|
التغيير للأفضل في العادات والسلوك
نشر بتاريخ: 17/08/2021 ( آخر تحديث: 17/08/2021 الساعة: 10:44 )
الدكتور سهيل الاحمد
تغيير السلوك وأي عادة من العادات السلبية سواء أكانت نفسية وشعورية أم عقلية وفكرية أو أنها من قبيل اللفظية والقولية وما يترتب على ذلك أو يتعلق به من تصرفات وسلوكيات إلى عادات إيجابية وخيرية؛ يستلزم كثيرًا من العزم والتصميم على هذا الأمر، ومن ثم التمعن والتفكر في الآثار المترتبة والمصير، وكذلك الفهم لحقيقة الخطوات المتخذة في الطريق المسلوك وطبيعة المتبع في المسير، حيث يتطلب التغيير للأفضل رغبة صادقة واستعداداً للتضحية وفق صبر جميل عند القيام بذلك والإحساس به مع التحلي برقي وسمو حاصل وظاهر واسع الأفق متعدد الصور والمرامي، وبقناعة مؤيدة بالدليل والقدرة على العمل والتطوير. حيث يحتاج هذا التغيير إضافة لذلك إلى المخالفة والمجادلة بالتي هي أحسن، ومن ثم الخروج عن المألوف المستقر والمريح المعتاد عليه لكل من المخاطب والمخالطين وطالب التغير والقائمين عليه، مع المعالجة المبنية على قاعدة: ألا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم، التي تؤثر كذلك في مقاومة ضغوطات العرف والعادة والتعود، والفلسفة المعروفة بقانون العيب الذي يسطر على الثقافات والتصرفات دون مراعاة فيه لمرجعيات الدليل أو العقل القويم والفكر السليم. ولا يقبل في التغيير أن يبنى على الفعل ورد الفعل أو الاستجابة الآلية والسريعة غير المدروسة أو المعللة لما يجول في خاطر الناس أو أفعالهم وأقوالهم اللحظية التي في غالبها ينتهي تأثيرها بانتهاء الفزعة أو إرضاء النزعة أو اتباع حظ النفس والهوى. ويتطلب التغيير في الفكر والسلوك وسلبيات العادات أن يكون طالب التغيير والقائم فيه على قدر واسع ومهم من الفهم الصحيح والوعي والإدراك لما يتبنى أو يقوم به من فعل وقول مع العزم والتصميم الذي يضمن الاستمرار في التطوير والتغيير الذي يمكّنه من القدرة على اكتساب السلوك الإيجابي الجديد والمراد الوصول إليه أو الحصول عليه، ومن ثم مواجهة كل الصعوبات والمعيقات الواقعة أو المتوقعة من النفس أو البيئة والمجتمع، وذلك بثبات وفهم وضبط ومنهجية صحيحة واتزان وإتقان، بحيث يصبح هذا التغيير والتطوير في القول أو الفعل قاعدة تتبع ومنهجًا يعتمد في دعم الأفكار الإيجابية وتعزيزها وتقويتها وبالتالي ضبط السلوك وإحداث التغيير المراد والمطلوب. |