وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأسير سالم الزيدات.. نموذج انتصار جديد

نشر بتاريخ: 24/08/2021 ( آخر تحديث: 24/08/2021 الساعة: 18:33 )
الأسير سالم الزيدات.. نموذج انتصار جديد


م. هاشم البدارين
عندما يتسلح الرجال بالعزائم، تأتيهم الانتصارات راغمة طائعة... هؤلاء الذين يتزين المجد بهم .. يجسدون اساطير الصبر والثبات التي شحّت في زماننا..
سالم.. وما أن طوى ثلاثة واربعين يوما من خواء الامعاء وامتلاء الكرامة .. حتى أيقن المحتل بأن عزائم الرجال لن تنكسر... و أن سقف الحرية لن يهبط لما دون ذلك و لن يساوم حتى بالبقاء قيد الحياة.
ثلاثة واربعون يوما في إعلاء الروح برغم آلام الجسد كانت كفيلة بكسر شوكة السجان.
بدأ البطل سالم معركته الجسدية سالما... قاوم رغبته بحياة القهر نحو فضاء الحرية.. و عاد منتصرا سالما غانما.
ان الدرس الكبير الذي وجب استنباطه من نضالات سالم رفاقه الذين معه ومن سبقوهم تؤكد مجددا أن الحقوق لا تستجدى من احتلال غاشم كما في حالتنا الفلسطينية، وانما بالاصرار والمثابرة والعزيمة والايمان بالنصر. ببرنامج نضالي وحدوي واضح المعالم والأهداف، بعيدا عن حسابات ضيقة وامتيازات وهمية تحكم سقفها حراب الاحتلال وآلات بطشه التي طالت البشر والحجر والشجر في ظل ردة عربية مقيته و تزاحم عروش بائدة على التذلل للمحتل عبر صفقات التطبيع والخيانة. وفي ظل مجتمع أممي راعٍ للاحتلال ومصالحه و ضمان أمنه.
أن شعبنا العظيم الذي يواجه بطش الاحتلال منفردا ليستحق حياة كريمة تليق بتضحياته الجسام، حياة تخلو من الفساد والافساد و قمع الحريات حتى يستعيد ثقته بإمكانية المواجهة و بحتمية الانتصار.
لقد بات من الضروري والملح أن تعيد قيادة السلطة حساباتها وتلتقط الفرصة التي ربما تكون الأخيرة لاستعادة بناء الشراكة الوطنية الحقيقية مع قوى شعبنا الحية على أسس نضالية ترتكز إلى برنامج مواجهة مع الاحتلال امتثالا لقرارات الإجماع الوطني الصادرة عن دورات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي قرر فيها إعادة النظر في العلاقة مع الكيان الإسرائيلي باعتباره قوة احتلال وجب مقاومته و مقاطعته وصولا للإنفكاك الكلي عنه وعن الاتفاقيات المذلة معه وفضح ممارساته أمام العالم أجمع و في كل المحافل الدولية، وضرورة مغادرة حالة الانتظار اللاهف وراء الوعود الأمريكية المنحازة على الدوام لظلم الاحتلال عبر سياسات متعاقبة للادارات الأمريكية التي تجمع على التنكر لحقوقنا الوطنية والإذعان للمطامع الإسرائيلية.
إن حالة الإرباك التي تعيشها الأوساط القيادية للسلطة عبر الحديث المتكرر عن تعديلات حكومية سوف تعمق الفجوة في الشارع الفلسطيني الذي يتطلع إلى تعديل وتصويب النهج السياسي لقيادة السلطة برمته باتجاه برنامج نضالي كفاحي وحدوي عنوانه المواجهة مع الاحتلال و الاستيطان و تهويد القدس و حصار غزة وغيرها من القضايا الوطنية التي يتنكر لها الاحتلال. وبموازاة ذلك برنامجا يضع في أولوياته استعادة الوحدة الوطنية والعودة إلى الخيار الشعبي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لكافة مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير كما كان مقرا في السابق.
إن لحظات الانتصار التي يسجلها اسيراتنا واسرانا يوميا عبر صمودهم وثباتهم و اجسادهم تستوجب من الكل الفلسطيني دعما يوميا و التفافا جادا حول كافة الفعاليات المساندة لمطالبهم بالحرية والكرامة.
لك يا سالم الزيدات ولكل رفاقك الأسرى كل صنوف العز والفخار .. ومن نصر الى نصر حتى تشرق شمسكم جميعا فوق ربى فلسطين التي احبتكم فعشقتم حتى زنازينها التي هي جزء من وطنكم كما الهمكم معلمكم الاول الشهيد عمر القاسم "مانديلا فلسطين" وتاج اسراها..
هنيئا لك يا سالم و لذويك ومحبيك ولرفاقك في الجبهة الديمقراطية ولكل أبناء شعبك هذا الانتصار.