|
وقال لي صديق ....
نشر بتاريخ: 27/07/2021 ( آخر تحديث: 27/07/2021 الساعة: 13:29 )
وقال لي صديق: أيها المشاكس.. أكتبت وصيتك ...؟؟ وانت المشاغب في هذا الزمن، ولا مكان وجوديا لمن يحاول المشاغبة.. وأردف اخر بالقول: لابد من ان تهدأ ولو قليلا حيث ان الجمل الصارخة والكتابات الممهورة بتوقيعك أضحت مزعجة لأولى الأمر فيهم.. وهنا وجدتني مقهورا متفكرا ولابد من البوح والقول، وللقهر انواع ولعل أسوأ أنواع القهر هو أن نرحل قبل أن نرى القتلة وزبانية القتل والظلام، وارباب الأجندات المتآمرين على الحلم والمفرطين والذين اضاعوا الحلم وقبلوا بأنصاف الحلول والمساومة على الحق والحقوق، وهم يقفون أمام عدالة جماهير الغضب. وكان القرار بنقش الحروف والكلمات والتعبير عن مكنونات الذات وسط هذا التيه والتوهان ... يا صديقي تعال لنبحر بعوالم القهر والمعنى للكلام ، ولنكشف اللثام عن وصايانا ، وتراتيل صلواتنا ... فيا أيها الليل القادم وبالسواد مكللا انتظر قليلا لعلنا نحزم امتعتنا، ونلملم بقايا ذكريات المدائن لنستعد لرحلة الرحيل نحو الغرب او الجنوب لا فرق، فاللجوء صار هدفا من اهداف من يركب البحر هربا من وقائع الواقع الراهن، وتظل روما هي القبلة الجديدة ، وقد تكون غرناطة البهية الناطقة بغير العربية واحدة من مدن قد تستقبل العرب العاربة المستعربة المنكرين المستنكرين لذاوتهم الأن ... ايها الليل، يابوس قد اضحت بالعبرية ناطقة ، والصفقة بأزقتها يتم إبرامها ، بعد ان خانتها ابجديات العربية ، مثل غرناطة التي اضحت بغير الضاد متحدثة ... وللرحمة باب يرحم من يعبره فاتحا مهللا مكبرا بالعربية ناطقا وبالفتح للمضامين شاهرا ومعبرا عن ذوات الايمان بحتمية الانتصار، وللإعلان معلنا عن اعادة النطق ، والناطق يجوب الحواري والازقة في ظل استغاثة الحجر قبل البشر. ايها الليل الحالك السواد انقشع ولو للحظة، وخلي بينهم مسافة ومساحة ... وكانت ان سقطت مدائن الفتح الأولى ، وايلياء ما زالت صامدة مقاومة بالقليل من زيت القناديل ، ورجالها مطاردون مطرودون وممنوع عليهم الاقتراب من بيت الرب ... يا صديقي الجميل تعال لنستذكر حكاية السقوط والسكون والسكوت والصمت المريب ، تعالي أيها الصديق لنروي حكاية السقوط والدمع والخنوع ، وكانت ان سقطت ايضا غرناطة، وغادر العرب والعجم ومن أمن بالعربي الأمين رسولا ونبيا، ومن يوحد بذكر الله بتلك الروابي، وكان للإستسلام معنى اخر، ووجه مختلفا في مفاصل التاريخ، ونصبت اعواد المشانق في ميادين المدينة الاجمل، وامتطى امير الانهزام صهوة جواده موليا الأدبار، باكيا شاكيا ضياع الملك والفردوس المفقود ، وقف هناك على تلةٍ غير بعيدة تطل على درة العالم و حاضرة الحضارة بذاك الزمن الجميل ، وقفَ أبو عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة و الدموع تجري من عينيه يبكي ملكه الذي أضاعه بيديه ، بعد أن أبرم المعاهدة تلو المعاهدة ليحافظ على عرشه متكأ، حتى اضطرته معاهداته إلى تسليم مفاتيح المدينة إلى حلفائه الذين كان من المفترض انهم بحلف استراتيجي معه، وحيث ان الانهيار لا قاع له ، فكان الانهيار مدويا ، وسقطت غرناطة ، وخرج ملك ملوك الصغار ذليلا وصرخت بوجهه العجوز قائلة (ابكِ مثلَ النساءِ ملكاَ مضاعاً لم تحافظ عليهِ مثلَ الرجالِ ) ... أيها الصديق ... هل من الممكن ان نبكي واقعنا الراهن بلحظة اكتشاف الحقيقة حينما نغادر منصات قولنا وفعلنا وحينما نكتشف انهيارنا باللحظة الفارقة ما بين الحقيقة والسراب ، فأن تكون رام الله اولا، فذاك الأمر الجديد في مسار اثبات حسن السيرة والسلوك ... وقد يكون للوثيقة ان تضم باقي مدائن الارض السمراء حينها ... والاوئل برسم مسارات الواقع الجديد بمنظومة القوانين الفارضة لذاتها جراء منطلق القوة، والاولوية هنا للمدائن الأكثر هدوء والأكثر التزاما بالمواثيق والعهود المبرمة مع التنين، وعلى الضفاف الأخرى من هذا الوطن الكبير الناطق بلغة الضاد تُستباح المدائن وتُسلم مفاتيحها لغير اهلها ويعبر طرقاتها كل اشكال العسكر الأجنبي، حضرموت استصرخت النصرة فكان السكون والسكوت وابرام وثيقة تسليم اليمن لغير اهلها جزء من معادلة رسم الخارطة الوجودية للمنطقة، ودمشق واللاذقيه وطرطوس أسلمت وأستسلمت لجنود سيبيريا القادمين الى شواطىء المتوسط ليكون الدفء جزء من استباحة التاريخ والحاضر انما يؤسس لمعادلة المستقبل القريب ...ولابد من ان يظل الزعيم خطا احمر باقيا متكأ على أريكة الحكم واصدار الأمر والأوامر .. بصرف النظر عن الذبح من الوريد للوريد لفقراء الحواري ولمن ينشدون الحرية والعدالة الاجتماعية ... وبيت الله قد صار محرما على الموحدين بترتيل فاتحة الكتاب المقدس وبيروت الواقفة عند حقيقتها الراهنة بالانكسار تحاول العيش ان استاطعت الى ذلك سبيلا ... هل هي لحظة وقفة ابو عبد الله الصغير باكيا شاكيا على تلة قريبة من القصر مودعا له بنظرته الأخيرة ..؟؟ ام انها لحظة ما قبل الانهيار الكبير .. وصناعة التفكيك واعادة التركيب مرة اخرى ..؟؟ ام هو واقع طرح الأسئلة الصعبة وقد تكون المستحيل الاجابة عليها ...؟؟؟ نعم أيها الصديق كتبت وصاياي .. وهذا النص هو من نصوص وصاياي ... |