بين النفق والنفق.. انتصار جنرالات الأسر نقطة تحول نحو الوحدة
نشر بتاريخ: 11/09/2021 ( آخر تحديث: 11/09/2021 الساعة: 18:18 )
في العام 1997 هب شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ثائراً وغاضباً ومُنتصراً للأقصى بعد أنباء عن قيام دولة الاحتلال بحفر نفق تحت المسجد الأقصى، المبررُ هو بحثهم عن هيكلهم المزعوم والهدف الأبعد من ذلك هو هدم المسجد المكان الشامخ والشاهد على حقنا الأزلي في القدس والمقدسات.
إن دولة الاحتلال ومُنذ قيامها الباطل على أرضنا وهي تبحث عن تزوير الحقائق والتاريخ كي تُثبتُ أنها صاحبة حق في الوجود على أرضنا ولا يخفى على أحد المحاولات الكثيرة التي تقوم بها الجمعيات الصهيونية الممولة للاحتلال والطامعة بأرضنا الفلسطينية بإدعاء أنهم أصحاب هذه الأرض وأن لا حق لنا كفلسطينيين.
تاريخهم الحديث الذي كتب بالزيف وحبر كاذب يحاول تغيير تاريخ هذا الشعب الصامد الذي كتب بالدم وخطته أيادي ثائرة لا تعرف إلا الحق .
إن مسيرة التحرير طويلة وطريقها مليئة بالأشواك والتحديات، لكن إرادة هذا الشعب العظيم هي وقود لكل الأجيال كي تعبر الطريق وتزيل كل العقبات والأشواك وتنتصر على المحتل وعلى كل التحديات .
إن هذه المسيرة كلفت أبناء شعبنا الغالي والنفيس، حيث قدم الآف الشهداء والجرحى ومئات الالاف من المعتقلين الذين لم يتوقف نضالهم عند لحظة اعتقالهم بل على العكس زادت حدة المواجهة وأصبحت من نقطة الصفر مع السجان وجميعنا سمعنا وعشنا عشرات المعارك التي خاضها أبناؤنا داخل سجون الاحتلال والتي يخسر فيها الاسرى اي منها، ومنها من حقق تغيير كل الظروف الاعتقالية ومنها من حقق الحرية كالمعركة التي خاضها الغضنفر ابو عطوان الذي انتصر على السجان وقهره بعد معركة استمرت اثنان وستون يوماً خرج فيها مُنتصراً رافعاً الرأس رغم ضعف جسده، إلا أن قوة عزيمته واصراره انتزعت له الحرية.
المعركة الأخيرة التي خاضها جنرالات الأسر الستة الذين استطاعوا أن يُروضوا جدران السجن ومخططاته وخرجوا من داخل النفق المُظلم الى حيث شمس الحرية هذه المعركة التي هزت كيان المحتل وشكل أهم كابوساً لهم أحد أبطال المعركة القائد زكريا زبيدي بحيث أصبحوا ينادوا عليه ويتوسلوا له من أجل العودة خوفاً مما قد يفعلوه.
هؤلاء الأبطال والذين أكاد أجزم بأن أحداً منهم لن يعود للسجن فمن قام بهذه المواجهة يُدرك تماماً الثمن إما الاستمرار بالنصر والعيش بحرية وكرامة وإما الشهادة.
لقد شكل هذا الانتصار نقطة تحول في الشارع الذي فرح بهذا الانتصار وبدأت بوادر وحدة الصف تظهر مُنذرةً بمواجهة قريبة مع الاحتلال حتى استكمال مسيرة النصر والتحرير وصولاً لقدسنا العاصمة الأبدية .
هذا يتطلب جُهداً مُضاعفاً لتحقيق الوحدة الوطنية في ظل القيادة الشرعية لشعبنا الفلسطيني أينما كان ويجب البدء فوراً بانهاء حالة الانقسام البغيض التي أضعفت موقفنا وقضيتنا والعمل تحت راية الوطن الواحد بقيادة واحدة تضم الجميع لتقودنا نحو الانتصار الأعظم .. الانتصار الذي دفعنا ثمنه الغالي والنفيس قدمنا خيرة أبناؤنا شهداء وجرحى وأسرى لنعيش بحرية وكرامة في ظل دولتنا المستقله وعاصمتها القدس لشريف.
• كاتب وسياسي