسان» التي لها مكانة فوق دستورية. رئيس الحزب الوطني في أراضي 48 |