وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الزهار وسياسة التكفير والتخوين

نشر بتاريخ: 11/08/2021 ( آخر تحديث: 11/08/2021 الساعة: 20:54 )
الزهار وسياسة التكفير والتخوين


منذ الظهور الاول لحركة حماس في فلسطين إبان الانتفاضة الاولى - انتفاضة الحجارة- كامتداد طبيعي لحركة الاخوان المسلمين العالمية وهي تعمل خارج اطار الوحدة وتعتبر نفسها تنظيم مستقل تعمل ضمن أجندة خاصة وان تنخرط في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة التي كانت تمثل كل فصائل منظمة التحرير، وعلى الرغم من وجود برنامج نضالي شامل ينظم فعاليات العمل اليومي للمنتفضين ، الا أن حماس خرجت عن هذا البرنامج ووضعت برنامجا خاصا بها على الرغم انه في حالة المواجهة الوحدة مطلوبة اولا : لتعزيز الجبهة الداخلية وتحصينها وتقوية العمل والظهور أمام المحتل اننا كشعب فلسطيني واحد في مواجهته على الرغم من الاختلاف الفكري، لأن مواجهة المحتل بهدف تحرير فلسطين هو الهدف المشترك للكل الفلسطيني. بقي الحال على ما هو عليه حتى تم تأسيس السلطة الوطنية كثمرة من ثمار مشوار النضال الطويل وخاصة المواجهة الشعبية الكبرى فكان لحماس التي اتخذت من المدن الفلسطينية المحررة قواعد إعداد وتجهيز لعمليات موجهة؛ صحيح انها كانت تستهدف الاحتلال وجنوده ومستوطنيه، الا ان هذه العمليات وخاصة التوقيت التي كانت حماس توقته تزامنا مع استحقاقات سياسية أعطت المحتل الذي دائما ما كان يبحث عن طريق الهروب من استحقاقاته ذريعة لكي يتنصل من تعهداته والتزاماته، حيث كانت حركة حماس تعتبر المشروع السياسي الفلسطيني ومعاهدات السلام مع دولة الاحتلال هي مشاريع خيانة وتصفية للقضية على الرغم من استغلال حماس لهذه المعاهدات في بناء هيكلها العسكري في المدن المحررة وتتخذ منها نقطة انطلاق لتنفيذ هجماتها في الداخل المحتل واضعين قيادة السلطة في موقف محرج امام التزاماتها الامنية المطلوبة بمنع اي هجوم على مواقع الاحتلال من داخل اراضي السلطة، وبقيت العلاقة مشحونة ما بين حماس والسلطة خاصة ان السلطة الوطنية حديثة النشأة تحتاج الى الوقت والعمل بهدوء ضمن حالة استقرار لتمكينها من بناء مؤسسات الدولة المنتظرة والتي كانت حسب ما اتفق عليه ما بين منظمة التحرير ودولة الكيان برعاية امريكية ودولية لكن كل هذه الممارسات التي كانت تقوم بها حماس هي لتقويض جهود التسوية والتي من وجهة نظر قيادة حماس العقائدية انها حرام شرعا وبالتالي يجب تخريبها .
تنصلت دولة الاحتلال من العديد من التزاماتها إن لم يكن معظمها تحت ذريعة هذه الأعمال العسكرية والعمليات التفجيرية التي قامت بها حماس وهذا لا يعني أن الاحتلال كان في طريقه للالتزام بما هو مطلوب منه ، حيث أن دولة الكيان لا تريد إعطاء الحق وتبحث عن مبرر لها لكي تتنصل من التزاماتها وهذا ماحصل .
ان ما حصل من حالة انقسام بين شقي الوطن بسبب ما قامت به حماس من السيطرة على قطاع غزة بقوة السلاح زاد من حالة الضعف الذي نعاني منه وزاد من إضعاف الموقف الفلسطيني أمام العالم وأصبحت دولة الاحتلال تتحدث عن عدم وجود طرف فلسطيني للجلوس معه حول الاستحقاقات السياسية الواجب تطبيقها .
منذ تلك اللحظة والجميع ينادي بالوحدة ووجوب إنهاء ملف الانقسام، وبعد أن نرى تقدما كبيرا وتوقيع وثائق لانهاء هذا الانقسام البغيض، الا ان بعض متنفذي حماس لا يروق لهم ذلك ويبدأوا باطلاق التصريحات التي من شأنها تعقيد الموقف، حيث ان تصريح الزهار الاخير والذي يتوعد فيه بتطهير الضفة من حكم الكفار والخون لأكبر دليل على مدى الحقد والاجرام الذي يعتري صدر هذا الحاقد ومن لف لفيفه ونسي هذا المأزوم بتصريحاته بأن فلسطين كل فلسطين لا تساوي قشة أمام مشروعهم الاخواني العالمي. هذه التصريحات التي تؤكد أن مشروع هذه الزمرة هو ليس فلسطيني وانما مشروع توسعي عالمي هدفه إقصاء كل من ليس على شاكلتهم .
آن الاوان لوضع حد لكل أبواق الفتنة التي تعيث في الأرض فسادا وهدفها الخراب والدمار؛ ولنبحث عن العقلاء الذين يؤمنون بالشراكة والوحدة كطريق وحيد نحو النصر والتحرير.

٠ كاتب وسياسي