|
" لِأقمارِنا الستّة الذين أضاؤوا سماءَ الظلمِ نوراً للحرية "
نشر بتاريخ: 28/09/2021 ( آخر تحديث: 28/09/2021 الساعة: 12:55 )
هنا تُكتَب صفحة في مجلد تاريخنا، هنا تنحني الهامات، هنا ترفع القبعات لأسرانا الستة القابضين على الجمر صبرا وصمودا في غياهب السجون وعتمه الزنازين، كما باقي رِفاقِهم. هاماتُكم لأحلامنا المُجهضَة قهراً استَنْهَضَتْ، عنفواناً وسؤدُدا فينا انتفضت، هديراً بالكرامةِ تضحياتكم دوَّتْ، لِعباب الهوان واليأس فعلاً مزلزلاً شَقّتْ. يا مَنْ سطّرتُم للتاريخ عظيم ما يُروى، للبطولةِ والفداء غدوتم القدوة، لكل حُرٍّ وعاشقٍ لتراب الوطن مفترشا. كوجه الصبح على العرين تُطلُّ جباهكُم، وبعبقِ الياسمين على العالم تفوحُ. أيُعقل أن يتفوه الكَلِمُ، مهما صَخبتْ نبرته، وبلغتْ حروفه، ومَتنّ نصه، علّهُ يقارِب الفعل الملحمة، أو المعجزة ! وإن كنا سنلفظ كل التعاريف بحثاً عن أخرى جديدة وأوصافٍ لم تُهدَر، فماذا بمقدور حناجرنا عن هؤلاء الأقمار الفلسطينية " محمد ومحمود عارضة، وزكريا الزبيدي وايهم كممجي، ومناضل نفيعات ويعقوب قادري" أن تنطق. حقاً؛ بالعجز أثقِلتْ أكتافنا، ولا لغةٌ لِمعجزتكم التي زاملت تخوم المستحيل نجدُ، تلك التي اجتزتموها، وورائكم قزّمتُموها، هل لنا أن نصف ملحمة تعجز كل الألوان عن تعميق وهجها ! تعالوا؛ علّنا نبتكر لغة تستوي وحروف هؤلاء الأحرار ، ومفرداتٍ تنسجم وقيّم هؤلاء الثوار ، وتعبيراتٍ توازي بلاغة هؤلاء الأبطال ! لكن كيف؛ واللغات بكلها تلهثُ انبهاراً بحرفكم ! طوبى للجبال الشامخات صبراً في الباستيلات الصهيونية، تلك المقفرة إلا من كرامتهم. الانتصار لحريتهم واجب علينا، ولهم علينا حق الدعاء، ليكونوا دوماً حاضرين بيومنا بسقينا وحتى شهيقنا، إلى أن تكون عودتهم، إلى أن يبثوا الدفء في منازلنا وجدرانٍ بصقيع غيابهن شُرِختْ، فهذا يومٌ مهما طال فإنه حقٌ بإرادة الله نافذ، وهو يقينٌ في قلوبنا خالد، ووعدٌ لنا من الرحمن باقٍ ” إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً".
|