|
أطروحة ماجستير لـ "نداء يونس" دراسة جامعية عن صورة المرأة الفلسطينية في الصحافة "الإسرائيلية"
نشر بتاريخ: 12/08/2021 ( آخر تحديث: 15/08/2021 الساعة: 16:26 )
رام الله- معا- سعت أطروحة الماجستير التأطير والانكار: التظهير البصري للفلسطينيات في الصحافة الإسرائيلية الإلكترونية الناطقة بالإنجليزية والتي اجازتها لجنة المناقشة في جامعة القدس والمكونة من د. وليد الشرفا، رئيسا ومشرفا ود. نادر صالحة مدير البرنامج والممتحن الداخلي، ود. رنا بركات الاستاذة المساعدة في قسم التاريخ والدراسات العربية المعاصرة في جامعة بيرزيت ممتحنا خارجياً إلى فهم كيفية عمل علاقات القوة والمعرفة في تظهير وتأطير صورة المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي، وفيما عمدت الدراسات السابقة الى دراسة التأطير كتمظهر خارجي من خلال تحليل المحتوى والمضمون، ذهبت هذه الدراسة الى تفكيك البنى والتشكيلات الخطابية الداخلية التي تنظم الفضاء البصري والرمزي للمرأة الفلسطينية في السياق الكولونيالي الإسرائيلي المسكوت عنه من هذه الزاوية الفريدة،. واتبعت لذلك منهجا غير تقليدي لدراسة التأطير وهي تجريدات القوة والمعرفة الفوكوية، الحجاج. والدراما. حولت الدراسة نظرية ادوارد سعيد في الاستشراق الى بعد اجرائي لتحليل تجريدات فوكو حول الصور السلبية والتسميات والتعميمات الخ، والتي تشكل تمثلات استعمارية تستند الى مواضعة أيديولوجية مرآوية لسلطة الخطاب الكولونيالي الإسرائيلي التي يعاد انتاجها ضمن حدود وقيود خطابية محددة، ونظرية الأدرمة أو الدراما لترجمة تجريداته لتحديد مجال الأشياء.، فيما شكلت نظرية الحجاج أرضية لفهم كيفية تحول المعرفة المنتجة في الاطار الاستعماري الإسرائيلي الى ارضية جديدة للتفاوض على الواقع. قدم تحليل الأبنية والحدود الخطابية للفلسطينيات في صحف العينة تحليلا للأرضية الحجاجية التي توظفها الممارسات الاستعمارية القائمة على علاقات القوة والمعرفة لمعالجة الجوانب الأعمق للصراع الإسرائيلي، وعلى الرغم من "الاختلاف الايديولوجي الظاهر" بين الصحيفتين، الا ان خطابهما تجاه الاخر مبني ومهيمن ومتأصل لإقصاء الاخر الفلسطيني وانكاره. كما حللت الدراسة اشتغال المستعمر من خلال ارادة الحقيقة، والتحكم في الدخول الى الخطاب والذي يحدد مسار الفاعلين وآليات الاستبعاد واستخدام اسبقية المعرفة والتناص وأدوات الضبط والتأديب والإصلاح (تمفصل مزدوج) مثل خطاب الاعتراف والمحاكاة والازدواجية، والتناقض، والتحولات الدلالية والسياقية. وحللت الابعاد الإجرائية التي تبنتها الدراسة من خلال نظرية الدراما لتحديد الآخر بالمفهوم الفوكوي والتي تشمل التضخيم والتضخيم الانفعالي، والاختزال والتبسيط وتغيير الشكل، وتناولت تحليلا لاليات تداول الخطاب واهمها التحكم بالدخول للخطاب والتي تؤدي الى تغيير الأطر واستبدال الخلفيات الخطابية التي يتم استدعاؤها من قبل المتلقي لخلق انساق خطابية يتم بموجبها ترسيم الاخر المستعمَر وطرق تداوله في اطار سياقات كولونيالية ضاغطة أي بموجب علاقات القوة والسيطرة التي تفرضها علاقة التبعية الخارجية للاستعمار بين نموذجين: متقدم ومتخلف ونحن وهم وفي اطار هيمنة ايدلوجية وثقافية لا يفرضها مبدأ اختلاف القوى فقط كما في سياق الاستعمارات الأخرى في الهند وغيرها والتي بموجبها تم حصر دراسات التابع في حدود الاختلافات الثقافية: الطبقة والجندر بمفهوم ماركسي وفي اطار القهر المزدوج المتعلق بالظلم المجتمعي والاستعماري للنساء واختزال علاقات القوة والسيطرة الفوكوية في اطار عمليات التحكم في الدخول الى الخطاب والاستبعاد، بل في سياق محو والغاء واستبدال - يوظف الاختلافات الثقافية للآخر من خلال تعدينه ثقافيا لقتله او ضبطه وتأديبه خطابيا وانشاء صورة بديله عنه. وجدت الدراسة ان الابنية الخطابية لـ"هآرتس" و"يديعوت احرونوت" مبنية ومهيمنة ومتجذرة في ممارسات الإقصاء، اذ تستخدم كلتا الصحيفتان نفس ادوات الهيمنة والسيطرة الخطابية لتشكيل ابنية خطابية تساهم في تشكيل واختلاق الاخر سواء بالمفهوم الكلاسيكي او الجديد. تتمحور الاختلافات حول التفضيلات المرتبطة بالمعطى الايديولوجي الذي تتبناه كل صحيفة وحيث تشتغل الأيديولوجية كشكل مرآوي لسلطات الخطاب وتستلزم بذلك جملة من القيود الخطابية المؤسسية. يُحدث اختلاف توزيع الثقل الأدواتي الفرق بين الصحيفتين الفرق . وبكلمات أخرى، لا تختلف أي من الأجهزة الأيديولوجية الاعلامية لدولة الاحتلال الاسرائيلي ( هنا الصحف الإسرائيلية موضوع العينة) في نوعية الأدوات الخطابية المهيمنة المستخدمة ولا في آليات استمرار تداولها بل في نوعية الانساق الخطابية والأطر frames التي يتم من خلالها تقعيد سلاسل القيم الدلالية للمستعمر وفقا لمدى المساحة الايدلوجية المسموح بها والتي تخلق التمايز بين توجهات تلك الصحف الظاهرية من يمينية راديكالية الى ليبرالية يسارية، ما يؤدي الى الاعتقاد بوجود اختلاف بين الصحف في تمثيل وإعادة تمثيل الاخر واللتان تذهبان بالمحصلة الى إعادة تمثيل الاخر ما بين تشكيلين: الانكار والتذويب وهما شكلان من اشكال مصادرة الاخر، وتحويره وإعادة انتاجه من خلال نفيه ونفي هويته وتعملان على إعادة انتاج المعرفة عن المستعمَر، وهو موضوع هيمنة خطابية مشتركة بين التمثلات الاستعمارية عبر التاريخ والتي عملت على نسف العلاقة بين دال ومدلول سابق وإنتاج علاقة جديدة لنفس الدال مع مدلول جديد ضمن اكراهات السلطة والمعرفة التي يتم انتاجها عن المستعمَر والتي تعمل من خلال موضعة مزدوجة على استخدام وإنتاج اطر تدعم عملية التقعيد المعرفي للقيم الدلالية الجديدة وبالتالي انتاج المعرفة او الحقل الادراكي الذي يقود الى الفهم والتجريد وتربط بين الترسيمات الثقافية او طريقة تصوير الاخر وموضوع الادراك او الذات SUBJECT ما يحولها الى موضوع للمعرفة OBJECT، فكل إعادة انتاج للدلالة تمنح الشيء موقعا مجردا داخل الذاكرة، أي انها تؤسس وتتلاعب بجشتالت الشيء المدرك (المقدمة والخلفية) او الحقل الادراكي عن موضوع المعرفة بل وتقوم ببنائه كنموذج او كخطاطة توفرها هذه المعرفة المنتجة من خلال علاقات القوة والسيطرة ويتم استدعاؤها كتجريدات لفهم السياقات اللاحقة ورؤية الاخر من خلال التجريد أي التظهير او التأطير البصري الذي يصبح فعلا رمزيا يحضر/ يتم استدعاؤه من قبل المتلقي لتحديد الاشكال المختلفة للإدراك وتشكيل الأبنية المعرفية اللاحقة حول ذات الموضوع لتفسير وفهم العالم المستعمَر. وبناءً عليه، فإن التحولات السياقية، وتدمير السياقات، والممارسات التأديبية مثل خطاب الاعتراف واسكات الاخر والعنف الخطابي ستؤدي إلى خلق ارضيات جديدة للتفاوض على الواقع، وستعمل على خلق انقطاعات معرفية مع النموذج الأصلاني الفلسطيني وإعادة تعيين ثنائية المركز والهامش بحيث تتم إزاحة الجوهر ومركزة الحقيقي وتشكيل هويات جديدة. |