|
مشعل يطرح رؤية للخروج من الأزمة الراهنة
نشر بتاريخ: 01/10/2021 ( آخر تحديث: 01/10/2021 الساعة: 09:38 )
غزة - معا - قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج، خالد مشعل، إن "هناك ثلاثة عناصر في تشخيص الأزمة الفلسطينية، على رأسها أزمة قيادة، وغياب الفعل النضالي المؤثر والمتتابع، بشقيه المقاوم والسياسي، وأزمة الانقسام". وأضاف مشعل خلال جلسة حوارية إلكترونية عقدها مركز مسارات، بحضور العشرات من الباحثين والإعلاميين والمثقفين الفلسطينيين في الداخل المحتل والشتات، أن "الأمم والشعوب والحركات والنضالات تحتاج إلى قيادة تملك الرؤية، والقرار، والجرأة، والقدرة على المخاطرة وصناعة التحولات، والخروج من الأزمات وحالة الجمود". وأكد أن الأزمة الثانية هي غياب الفعل النضالي المنهجي والمؤثر، بشقيه المقاوم والسياسي، والمتتابع والمتكامل بين مختلف ساحات الوطن، وأماكن تواجد شعبنا في الداخل والخارج، رغم أن لدينا مقاومة عظيمة في غزة خاضت أربع حروب، وأبلت بلاء عظيمًا، وأشعرتنا بالفخر كفلسطينيين. عناوين للمقاومة وأوضح مشعل أن ملحمة القدس، وصمود أهلنا في ساحات المسجد الأقصى، والدفاع عن المقدسات، وإفشال مخططات التهويد والتقسيم، ومعركة باب العامود والشيخ جراح، والصمود الأسطوري في كل أحياء القدس، ومواجهة مخططات تهجير الناس، وإشغالهم عن المهمة الوطنية، كلها شكلت عناوين للمقاومة. وتابع أن الضفة الغربية تشهد موجات وهبات من المواجهة والمقاومة بين الحين والآخر، رغم ظروف الانقسام، والتنسيق الأمني الذي يحول دون تحولها إلى انتفاضة حقيقية، كما جرى إبان اندلاع انتفاضة الحجارة عام 1987، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وكان تأثيرها كبيرًا في إجبار الاحتلال على الانسحاب من قطاع غزة. وأشار مشعل إلى أن مساهمة أهلنا في مناطق الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 في مسيرتنا الوطنية عمومًا، خاصة في ظل معركة سيف القدس، وانتفاضهم، وتشكيلهم جبهة مهمة في وجه الاحتلال لتقويضه من داخله، فضلًا عن دور الشتات الفلسطيني، خاصة في مخيمات دول الطوق، وكل مواقع الهجرة واللجوء، بجانب دور الأمة معنا وأصدقائنا حول العالم. وتطرق مشعل الى الأزمة الثالثة المتمثلة بحالة الانقسام المزمنة والمستعصية على الحل إلى هذه اللحظة للأسف، ولها أسبابها الداخلية والخارجية، رغم أن العاملَين السابقين في تشخيص الأزمة، أسهما في استعصاء الانقسام على الحل، لأنه لو توفرت القيادة والفعل النضالي المؤثر لأعطت روحًا حقيقية تدفع جميع الأطراف إلى تجاوز الخلافات. ثلاثة محاور وأكد أن الخروج من هذا الواقع الذي يشهد تراكمًا للأزمات، يتطلب العمل على ثلاثة محاور مجتمعة، أولها إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية، يكون لها صيغة جديدة، وروحًا جديدة، وبرنامجًا نضاليًا وسياسيًا متجددًا وفاعلًا وحيويًا ومؤثرًا. وأكد أن القيادة هي مَن تُحدث الفارق في الوضع القائم، وإلا سنبقى في حالة من هذا الشتات، وعندما تتشكل القيادة المرجوة، تصاحبها حالة من بناء المؤسسات الوطنية، خاصة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وكل الهياكل الحزبية والنقابية والجامعية والبلديات بصورة ديموقراطية حقيقية. وأشار أن المحور الثاني للخروج من الأزمات، يتعلق باستعادة زمام الفعل المؤثر، عبر برنامج نضالي مقاوم وسياسي متعدد الجبهات والميادين، متناغم ومتكامل ومتتابع، لنقل القضية إلى موقع أفضل، وإجبار الاحتلال على التراجع، ويساعدنا على التقدم على طريق التحرير والعودة واستعادة الحقوق، وتحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات ومراكمتها، كما حصل في انتصار معركة القدس، وصولا إلى كسر الحصار عن قطاع غزة، واستعادة المقاومة لعافيتها في الضفة الغربية، ومعركة تحرير الأسرى من خلال صفقة تبادل مشرفة، وتعزيز دور أهلنا في 48، وفي الشتات، وعلى مستوى الأمة، والساحة الدولية. استعادة الوحدة وأشار إلى أن المحور الثالث للخلاص من أزمتنا الفلسطينية يتمثل في استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، لأنه إذا نجحنا في إعادة تشكيل القيادة، واستعادة زمام الفعل النضالي المؤثر، سننجح في إنهاء الانقسام. وشدد رئيس حماس في الخارج على أن غزة رغم حصارها الظالم تعيش مقاومة بطلة، في حين أن الضفة مثقلة بالتنسيق الأمني، مبينًا أن الجميع تحت الاحتلال، لكن غزة بدون استيطان، بدليل أنها صنعت مقاومة عظيمة. وأوضح مشعل أن الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية يعبد الطريق لإعادة بنائها من جديد، واستيعاب القوى والفصائل كافة، وقد عقدت من أجل ذلك اجتماعات متفرقة، لكنها لم تستمر للأسف، لاعتبارات تخص مخاوف بعض الأطراف. قاسم مشترك وأكد أن الخلاف بين فتح وحماس برنامجي، لكن الحل يتمثل بألّا يأخذ أحدنا الطرف الآخر إلى برنامجه، ولا ينفرد بالقيادة، ولذلك دعوتنا بأن نلتقي على برنامج سياسي يمثل القاسم المشترك للجميع، وليس التصارع على البرنامج، بل أن نكون شركاء في القيادة على برنامج سياسي مشترك، وبذلك ينبغي أن نجترح معادلة تجمع الكل الفلسطيني، سواء من يوافقنا، ومن لا يوافقنا من باقي القوى، كي يكون الجميع شركاء، دون أن نستثني أحدًا. وأشار أن العلاقة مع الدول العربية ينبغي أن تستند للمصلحة الوطنية الفلسطينية، فمَن فتح لنا الباب نرحب به، وصنعنا معه علاقة، ونحن ننفتح على الجميع، ولا نغرق في الخلافات العربية، ونستفيد من الحاضنة العربية، دون أن نزهد في أحد، أو نتصارع معه، مبينًا أن حماس حافظت على ذلك، وفي سنوات خلت كانت منفتحة على محور المقاومة ودول الاعتدال العربي. لسنا في جيب أحد وأوضح مشعل أن تلقّي حماس دعمًا من إيران لا يعني أن نكون في جيبها، فقرارنا وطني مستقل، هذا الطرف يدعمنا ماليًا، وآخر عسكريًا، وثالث يقدم دعمًا إعلاميًا وسياسيًا، والخلاصة أننا لسنا في جيب أحد، ولا ترسًا في ماكنة أي كيان أو دولة، من حقنا أن نأخذ الدعم طالما أنه ليس على حساب قضيتنا. وأضاف أن "الاحتلال قتل كل المبادرات السياسية، بما فيها المبادرة العربية، وأوروبا والولايات المتحدة عاجزتان عن إلزامه بها، وجاء خطاب بايدن الأخير في الأمم المتحدة ليتحدث عن دولة يهودية، وكل ذلك يجعلنا نعود لبرنامج وطني فلسطيني مشترك، يستند لروايتنا الأصلية بأننا نريد كل فلسطين. وتابع: مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو والمبادرة العربية لم يحققوا شيئًا، والرد على ذلك يكون بتصعيد برنامج المقاومة، والاستفادة من الحاضنة العربية والإسلامية، ونكسب العالم إلى جانبنا، ونلاحق إسرائيل في كل المنابر والمحافل". وأكد مشعل أن تراجع السلطة الفلسطينية عن إجراء الانتخابات كان مسيئًا، لأنه لا خيار أمامنا إلا الاحتكام إلى توافقات وطنية، بما فيها الانتخابات، وقيادة مشتركة، لترتيب البيت الفلسطيني، من خلال الشراكة في السلطة والمنظمة، والتحرك ببرنامج سياسي نضالي مشترك، رغم أن الاحتلال الإسرائيلي يحرض السلطة على عدم إجراء الانتخابات، ويخوفها من فوز حماس فيها. وشدد على أن إصلاح المنظمة وإجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة يجب أن تكون بمنأى عن شروط اللجنة الرباعية، لأنها ليست المدخل للمصالحة، ولا ترتيب البيت الفلسطيني، ولا تساعدنا في إنجاز شيء، المطلوب أن ننتزع حقنا بأنفسنا، لأن الاستجابة لتلك الشروط لن نحصل منها على شيء، بل سنخسر أنفسنا، ونمزق صفنا السياسي، دون جدوى". وأشار إلى أن الوثيقة السياسية للحركة الصادرة في 2017، لم تكن لإرضاء اللجنة الرباعية، بل هي استمرار لأدائنا السياسي، وترجمة لانخراطنا في العملية الانتخابية، وقد عبرنا عنه في مسيرة أحد عشر عاما منذ انتخابات 2006، وتقديم وثيقة متفق عليها وطنيًا، لأننا حين دخلنا في تلك الانتخابات لم تكن وفق شروط اتفاق أوسلو، بل لتغيير قواعدها من داخل هذه المؤسسات المنتخبة. وأضاف أن تراجع الحصاد السياسي لمعركة سيف القدس لم يكن بسبب عجز المقاومة وحماس، بل لوجود إرادة دولية وأمريكية بعدم السماح للحركة بقطف ثمار المعركة من خلال كسر الحصار عن غزة، وعدم ترجمة الإنجاز العسكري إلى حصاد سياسي، كما شكل الانقسام إضافة سيئة لهذا القرار الدولي بسبب نظرة حزبية ضيقة سعت لحرمان جميع الفلسطينيين من هذا الإنجاز السياسي. وأشار مشعل إلى أن حماس ترحب بالمصالحات العربية الجارية، وتشجعها، وتحث عليها، كي تكون القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمامات العربية، وبالتالي فنحن نستفيد من هذه المصالحات، أما الخلافات والاستقطابات فهي تتسبب بخسارتنا جميعا. |